أسبوع ميلانو وحنين مبالغ فيه إلى الماضي

عرض فرساتشي خاطب النخبة وأصحاب الملايين في المقام الأول.. والأكسسوارات جاءت مطعمة بالذهب

TT

رغم الارتياح الذي أبداه المشرفون على اسبوع الموضة بميلانو، بدون قيد أو شرط، على قرار السلطات الإسبانية منذ بضعة اسابيع بمنع العارضات النحيفات إلى حد الأنوركسيا من المشاركة في اسبوع الموضة بمدريد، وتهديدهم بالإقتداء بها، فإن المصممين كان لهم رأي آخر، وهو الرأي الذي غلب في الأخير. فأغلبهم، إن لم نقل كلهم، لم يستغنوا عن شماعاتهم، لسبب وجيه من وجهة نظهرهم، وهو ان الأزياء تبدو أجمل وأكثر إغراء عليهن. بل يمكن القول ان الأمر كان أدهى في ميلانو بسبب استعانة بعض المصممين بعارضات لم يتعدين سن الـ 14 نظرا لمقاييسهن الصبيانية. ولكن رغم الجدل الذي شهده عالم الموضة في الأسابيع الأخيرة ما بين رافض ومؤيد، الأول يندد ويدين بحكم انه بعيد نوعا ما عن هذا العالم، والثاني يستغرب ولا يبالي من منطلق ان من يده في النار ليس كمن يده في الماء، بالإضافة إلى أن صناع الموضة، وعلى رأسهم المصممون، يؤكدون ان العارضات في صحة تامة وأن نحافتهن تعود إلى جيناتهن وليس إلى تغذيتهن. أما العارضات فإنهن يستنكرن، من جهتهن، التمييز بينهن وبين البدينات، ويرينه مشينا وتعديا على جيناتهن وحقوقهن في العمل. لكن، كما يقال في عالم السينما والترفيه، «العرض يجب ان يستمر» فبعيدا عن هذا الجدل، لم تتأثر الأزياء، وما زالت تخاطب الرشيقات والأنيقات. لكن فيما يتعلق بالتصميمات، فإن اللافت في أسبوع ميلانو حنينه المبالغ فيه إلى الماضي، بشكل أصابنا بالتخمة. فجيورجيو أرماني، السبعيني، توجه بأنظاره إلى أيام شبابه، بينما عادت كل من دار «غوتشي» ودار «بيربيري» إلى حقبة الستينات، وديسكارد إلى الخمسينات ودولتشي اند غابانا إلى الثمانينات وهلم جرا. وقد يكون عرض فرساتشي من العروض القليلة التي برزت هذا الموسم، بأزيائها التي تخاطبها النخبة واصحاب الملايين في المقام الأول. فالأكسسوارات جاءت مطعمة بالذهب بدءا من حقائب اليد إلى الأحزمة والسلاسل وغيرها. لكن ما يحسب لها انها نفضت عنها تأثير مؤسسها الراحل جياني فرساتشي، خصوصا بعد أن تغلبت أخته، دوناتيلا، على مشاكلها مع المخدرات وبدأت تركز أكثر على التصميم، الأمر الذي انعكس على تشكيلتها التي قدمتها يوم الجمعة الماضي، والتي ابتعدت فيها عن الألوان الأسيدية والبنطلونات الضيقة المصنوعة من البلاستيك، وتستعيض عنها بفساتين ناعمة بألوان هادئة ونقوشات هندسية مستوحاة من الستينات إلى جانب جاكيتات مفصلة على الجسم بطريقة تخاطب سيدات الأعمال بالدرجة الأولى.

ولم يضاه تشكيلة فرساتشي في ترفها ومخاطبتها النخبة سوى تشكيلة الثنائي دولتشي اند غابانا، التي يصعب تخيل امرأة في كامل قواها العقلية وهي تختال بها في الأيام العادية، وإن كانت قد حققت صدى طيبا لدى وسائل الإعلام والحضور الذي بدأ الملل ينتابه من كثرة الأزياء العملية والعروض العقلانية. فهي حتى بمقاييس النجمة كايلي مينوغ، التي ظهرت في عرض الثنائي في فستان مستلهم من الغابات، أزياء تناسب المسرح. حسبما نشرت وكالة رويترز قولها: «إذا كانت هناك أي فرصة لارتدائها فستكون على المسرح، وإن كنت سأجد صعوبة كبيرة في مقاومة إغرائها وعدم ارتدائها إلى دعوة عشاء». فقد غلبت عليها الألوان البراقة التي تستحضر سنوات ومناسبات «الديسكو» إلى جانب الكورسيهات والتنورات الضيقة او البالونية التي تجمع بين اسلوب ماري انطوانيت وأسلوب رجال الفضاء في آن واحد، فضلا عن أحذية عالية جدا «بلاتفورم» ستسبب حتما الكثير من الحوادث باسم الموضة.