«المطر الأسود» شهادة مرسومة حول الحرب في العراق

معرض لندني للوحات الرسام يوسف الناصر

TT

ضم معرض الرسام العراقي يوسف الناصر، الذي أقيم أخيراً في لندن، بعضا من لوحات مشروع الرسم عن الحرب الذي ابتدأه الناصر في شهر مارس (آذار) من عام 2003، ولا يزال مستمرا فيه، وصاحبت افتتاح المعرض مجموعة من الفعاليات التي تتضمن معزوفات موسيقية على البيانو، كما قرأت الشاعرة الانكليزية جوان ماريا مكنيللي، مقاطع من قصيدتها «جرائر الحرب» التي كتبتها عام 2004، وذلك بمصاحبة عازفة الجلو جولي سبنسر، التي الفت مقطوعة تستلهم اجواء القصيدة وطبيعة اللوحات.

لوحات الناصر مرسومة بمواد مختلفة وباحجام مختلفة ايضا تتراوح بين قياس دفتر الملاحظات الصغير، وبين القماشات الكبيرة التي يبلغ بعضها 6 امتار ×3.5 مترا، وهي تتنازل عن كثافة الالوان التي تكاد تهدف الى استفزاز العين، لتركن الى الاسود والابيض أو ما يجاورهما. الملاحظ فيها كثافة الحركة والخطوط والالوان داخل حصار اللوحة الصغيرة التي وجدت راحتها في متسع اللوحة الكبيرة، ومعها وجد الفنان ضالته، وميدانه التعبيري. فالحركة والخطوط والالوان والكتل هنا لا تعنى بالزخرف، ولا بالهندسة ولا بالتطلع الى ما وراء اللوحة، ولا بانعكاسات اللون، او بالتعبير. انها على العكس تتوزع على اكثر من تفصيل، وهي تحاول في كل تفصيل أن تحكي حكاية، ولكنها سرعان ما تبترها بحدة التعبير: قدمان تتلاشى خطوطهما، مع انهما في داخل حركة، سلّم قائم في وحدته الغامضة، عين سمكة تغيم التماعتها، رأس مقطوع على الأرجح، قنبلة تسقط ولكن من دون مصدر او هدف.

يقول اليكس روتا المحاضر في موضوع الثقافة البصرية في جامعة غرب انجلترا، ان لوحات المطر الأسود «تنطوي على شهادة حول كارثة الحرب في العراق، انها ادانة للرعب ومأساة الحرب التي لا غالب فيها، اطفال، جنود، مدنيون شبانا ومسنين، الجميع في قبضة تراجيديا الحرب. ولكن كيف يتسنى للفنان ان يعبر عن او يتمثل مشاهد الرعب هذه، اين يبدأ؟».