العمانيون يبحثون عن الخصوصية في شهر رمضان

جلسات عائلية وخيم خاصة في البيوت

TT

للهريس والمكبوس طعمهما المميز على مائدة شهر رمضان المبارك في عُمان، وللجلسات العائلية أجواؤها الخاصة ايضا خلال هذا الشهر الكريم. فيحتفظ هذا الشهر بخصوصية وعادات واجواء مميزة حافظ عليها العمانيون منذ سنوات طويلة. فبالذات في هذا الشهر لا بد من التجمع في البيت الكبير، وهو عادة بيت الجد والجدة حيث يلتقي الابناء على مائدة الافطار. وقد جرت العادة في عمان بأن يتم توزيع الاكل قبل الافطار على الجيران والاهل على وجه الخصوص.

اما مائدة الافطار فاطباقها معروفة، هناك الهريس والثريد وهو عبارة عن الخبز العماني مع مرقة اللحم، بالاضافة الى الرز العماني بالسمك أو ما يعرف بالمكبوس او بالدجاج أو باللحم والدنجو، وهو عبارة عن حمص مطبوخ. ولا يغيب عن المائدة طبعا الخبز العماني (رخال) كما يعتبر اللبن والقهوة العُمانية من اساسيات كل افطار. ويفضل العمانيون عادة بدء افطارهم بالشوربة، وهي عبارة عن قمح مع الدجاج او اللحم. اما السحور فهو في اغلب الاحيان الارز الابيض مع اللبن.

وللحلويات مكانها البارز على مائدة الافطار، وخاصة اللقيمات والتمر المعمول بالسمن النباتي والذي يزين بمسحوق جوز الهند او بالفستق الناعم. وتقول بدرية السيابي، ان زيارات الاهل تكثر في هذا الشهر الكريم، وبالرغم من دخول الكثير من العادات الجديدة مثل السهر في الخيم الرمضانية التي غالبا ما تقيمها المطاعم والفنادق، الا ان العمانيين حرصوا على المحافظة على الطابعين الديني والعائلي خلال هذا الشهر. اذ تكثر المحاضرات الدينية في المساجد والمنشآت والتي تعقب عادة صلاة التراويح.

ويبدو ان المأكولات الشهية التي تتفنن سيدات البيوت بتقديمها في شهر رمضان، وبالاخص الحلويات على انواعها قد جعلت الكثير من الناس يفكرون في ممارسة الرياضة. فنلاحظ انه تزداد عادات المشي بعد الافطار، وهذا العام يسمح الجو اللطيف بممارسة هذه العادة على البحر او في الحدائق. وكذلك يقوم الشباب بلعب كرة القدم او الشطرنج في المقاهي. وفيما لم تغب عادة الخيم الرمضانية عن ليالي شهر رمضان في عُمان، حيث تتوزع هذه الخيم بالتحديد في الفنادق الكبرى في العاصمة مسقط، الا انه بدأت في الفترة الأخيرة عادة جديدة وهي لجوء العائلات الكبرى لاقامة خيمها الخاصة، وهي في معظم الاحيان تقام في البيت الكبير حيث يلتقي الاهل والابناء. ويعتبر العمانيون ان هذه الخيم تعطيهم خصوصية، لا يجدونها في تلك المنتشرة في الاماكن العامة. وتقول سكينة اللواتي، انه وعلى الرغم من الاجواء المميزة التي تقدمها الخيم الرمضانية، ولكن الذهاب اليها يأتي دائما بعد قضاء الوقت مع الأهل.

وفي منتصف هذا الشهر الكريم، يحتفل العمانيون بالقرنقشوه، أو ما يعرف في البحرين والكويت بالقرقاعون او القريقيعان. حيث يتجمع الاطفال بعد صلاة المغرب ويتنقلون في الشوارع والاحياء من منزل الى آخر مرددين اغنيات خاصة بالقرنقشوه، حيث يقوم الاهالي بإعطائهم الحلوى والفشار.