عبد الله بن بجاد: منتقدونا تثيرهم أي فكرة تأتي من خارج عباءتهم

شارك في «طاش ما طاش».. وأشرف على مسلسل «دعاة على أبواب جهنم» الذي يُعرض حاليا

TT

ارتبط اسم الكاتب السعودي عبد الله بن بجاد العتيبي بالمسلسلات الرمضانية المعنية بموضوع الإرهاب تحديدا، والتي يبدو انها باتت «الموضة» الأكثر رواجا هذه الأيام في قطاع الأعمال التلفزيونية الدرامية على الفضائيات العربية. ولأنّ الطلب عال على مثل هذه المسلسلات، فبالتالي فإن الطلب على «خبراء» مثل عبد الله بن بجاد عالٍ كذلك، خصوصا انه يضيف على هذه الاعمال لمساته المستمدة من خبرته الشخصية كونه كان من المتأثرين بالتيارات الدينية المتشددة في السعودية سابقا. ولعبد الله تجارب سابقة تمثلت في اشرافه على عملي «الطريق الوعر» و«الحور العين». ويعرض له حصريا على قناة «ابوظبي» هذه السنة مسلسل «دعاة على أبواب جهنم»، الذي يتحدث عن مجموعة من الشباب العربي في مرحلة ما بعد «الجهاد الأفغاني» ومصائرهم، ويبرز التناقض بين تعاليم الدين الاسلامي ودعاوى الجماعات الارهابية. اضافة الى مساهمته في اعمال عدة؛ من بينها حلقة بثت أخيرا من المسلسل السعودي الشهير «طاش ما طاش»، اثارت الكثير من الجدل وتعرض بسببها لوابل من الشتائم والانتقادات على بعض المنتديات الاصولية التي اعتبرت انه يتعمد الاستهزاء بالدين. ويعلق الكاتب السعودي بخصوص مطلقي هذه الانتقادات «هؤلاء تثيرهم أي فكرة أو أي خطاب يخرج من خارج عباءتهم.. ولا يمكن ارضاؤهم الا بأن يكون الشخص تابعا لهم، وذلك ليس هدفنا». ولعل الانتقادات هي مؤشر من جهة ثانية على أن الأعمال الجديدة ارتقت الى مستوى جديد من القدرة على الاقناع، وهي امر افتقده مسلسل «الحور العين» على سبيل المثال الذي انتقد بسبب ضعف تنفيذه والثغرات الموجودة في التنفيذ. ويقول العتيبي في حديثه مع «الشرق الأوسط»: بالنسبة لـ«الحور العين» لم اكن مسؤولا سوى عن «الخط الديني» للعمل، وهو ما اكتشفت لاحقا ان اجمالي تأثيره على المحتوى لا يزيد عن 10%. ويضيف ان الانتقادات التي تلقاها المسلسل لم تكن حول «الخط الديني» وإنما حول التنفيذ. ويضيف العتيبي، الذي يشرف على العمل الجديد بشكل عام وليس فقط «الخط الديني»، بالنسبة لـ«الطريق الوعر» فإنّ ما حال بينه وبين وصوله للمشاهد هو أن الحوار الذي احتواه تم باللغة العربية الفصحى، وليس باللهجات الدارجة. ويوضح العتيبي ان ما يميز برنامج «دعاة على أبواب جنهم» هو انه يعمل على خطوط متوازية في أكثر من بلد عربي، وان الممثلين الآتين من بلدان عربية عدة يتحدثون بلهجاتهم المحلية. ويضيف «الحلقة الأولى انطلقت من اكثر من عاصمة حول العالم ليعطي مشهدا بانوراميا عاما لخلايا الارهاب في هذه المناطق ونوعية خطابتها.. ثم ندخل في التفاصيل الدرامية للعمل عبر ملاحقة الخطوط ونلامس جوانب تشرح تفاصيل الظاهرة والظواهر القريبة منها».

ويضيف عبد الله لـ«الشرق الأوسط» انه «في الجانب السعودي، اتينا باكثر من شخصية تعبر عن التيارات الموجودة على الارض». ويوضح «مثلا تيارات الاسلام السياسي وأفكارها معبر عنها من خلال شخصيات في العمل، وكذلك شخصيات انتقلت من الاسلام السياسي الى التطرف والإرهاب.. ونحاول من خلال العمل ان نشرح للمشاهد كيف يفرق بين انواع المتدينين، ونطرق ايضا للمراكز الصيفية.. باعتبارها جزءا من الاجزاء وليس الوحيدة المسؤولة التي يمكن ان تستخدم، اذا ما استغلت، في تجنيد الارهابيين». مع ذلك يقول الكاتب ان الجانب السعودي لن يكون طاغيا على العمل بشكل كلي. ويضيف «في الغالب جميع الخطوط متقاربة ولكن الغالب هما السعودية والأردن».