المطاعم الشرقية في جدة تستعيد زبائنها في رمضان

يتصدر مائدتها طبق الفول والقهوة العربية

TT

الازدحام الذي تشهده ساعات ما قبل الإفطار في مطاعم الأكلات الشعبية، وحرص الصائمين على وجود السمبوسة وطبق الفول، ربما يفسر انحسار المد على مطاعم الوجبات السريعة وقائمة طعامها بما فيها من شرائح الهامبورغر وقطع اللحم (الستيك) ومشروب الكولا.

وتشهد المطاعم ذات النكهة الشرقية في رمضان إقبالا كبيرا ورواجا لأكلاتها الشعبية التي تعد امتيازا خصت به، فما أن يعلن عن قدوم الشهر الكريم حتى تبادر هذه المطاعم بالتحضير لاستقبال زبائنها من الصائمين على مدار الشهر معتمدة في ذلك على انجذاب الصائمين لكل ما هو شرقي.

التحضيرات عادة لا تخرج عن تغيير الديكور الخارجي ليتناسب مع الأجواء الروحانية للشهر الفضيل. العم محمد فقيه، أحد الزائرين الدائمين لمطاعم أبو شقرا العربية، يقول «طوال العام وأنا أداوم على زيارة المطعم الا أن الوضع في رمضان مختلف لأن المكان يتحول إلى ما يشبه الخيمة الرمضانية». ولا يقف الأمر عند الخيمة بل يتجاوزه إلى تعطيرها بتلاوات القرآن الكريم خلال ليالي الشهر الفضيل وخاصة قبل ساعة الإفطار. اما الفوانيس التي أصبحت تقليدا رمضانيا أيضا فتجدها متدلية من سقف الخيمة، فيما تلف المكان رائحة طعام شهي تثير الصائمين. ولا يختلف الحال مع مطعم الثمرات الواقع بشارع التحلية، اذ أنه أحد المطاعم التي اعتمدت في ديكوراتها منذ البداية على الطابع الشعبي والتقليدي الخارج من رحم الحارة السعودية القديمة بكل تفاصيلها الصغيرة، الأمر الذي جعل للمكان رواجا كبيرا من قبل بعض الأجانب إلى جانب شريحة واسعة من الشباب.

يقول فادي جابر، مدير المطعم، «الطابع الشعبي هنا يعد العامل الأكبر في جذب الصائمين في رمضان، ناهيك من قائمة طعامنا التي تأخذ صفة الطبخ البيتي»، مشيرا إلى أن قائمة الطعام لا تخرج عن الأطباق المعهودة في الأيام العادية كونه يقدم المأكولات الشعبية مثل المطبق والمعصوب والهريسة، في حين يتصدر طبق الفول المائدة الرمضانية، يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت تتسلل فيه رائحة القهوة العريبة إلى كثير من المطاعم الشعبية باعتبارها طقسا من طقوس المائدة الرمضانية، كما وصفها جابر.

إلا أن ما يميز الثمرات كما قال «نعتمد تقديم القهوة العربية عند استقبال الداخلين للمطعم عبر صانعها عصام اسماعيل الذي يحرص على ارتداء الزي الحجازي إلى جانب وضعها على طاولات الزبائن»، إلا أن الأمر يبدو مختلفا كثيرا في المطاعم الإيرانية التي أكسبتها صفة الإسلامية بعدا آخر روج لها في الشهر الفضيل وجعل منها منافسا قويا كونها تعتمد على الأجواء الروحانية التي يخلقها الديكور الخارجي للمطعم والثريات التي تأخذ في تصميمها الشكل الإسلامي فيما تترك لقائمة الأطعمة ذات الجذور العربية والمنكهة برائحة الزعفران الإيراني الفرصة لجذب زبائنها من الباحثين عن الاجواء الشرقية.