مسلمو أميركا يحافظون على تقاليد رمضان

بالرغم من ساعات العمل الطويلة

TT

كحال ملايين المسلمين الذين يعيشون في الغرب يقضي مسلمو الولايات المتحدة شهر رمضان بين ضغط العمل لساعات طويلة مع الحفاظ على تقاليد هذا الشهر بالصيام والعبادات.

وفي الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون الأميركيون بشعائر رمضان فإنهم يسعون بشكل حثيث لإسماع صوتهم حيث يشعرون بأن القبول العام الذي يحظى به مسلمو الولايات المتحدة لا يتماشى مع أعدادهم المتزايدة في ظل التحيز لأعياد ديانات اخرى.

لكن بتدقيق النظر تظهر الصورة تحت السطح بأبعاد أكثر تعقيدا في ظل ترسيخ فكرة الاشتباه في المسلمين بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) عام 2001.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد امتدحت المسلمين خلال زيارتها لمصر في رمضان ووصفتهم بأنهم «أميركيون لهم إسهاماتهم» ووصفت الاسلام بأنه «دين عظيم».

وقالت: «لو أنك ذهبت إلى أي مكان في أميركا، سترى مسجدا ليس ببعيد عن كنيسة أو معبد يهودي.. فكيف يمكن لنا ألا نحترم الاسلام وهو إلى حد بعيد جزء من أميركا».

ومثل كثير من المسلمات الاميركيات تكون سميرة حسين منهمكة في إعداد أطباق المكرونة على النمط الأميركي أو الشطائر لابنائها ولأسرتها لتناول طعام الافطار في شهر رمضان.

ولم تنس سميرة، 52 عاما، تلك السيدة الفلسطينية التي فقدت منزلها في أعقاب حرب عام 1967 بالشرق الاوسط، الطعام التقليدي مثل البلح إلا أن قضاء 34 عاما في الولايات المتحدة ووجود أربعة أطفال ولدوا هناك كان له بصمته هو الاخر خلال الشهر الكريم.

وقالت سميرة لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) وهي تضحك بصوت خفيض «نحن نحب المكرونة، أطفالي يمكنهم تناولها في أي وقت هي أو شطائر التونة، ولو لجأت إلى إعداد طعام شرقي طوال اليوم لا أعتقد أنه يمكنني أن أقوم بعمل شيء آخر».

وكحال ملايين المسلمين تمتزج الحياة اليومية لهذه السيدة التي تعيش في واشنطن بثقافة الولايات المتحدة تلك الدولة القائمة على فكرة الحرية الدينية.

وبشكل أو بآخر يمثل رمضان مشكلة عملية تتجسد في الصيام والصوم خلال النهار طيلة شهر كامل في واحدة من الدول التي يعمل فيها الاشخاص أكثر عدد من ساعات العمل في العالم الصناعي. وبالنسبة لحبيب غانم أحد المستشارين التجاريين للدول العربية بواشنطن فإنه ينظم جدول مواعيده بصورة يتمكن خلالها من أداء صلاة الجمعة نظرا لأنه هو المدير إلا أن قسما كبيرا من المسلمين العاملين لا يحظى بهذه الميزة. وقال إن بعضهم يتسلل وبعضهم يتغيب بعذر مرضي والبعض الاخر يعمل ساعات إضافية بعد ذلك حتى يتمكنوا من أداء الصلاة. وبالنسبة لسميرة التي تعطي المدرسين دروسا عن الاسلام فقد تذهب إلى سيارتها لأداء الصلاة لو لم تتمكن من أدائها في مكتبها. كما أنها تسعى لتغيير واقع التعصب ضد الإسلام وتتحدث في العديد من المناسبات العامة بمقاطعة مونتغمري شمال واشنطن التي يقطنها قرابة مليون شخص.

وقالت سميرة حسين: «أفضل طريقة هي التعليم» مشيرة إلى أن منزل أسرتها وسيارتها خربا بشكل متكرر في تسعينيات القرن المنصرم، لكنها قلقة بشأن ابنيها المراهقين اللذين يصومان أيضا رمضان.

وقالت: «هذا يؤثر على تحصيلهما الدراسي لأنهما لا يأخذان قسطا وافرا من النوم.. وفي المدرسة يعانيان من العطش أكثر من الجوع». وتزامن رمضان هذا العام مع موعد اختبار مهم في جميع المدارس بكافة أنحاء الولايات المتحدة يتم على ضوئه تحديد المكان الملائم للطالب في الجامعة.