دبي تسعى بـ«الوشق» و«المهر» لاحتلال مكانة في الميديا الدولية

جوائز سينمائية «ستساهم في نمو وتطور صناعة السينما العربية»

TT

اصبحت دبي احدث المدن العالمية التي تنضم الى قائمة متزايدة من مهرجانات الميديا الدولية، التي تمنح جوائز للاعمال السينمائية والابداعية في عالم الاعلان. فبعد الاعلان في اغسطس (آب) الماضي عن جائزة «المهر» للسينما، التي سيمنحها مهرجان دبي السينمائي السنوي لأفلام عربية حصرا، اعلن أول من أمس عن جوائز دبي «لينكس» (او وشق دبي)، وهو اسم لحيوان صحراوي من السنوريات. وتسعى دبي بهذا الاتجاه في عالم الجوائز البراقة، الى احتلال مكان لافت في عالم الميديا الدولية، وهو الامر الذي فشلت به الى الآن من خلال وسائلها المحلية، خاصة بعد اخفاق تجارب اعلامية سابقة، منها اخفاق تجربتها الفضائية الدولية الاولى، متمثلة في قناة الاقتصادية، التي كان يفترض ان تكون لسان حال عالم الاعمال والتجارة في دبي.

ويقول خبراء اعلام، ان الوجود الاعلامي لدبي، على المستويات الاقليمية والعالمية، عبر وسائلها الاعلامية الحكومية لم ينجح كثيرا حتى بعد حركة التغييرات والتبديلات الواسعة، التي شهدها هذا القطاع قبل اعوام قليلة.

ويعزو الخبراء هذا القصور الى ان الفضاء الاعلامي، اقليميا ودوليا، اصبح في قبضة عدد محدود من الوسائل الناجحة من فضائيات ومواقع إلكترونية وصحف ومهرجانات متخصصة، وان الدخول لنادي النخبة يحتاج الى جهد هائل واستثمارات ضخمة بعوائد مشكوك بربحيتها على المدى البعيد. ورغم ذلك الفشل الموضعي، نجحت دبي باستقطاب وسائل الميديا المختلفة عبر الحوافز والتسهيلات، فبعد انشاء مدينة متخصصة للاعلام قبل ست سنوات، اصبحت هذه المدينة اليوم تضم نخبة من الاسماء الاعلامية الاقليمية والدولية، ابتداء من مجموعة «ام بي سي» ومرورا بالـ«سي ان ان» وانتهاء بوكالة «ليو بورنيت» الاعلانية العملاقة، حتى اصبحت دبي تنافس في هذه الفترة القياسية غير المسبوقة مراكز اعلامية عريقة وقديمة، كالقاهرة مثلا. وبعد نجاح تجربة التجمع الاعلامي هذا، بدأت الامارة بالمغامرة في مجال الانتاج السينمائي، وشرعت في انشاء مدينة متكاملة من الاستوديوهات السينمائية، على امل ان تنجح في استقطاب صناع السينما الهنود المجاورين لها، خاصة ان صناعة السينما الهندية هي الاضخم عالميا من حيث الانتاج وتتفوق بذلك على هوليوود. وبعد استضافتها هذا العام لمؤتمر المعلنيين الدولي، الذي اقيم لأول مرة على ارض عربية، وهو التجمع الذي يضم اساطين واساطير العاملين في حقل الاعلان بكل اشكاله وفروعه، الذي دل على نجاح دبي في اختراق هذه الدائرة، اطلقت دبي جائزة للعاملين في المجال الاعلاني، تحت مظلة المهرجان الدولي للإعلان، الذي ينظم مهرجان «كان ليونز»، او اسود كان الشهير وجوائز «يوروبست».

جائزة «الوشق» هذه تحظى بدعم مدينة دبي للإعلام، وتهدف الى تكريم الإبداعات والتميز في مجال الإعلانات التلفزيونية والإذاعية والسينمائية والصحافية والخارجية، وحملات التسويق التفاعلي والمباشر.

وتجري عمليات التحكيم على مدى 4 أيام، تختتم في 19 مارس (اذار) 2007، بحفل عشاء ساهر لتوزيع الجوائز على الفائزين، يقام في مدينة دبي للإعلام.

ويقول تيري سافاج، الرئيس التنفيذي لمهرجان «كان ليونز»: ان القرار بإطلاق «دبي لينكس»، أتى بناء على الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها المنطقة في هذا المجال، والأعمال الإعلانية القيمة، التي بدأت بالظهور والمنافسة على الصعيد العالمي. اما على الصعيد السينمائي، فاعلن مهرجان دبي السينمائي أول من أمس، عن منح جوائز لافلام عربية، وخصص جوائز نقدية يصل مجموعها الى 325 الف دولار، بينما تبلغ قيمة الجائزة الكبرى 50 الف دولار.

يقول عبد الحميد جمعة المشرف العام على المهرجان، ان «هذه الجوائز ترمي الى الاحتفاء بالأعمال الرائدة، التي تسلط الضوء على مجتمعاتنا العربية بكل ما تحفل به من قضايا وموضوعات». الا ان مسـعود أمـر الله آل علـي، المدير الفني للقسم العربي في المهرجان، ذهب لأبعد من ذلك، معتبرا ان «هذه الجوائز ستساهم في نمو وتطور صناعة السينما العربية». وتبذل دبي جهودا كبيرة لتصبح من المراكز السينمائية المهمة في المنطقة، حيث تعمل حاليا على عدة مبادرات في هذا الاتجاه، من ابرزها انشاء مدينة للاستوديوهات بكلفة عشرات ملايين الدولارات. وتأمل الحكومة في ان تساعد مثل هذه المشروعات ايضا على ابراز مواهب محلية في مجال صناعة السينما مستقبلا.