نصف مليون زاروا معرض ابن خلدون

بسبب النجاح إشبيلية تطبع كتابا حول الموجودات العربية في القصر الملكي

TT

لاقى معرض «ابن خلدون وحضارة البحر الابيض في القرن الرابع عشر الميلادي»، الذي افتتح يوم 19 مايو (ايار)، في القصر الملكي بمدينة اشبيلية (جنوب اسبانيا) نجاحا منقطع النظير، فقد زاره 531030 شخصا، وقد ابدى خيرونيموبايث مدير جمعية التراث الاندلسي، سعادته البالغة لهذا العدد الكبير من الزائرين، وقال ان عدد الزوار في الفترة الصباحية بلغ 454899 شخصا. وفي الفترة المسائية 76131. وكان عدد زوار المعرض ليلا في شهر مايو (ايار) يتراوح بين 200 الى 300 يوميا، لكنه اخذ بالارتفاع شيئا فشيئا حتى بلغ 1500 زائر كل ليلة.

وعلق المستشرق رافائيل بلنسية انه نتيجة للنجاح الباهر، الذي حققه المعرض، فقد اعدت خطة لطبع كتاب حول الموجودات العربية في القصر الملكي باشبيلية، اعتمادا على دراسة كان قد اعدها مسبقا الباحث رودريغو امادور دي لوس ريوس، ولكن بعد اعادة النظر به كي يتلاءم مع احدث طرق الطبع الحديثة. كما ان جمعية تراث الاندلس تفكر حاليا، بعد النجاح الكبير لمعرض ابن خلدون، باقامة معرض آخر حول الحضارة الاندلسية.

معلوم ان ابن خلدون هو ابرز شخصية عربية اسلامية ظهرت في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي، ويعده الباحثون مؤسس علم الاجتماع، وله اسهامات مهمة في علم التاريخ والاقتصاد. وكان العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس، قد افتتح معرض ابن خلدون يوم 19 مايو الماضي، وقال في حفل الافتتاح، ان ابن خلدون «يعني المعرفة المتبادلة والتفاهم والصداقة بين ثقافات وشعوب حوض البحر الابيض المتوسط»، وقد احتوى المعرض على اكثر من مائة قطعة وتحفة اثرية جمعت من متاحف عالمية عديدة، كالمتحف البريطاني والمكتبة الوطنية في فرنسا والمتحف الملكي للفن والتاريخ في بروكسل، وتنوعت التحف بين قطع من الاحجار الثمينة والاقمشة والاخشاب والمعادن والرسائل والمخطوطات، منها خوذة السلطان ابن قلاوون، من المتحف الملكي في بروكسل، واسطرلاب عربي من مجموعة دافيد في كوبنهاغن وعلم احدى المعارك الاندلسية من متحف كاتدرائية طليطلة، ورسالة من سلطان غرناطة الى خايمي الثاني ملك اراغون، وكثير من النقود المعدنية التي تعود الى حضارات البحر المتوسط في عصر ابن خلدون. وسينتقل المعرض الى تونس وبعد ذلك الى مقر الامم المتحدة في نيويورك.