عشرات الحرفيين من العالم الإسلامي يواصلون استعراضاتهم في حي المربع بالرياض

من سورية و الأردن وكازاخستان والسعودية

TT

يواصل العشرات من حرفيي العالم الإسلامي، المشاركين في المؤتمر الدولي للسياحة والحرف اليدوية، عرضهم الحي لحرفهم بين أروقة 100 نخلة في حي المربع وسط الرياض، وسط حضور كثيف من مختلف الجنسيات والأعمار. وتجمع الكثيرون حول الحرفيين طلباً لمعرفة أسرار المهن وكيفية صناعة الحرف التقليدية، وذهب بعضهم لمساومة الحرفي على بعض معروضاته لشرائها.

وتجمهرت النساء على الصناعات الخاصة بالحلي وإكسسوارات الزينة، كما تحلقن أمام الحانوت اليمني للمشغولات الفضية، والذي احتوى على العقود والأساور المرصعة بالأحجار الكريمة والعقيق اليمني والكهرمان والفيروز. وعلى مسافة قريبة، يقف أحمد مجرشي، حرفي سعودي، في حانوت صناعة الصحاف المنتشرة في منطقة جازان مثل أواني الشرب الخشبية.

وأشار مجرشي الى أنه انخرط في حرفته بعد تقاعده من الخدمة في السلك العسكري، وسبق له المشاركة في مهرجان «الجنادرية» لأربعة أعوام متتالية، مؤكداً أن حرفته ما زالت تلقى رواجاً في الأسواق الشعبية التي تقام في منطقة جازان. ويتراوح سعر الصحاف الصغيرة ما بين 25 و40 ريالا، أما الكبيرة التي تستخدم لحلب البقر فيتراوح سعرها ما بين 300 و500 ريال.

بينما يستقبل جعفر محمد الخير، نجار بحريني موظف بمركز الجسرة للحرف اليدوية، زائري حانوته بالحلوى البحرينية الشهيرة، قبل أن يريهم مجسمات السفن المصنوعة يدوياً، التي أمضى فيها 16عاماً، مشيراً الى أن صناعة السفن التي تستخدم في الصيد والغوص لصيد اللؤلؤ ونقل البضائع والركاب تتركز في مدينتي المنامة والمحرق. ويوجد في المنامة أكثر من حوض لصناعة السفن، أشهرها «النعيم» و«رأس الرمان». و في جانب آخر، انجذب بعض الزائرين للحانوت السوري المتخصص في إنتاج العباءات الرجالية (الفروة) والجاكتات اليدوية الصنع.

أما الأردني زياد عثمان، فيرسم بالفسيفساء أمام زائري حانوته، معلقاً على أن صناعة الفسيفساء تعتمد على الطبيعة، ولا يدخل فيها أي مركب صناعي، تؤخذ من الأودية والجبال ثم تقص وتصنف حسب الألوان، ثم يبدأ الرسام في وضع الصورة المطلوبة. وأشار عثمان الى ان الحرفة التي يزاولها، رغم ندرتها، لا زالت مجدية اقتصادياً. فلا يخلو بيت في الأردن من الفسيفساء اما كلوحة جدارية أو أرضية.

وأشار إلى ان الأردن يملك مركز «مأدبة» المتخصص للتدريب على الفسيفساء وهو الوحيد في الشرق الأوسط. وتبلغ مدة الدراسة والتدريب فيه ثلاثة أعوام.

وفي ركن آخر، وقف الكازاخستاني حسين سيد ليف، بالزي الرسمي لبلاده، يعرض الهدايا والأشغال اليدوية والفضيات والجلود من السروج والسياط، والتي أصبحت من الأزياء المكملة للأمراء والوجهاء والعرسان، مبيناً أن قيمة الطقم المكون من سبعة أجزاء التي يدخل فيها السرج والسوط تصل إلى 30 ألف ريال.

من جهة أخرى، أكد الأمين العام للهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان في حفل توزيع جوائز الحرف اليدوية على الفائزين من حرفيي العالم الإسلامي المشاركين في المؤتمر، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، عبر استضافة ودعم الحرفيين في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، الذي ينظمه الحرس الوطني منذ 20 عاماً، ساهم بشكل كبير في الحفاظ على الحرف والصناعات التقليدية في المملكة من الاندثار بالكامل.

وقال الامير ان المملكة تنظر إلى قطاع الحرف نظرة اقتصادية، حيث رفعت هيئة السياحة، استراتيجية شاملة وبرنامج عمل، أُعدا بالتضامن مع وزارات المالية والتجارة والصناعة والاقتصاد والتخطيط والعمل والشؤون الاجتماعية بعد دراسات ميدانية استطلعت تجارب المغرب وتركيا وتونس، بالاضافة الى مشروع «بارع» الوطني والذي يرمي إلى تنمية الحرف اليدوية والصناعات التقليدية ليكون قطاعا اقتصاديا يوفر العديد من فرص العمل.