القدرة على الابتكار بلغت حبوب البن

مصوغات انطوان عويس عصرية وغريبة في آن واحد

TT

هل سبق ان شاهدت خاتما فضيا مزينا بحبوب البن المطحون؟ او خاتما متمردا على كل قوانين الصاغة مخالفا لقانون الاستدارة فينساب مربعا حول الاصبع؟ او حليا مزدانة بقطع من الحجارة الكريمة الخام غير المقصوص او المصقول؟

هذه ببساطة عينة صغيرة من اعمال الصائغ اللبناني انطوان عويس الذي يعشق كل ما هو غريب ويتمرد على كل ما هو تقليدي، ويترجم ثورته في الحلي الفضية التي يصهرها ويشكلها بطريقة فنية تجنح نحو الغرابة والعصرية باسلوب يمكن وصفه بالسهل الممتنع. اذ ان عويس ككل الصاغة يستعمل المواد الخام المتوافرة في السوق، لكنه يختلف عنهم في طريقة مزجه لهذه المواد وصوغها. فهو يرفض ان يرى حجرا كريما مصقولا متربعا بفخامة على الخاتم بل يفضل استعمال قطعة صغيرة منه احيانا لخدمة موضوع الخاتم واكمال التصميم وليس العكس. اما الحجارة الثمينة بشكلها الخام فهي عشقه الاول اذ يفضل استعمالها دوماً ولا يتردد في تشكيل قطعة الحلي بما يتناسب مع شكل الحجر نفسه. وهذا ما يجعل قطعه دائم التجدد والتغيير اذ لا يعقل وجود حجرين كريمين في الطبيعة، لهما الشكل نفسه والمميزات نفسها.

واللافت ان انطوان هو من يقوم بعملية تصنيع الحلي كاملة بمفرده، فهو الذي يصمم الشكل المنشود ويتولى التنفيذ والصب وتركيب الحجارة وفي النهاية يقوم بتلميع قطعة الحلي وجليها وتلبيسها يدوياً.

ويتأثر انطوان بكل ما يراه من حوله حتى انه حول باقة ورود رآها مرة الى طقم كامل من الحلي، استعمل فيه عدة انواع والوان من الحجارة الكريمة ونصف الكريمة في توليفة مميزة.

كما انه صنع مرة مجموعة تشبه حقيبة يد نسائية مطعمة بكل انواع الحجارة الكريمة تضم عقداً واقراطاً وخاتماً.

لكن اللافت في عمله انه حتى لو قام بتصنيع مجموعة كاملة، فان ما يجمع قطعه ليس الشكل الموحد بقدر ما هو الموضوع او الروح، فقد لا تجد قرطاً يشبه الآخر في المجموعة كلها.

ويعزو عويس السبب الى العمل اليدوي الذي يمنح كل قطعة فرادة لا ينافسها عليها احد، بالاضافة الى عشقه الشديد للغرابة والتجديد.

ومن الحجارة الكريمة التي يستعملها السفير والزمرد والالماس والياقوت والعقيق، بالاضافة الى الحجارة نصف الثمينة ومن بينها الايمتيست والتوباز والتورمالين والكوارتز.

لكنه لم يكتف بالمألوف في صناعة المجوهرات فأقدم على صوغ خاتم فضي مزين بحبوب البن المطحون، محولا البن الى قطعة جميلة من الحلي تلائم ذوق الفتاة العصرية والسيدة الراقية معاً، حتى انه اهدى خاتماً من مجموعة البن الى خطيبته التي اعجبت به وتواظب على وضعه دائماً.

ورغم ان كل قطعة تحتاج الى حوالي يومين كحد ادنى لانجازها فإن عويس يرفض اعتماد تقنية التصنيع بكميات كبيرة، مفضلا العمل اليدوي لانه يعطي القطعة فرادتها وروحها المختلفة. ويشرح ذلك بقوله: «تخيلي ان تشتري حلية من تصميمي ثم تفاجئين في احدى الحفلات بسيدة اخرى تضع حلية مشابهة لها، الن يزعجك ذلك؟».

والمميز ان اسعار مصوغاته يمكن اعتبارها معقولة وذلك لان هدف انطوان كان تصنيع حلي غير مكلفة لكنها في الوقت نفسه ذات قيمة عالية وتتميز بالعراقة.

ورغم جمال تصاميمه يرفض الصائغ الماهر اللجوء الى الاعلانات، مفضلا عليها اسلوب «من الاذن الى الفم»، لكنه يعكف حالياً على طباعة كتيب صغير يضم 24 صورة عن مصوغاته بالاضافة الى نص صغير يتناول عالم الصاغة وعالم الحجارة الكريمة وسيجري توزيعه على كل الفنادق اللبنانية.

كما ينشغل انطوان حالياً بالتحضير لمجموعة خاصة بالاعياد، وكالعادة لن يتقيد بفكرة واحدة لكن من المؤكد ان النتيجة ستكون راقية وعصرية معاً.