«ويكر مان».. مسرحية موسيقية أم فيلم رعب؟

المخرج لابوت يقدم الفيلم البريطاني الشهير بصيغة جديدة

TT

«نحن لا نرتكب جريمة هنا»، هكذا يقول كريستوفر لي الذي يؤدي دور لورد سومريسل يقول في منتصف الفيلم البريطاني الشهير «ويكر مان» الذي ظهر عام 1973، مضيفا «نحن أشخاص متدينون بعمق». وهذه الجملة تقدم للمشاهدين الذين ظلوا، حتى الآن، يتابعون فيلما يبدو أكثر شبها بمسرحية موسيقية او دراما منه بفيلم من أفلام الرعب.

ولكن ما من شيء في «ويكر مان»، الذي يشارك في بطولته ادوارد وودورد بدور شرطي مسيحي معتد بنفسه، وهو الرقيب هوي الذي يسافر من اسكوتلندا الى جزيرة قصية ليجري تحقيقا في الاختفاء الغامض لشابة، يسير خطو خطوة وبشكل اعتيادي. وموسيقى الفيلم التي الفها بول جيوفاني، خلقت شعور المرح والبراءة حتى عندما واجه الرقيب هوي مجتمعا سريا صادما وشرها بممارساته الجنسية. وكان هناك بين سكان الجزيرة، الذين يحتفلون بيوم العمال العالمي بالرقص وهم عراة في اطار طقوسهم التي تلهمها الثقافة الكلتية، أي ثقافة سكان اسكوتلندا القدامى، الممثلة السويدية الجميلة بريت ايكلاند. ثم جاءت اقتراحات مبطنة تطالب بتقديم القرابين الانسانية، ومع هذا بدأ ينكشف التدهور البطيء نحو اثارة المتاعب.

وكانت مثل هذه الخصوصيات المميزة في الأسلوب والمحتوى جزءا من السحر الذي أغرى الكاتب والمخرج نيل لابوت في انتاج «ويكر مان» معاصر لصالح ستوديوهات «وارنر بروذرز»، والذي افتتح في بريطانيا هذا الأسبوع. ولكن ليس من السهل تكريم الفيلم، الذي كان قد كتبه الراحل أنتوني شافر، عندما يجري تحديثه لجمهور جديد حتى عندما يراقب المعجبون وأحد صناع الفيلم الأصليون بقلق من الجوانب.

وبدا روبن هاردي، الذي اخرج الفيلم الأصلي، عند الاتصال به أخيرا في لندن، منزعجا من فكرة ان يعاد صنع صورته على الاطلاق. وقال انه ينتظر بفارغ الصبر نسخة من السيناريو الجديد. واضاف ان «الحقيقة البسيطة هي انني طلبت ان ارى السيناريو في أغسطس (آب) الماضي، وقالوا انهم سيرسلونه لي في غضون أسبوعين».

وعند الاطلاع على النسخة الجديدة، سيعرف روبن هاردي ومن كرسوا طاقاتهم لانتاج الفيلم الأصلي بأن لابوت، الكاتب المسرحي، 45 عاما، والذي صور فيلمه الأول الموسوم «في صحبة الرجال» قسوة الرجال تجاه النساء، بأنه اعاد اكتشاف حروب «الجندر» في نسخته الجديدة.

ويشارك في بطولة فيلم لابوت، الذي يبدأ في ساحل ولاية واشنطن والذي صور قرب فانكوفر، نيكولاس كيج وايلين بورشتاين مع كيت بيهان ومولي باركر وليلي سوبيسكي.

وفي مقابلة معه بالهاتف من لوس انجليس منتصف يوليو (تموز) الماضي، حيث كان يشرف على الصيغة النهائية من المؤثرات الصوتية (قامت انجيلا بادالامنتي بتأليف الموسيقى)، قال لابوت انه مهتم بتصوير موقف السلطة الرجالية البيضاء التي تجسدها شخصية كيج وصراع السلطة الحتمي بين الرجال والنساء.

وقال نيكولاس كيج إن مشاهدته للفيلم الأصلي قبل عدة سنوات صدمته. bأما لابوت الذي شاهد الفيلم لأول مرة أثناء عمله على مسرح المصباح السحري في سبوكين بواشنطن، خلال الثمانينات، فقال إنه «أخذه إلى مكان يعطي شعورا بأنه جديد تماما ويستحق الجهد».

وشاهد شافر قبل أن يكتب السيناريو الكثير من أفلام التضحية وطقوس الاخصاب الاسكتلندية، كما شاهد أفلام الرعب التي كتبها هامر بما فيها «ندوب دراكولا» و«دراكولا عام 1972» و«يجب تدمير فرانكشتاين» التي أنتجت في انجلترا ما بين الخمسينات والسبعينات من القرن الماضي.

وقال هاردي شارحا «ظننا أن الوقت أصبح مناسبا لفيلم يستند إلى خلفية حقيقية لأفلام هامر تلك. نحن أردنا قلبها رأسا على عقب وأن يكون لدينا مجتمع وثني. أنا شخصيا أظن أننا قادرون على خلق مجتمع كهذا وهو مجتمع متخيل وجذاب للمشاهدين».

أما لابوت فقال إن الفيلم الجديد لديه عدد من المشاهد الأكثر دموية من سابقاتها. مع ذلك، فإنه وبتعمد لجم نفسه من استخدام مؤثرات خاصة تمنح «لحظات من البهجة».

وأضاف لابوت «حتى في حالة ما إذا كان هناك عدد قليل من الأشخاص الذين يضغطون عليك قائلين: «نحن نحب الفيلم إذا كان مثل فيلم منشار في الأسبوع الأول ثم مثل فيلم الحاسة السادسة خلال الخمسة أسابيع اللاحقة أنت عليك في نهاية المطاف أن تختار مصدرا واحدا لمواد الفيلم مع الاخذ بالاعتبار لنوعياتها الفريدة».

وقال هاردي «الشيء الأساسي هو أنه تحت القانون الأوروبي، وتحت قواعد اللياقة الأولية، حينما تعيد عمل فيلم شخص ما عليك أن تعطيهم فكرة عن كيف ستقوم بالفيلم».

وقال المحامي اندرو هرويتز العامل في مكتب محاماة «ابستين لفينسون» في نيويورك، إن القوانين التي أشار هاردي إليها تختلف عن الحقوق الاقتصادية التي تأتي مع امتلاك حقوق الطبع. وقال هاردي إنه يمتلك الحق برفع قضية ضد الفيلم في أوروبا إذا لم يتمكن من قراءة أو مشاهدة الفيلم قبل عرضه، على الرغم من تأكيده على أنه لن يقوم بذلك. لكن المتحدث باسم «ليونز غيت» الذي يعد أكبر موزع للأفلام في الخارج فضل عدم الكلام.

الفيلم بنسخته الجديدة، قال لابوت، شبيه بالنسخة الأصلية ولا يقل عنها ذكاء، حتى عندما يضطر الجمهور من تسخير قدراته العقلية اكثر من المعتاد في استيعاب الفيلم. «اذا اعتبر «ويكر مان« فيلما من افلام الرعب فهذا شيء عظيم».

*خدمة «نيويورك تايمز»