مسلمون ينتجون ألعاب فيديو لمحاربة ألعاب غربية «موجهة ضدهم»

ناشر لألعاب الفيديو: «البحث عن بوش» محملة بالكراهية

TT

تسمح لعبة فيديو جديدة للاعبين بقتل الرئيس بوش، وتسمى بـ «البحث عن بوش». وتبدو شبيهة بلعبة فيديو أخرى سبق لها أن غزت الأسواق بقوة قبل ثلاثة أعوام اسمها «البحث عن صدام».

ضمن صنف الألعاب المبنية على مبدأ القتل، فإن تحديد شخصيات اللعبة الرئيسية، أي من هو البطل ومن هو العدو، على من يبرمج اللعبة.

ولعبة «البحث عن بوش» أو «ليلة القبض على بوش» هي مجانية وموجودة على الإنترنت وتم اعدادها على يد «جبهة الإعلام الإسلامية العالمية»، وهي منظمة متطرفة لها أواصر بالقاعدة. ومع البنادق وقاذفات القنابل يتحرك اللاعبون من أجل تنفيذ عدة مهام بما فيها «الجهاد يتصاعد» و«جحيم الأميركيين» و«صيد بوش مثل الفأر» وفي المرحلة الأخيرة يقاتل اللاعب بوش.

وهذه هي إضافة أخرى للقائمة المتنامية من ألعاب الفيديو الإسلامية وتتم مراقبتها من قبل وزارة الدفاع. والكثير من هذه الألعاب يكتب عنها في المدونات الإلكترونية ضمن دوائر اللاعبين. وبعضها مجانية بينما بعضها الآخر تباع بأجر. وفي كلتا الحالتين يتم تناول القضايا من المنظور الإسلامي على عكس الكثير من الألعاب الغربية التي تضع العرب والمسلمين بشكل عام كأشخاص أشرار. والأكثر من ذلك يصب تصميم هذه الألعاب باتجاه تعميق الحرب على مستوى الألعاب بين الشرق والغرب، وهذا ما يزيد التوتر حول من يكتب التاريخ.

وقال اد هالتر مؤلف كتاب «من شمس تسو إلى اكسبوكس: الحرب وألعاب الفيديو» والذي نشر في مايو (أيار) الماضي: «هناك لعبة واحدة بواحدة تدور حاليا هنا، وهو نوع من الحوار الغريب. وما يثير القلق هو ان الحوار غالبا ما يتقلص إلى القاسم المشترك الأصغر المتمثل بالأفعال العنيفة في الألعاب، والذي هو انعكاس لما يجري حاليا على أرض الواقع».

لا يستطيع اللاعب رضوان قاسمية، 31 سنة، أن يتحمل عناوين ألعاب من نوع «الهجوم المضاد» و«القتال على مسافة قصيرة: الأول يجب قتاله» و«جيش أميركا»، وهذه الألعاب الثلاثة موجودة على الإنترنت، حيث يستعملها أكثر من 7.5 مليون شخص، اذ تم انتاج هذه الألعاب عام 2002 على يد القوات البرية الأميركية للمساعدة على الترويج للتجنيد العسكري.

وقال قاسمية، الذي يدير مركزا في سورية اسمه «افكار ميديا»، «نحن الذين نلعب دور الإرهابي والعدو في هذه الألعاب». وقاسمية هو واحد من الناشرين القلائل لألعاب الفيديو في العالم الإسلامي. وقال في مقابلة عبر الهاتف إن لعبة «البحث عن بوش» التي تم انزالها عدة آلاف المرات على الإنترنت، وتمت المشاركة في كْليبين على موقع اسمه YouTube.com، وتمت مشاهدتهما أكثر من 11 ألف مرة. وقال عن تلك اللعبة «إنها ليست أكثر من بروباغاندا». وهو لعبها واعتبرها محملة بالكراهية.

صدرت لعبة «من تحت الرماد» عن دار «أفكار ميديا» عام 2002 وهي تنظر إلى الانتفاضة من عيني أحمد ، المراهق الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال الإسرائيلي. وفي السنة الماضية صدر ضمن السلسلة برنامج «تحت الحصار» والذي يتحدث عن قصص خمس عوائل فلسطينية خلال الانتفاضة الثانية والتي تظهر مراهقا فلسطينيا أطلقت النار عليه في الشارع؛ ويظهر بعد لحظات قليلة جندي إسرائيلي لسحقه بواسطة قالب كونكريتي. وقال قاسمية: «ألعابنا ليست بروباغاندا. ألعابنا تعكس تاريخنا: الماضي والحاضر». وحقيقة أن معظم الأفلام ومعظم برامج التلفزيون وألعاب الفيديو تضع المسلمين تحت صورة سيئة. ونحن نحاول أن ننقل القصة من وجهة نظرنا».

لكن الميجور المتقاعد كريس تشامبرز نائب مدير مشروع ألعاب القوات البرية يصر على أن «القوات البرية» الأميركية لا «تمسك عدوا واحدا. بل حول كل أنحاء العالم بما فيها الشرق الاوسط. ليس هناك أي تركيز على منطقة محددة أو على شعب محدد».

لكنه أضاف أن الناس أحرار في تأويل اللعبة كما يشاؤون.

كانت أول لعبة إسلامية جلبت الانتباه في الشرق الأوسط هي «رماة الحجارة» وقال هاتلر إن منتجها هو طالب طب سوري، وأصدر منها 2000 نسخة بعد أسابيع من بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وحسب موقعها الإنترنتي فإن اللعبة «مكرسة لأولئك الذين فقدوا حياتهم من أجل بلدهم وأولئك الذين يقاتلون من أجل الحرية». ناشرا ألعاب آخران مثل «تقنيات 3د» التي تتخذ نت سورية مركزا لها، و«تخيلات» المتمركزة في دولة الإمارات فإنهما طورا ألعابا على مغامرات مثل «زويا» و«مغامرة زورد» لكن هاتين الشركتين لم تتمكنا من الاستمرار خلال السنوات الخمس الأخيرة بسبب عدم عثورهما على جمهور كاف في الشرق الأوسط حيث القرصنة هي خاصية سائدة والألعاب الأميركية لها شعبية عالية. ولم يتم شراء أو تخزين هذه الألعاب إلا من عدة آلاف من الأشخاص.

وقال معهد بحوث الشرق الاوسط في واشنطن إن الشيخ نبيل العوضي الذي يقدم برنامج أسبوعي في محطة «الرأي» الكويتية، تحدث عن ضرورة بروز ألعاب إسلامية تتنافس مع العاب الغرب وفيها يتمكن اللاعب المسلم من «قتل اليهود وتحرير مسجد الأقصى». وفي الغرب هم يحولون حروبهم ضد المسلمين إلى العاب ويجب على المسلمين القيام بالشيء نفسه حسب قوله.

وقال دينيس ماك كولي الذي يدير مدونة إلكترونية اسمها Gamepolitics.com إن «هناك حربا في تصميم الألعاب، على الأقل من حيث ان الألعاب هي وسائل اتصال جماهيرية وتهدف للوصول إلى الشبان. وتوزع وزارة الدفاع الأميركية العاب «الجيش الأميركي مجانا وكوسيلة لتسويق التجنيد. واللعبة شعبية جدا. لذلك فإنه لم يكن مفاجئا أن يحاول المتطرفون الإسلاميون تحقيق الهدف نفسه وتقليد النجاح نفسه».

يمكن القول إن لعبة «البحث عن بوش» هو تكييف للعبة «البحث عن صدام» التي انتجتها شركة بتريلا انترتينمنت المتمركزة في كاليفورنيا عام 2003 مقابل 14.95 دولار وباعت الشركة حوالي 3 آلاف نسخة من اللعبة.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»