الكابتشينو تنافس المعسل على الطرق السريعة

بعد انتشار أكشاك القهوة بشكل لافت في السعودية

TT

أكواب القهوة بأنواعها والشاي بمذاقه المتنوع، ولا بأس بوجبات خفيفة، باتت تلاحق قائدي المركبات في الطرقات البرية السريعة التي تربط المدن والمناطق السعودية الشاسعة الأطراف.

وأصبحت طوابير السيارات المصطفة أمام الأكشاك الصغيرة من المناظر المألوفة للمسافرين على الطرق السريعة. وباتت تلك الاكشاك تزاحم في أعدادها الطوابير المماثلة أمام (طرمبات) الوقود في محطات الوقود على نواصي الطرق السريعة.

وخلافا للصورة النمطية التي ظلت قائمة لعقود طويلة حول المقاهي الشعبية التي كانت الخيار الوحيد للمسافرين لتناول المشروبات الساخنة والأطعمة التقليدية، الى جانب شيشة الجراك والمعسل، فإن موجة جديدة من التحديث طرأت خلال الأشهر القليلة الفائتة على تلك الطرق تمثلت في انتشار ما يسمى (أكشاك القهوة) على الطريقة الأمريكية.

وبعد أن كانت هذه الأكشاك منتشرة داخل المدن وتحديدا في الأماكن المميزة المطلة على الشوارع الفخمة التي عادة ما يرتادها الشباب بكثرة بحكم أنهم أكثر الشرائح المستهدفة من هذه الخدمة السريعة فقد باتت منافسا قويا قويا لما ظل يعرف طويلا في أوساط السعوديين بـ«القهوة الشعبية».

يقول محمد الغامدي، وهو موظف حكومي اعتاد أسبوعيا زيارة عائلته مستخدما طريق الجنوب، الذي يربط بين المنطقة الغربية والجنوبية، «أحب كثيرا المشروبات التي تقدمها مثل هذه الأكشاك، فهي تساعدني على التركيز في قيادتي للسيارة، إضافة لمعدلات النظافة المرتفعة في تقديم الخدمة».

في المقابل يرى عامل في أحد الأكشاك أن الكثير من مرتادي الطرق وبالذات سائقو الحافلات وسيارات الأجرة ما زالوا يفضلون الشكل التقليدي الذي تعودوا عليه لسنوات، «المقاهي الشعبية توفر لهم جلسات مريحة لتناول المشروبات، وأحيانا النوم في نفس المكان لساعة أو ساعتين»، مضيفا «خدمتنا تحتاج لفترة أطول حتى تصبح منافسا قويا للمقاهي الشعبية».

ويظل القاسم المشترك بين المقاهي الشعبية والأكشاك الحديثة، التواجد عند محطات الوقود، التي تمثل نقطة جذب للمسافرين في التوقف لفترات قصيرة للتزود بالوقود وأخذ قسط من الراحة. ورغم أن هناك بعض الفروقات في أنواع المشروبات التي تقدم لمرتادي الطرق السريعة، حيث تبقى «الشيشة والمعسل» حصرا على المقاهي الشعبية كونها خدمة لا تتسم بالسرعة، فإن المشروبات الأجنبية مثل «الميلك شيك، والكابتشينو، والموكاتشينو، والعصائر المثلجة»، تعد علامة فارقة لأكشاك القهوة البارزة بحضورها الأنيق على جنبات الطرق، قياسا بالمقاهي الشعبية التي ظلت على حالها وأنوار الاضاءة الملونة «التقليدية» التي تدل المسافرين على وجودها. ويعكس انتشار أكشاك القهوة بشكل ملحوظ، جاذبية الاستثمار في هذا المجال خاصة في ظل اعتماد المواطنين والمقيمين على التنقل البري، سواء عبر رحلات عامة أو بواسطة مركباتهم. وفيما تشكل الأسعار المنخفضة للمشروبات في المقاهي الشعبية فارقا لصالحها، قياسا بالأسعار المرتفعة في نظيرتها من الاكشاك الغربية، إلا أن هذا الجانب بحسب العاملين في كلا النشاطين لا يشكل عامل القوة الأول في حسم صراع المنافسة نظرا لاختلاف السلع ونوعية «العملاء» هنا وهناك.

ويرى مرتادون لتلك الطرق، أن وجود المقاهي الغربية على الطرق السريعة أعطى نفحة من المدنية على طبيعة التنقل البري، كما أن تمركزها بجوار القرى المنتشرة بين المدن الرئيسية، أعطى الشباب في تلك الأماكن فرصة التعاطي مع الحضارة الغربية ولو بـ«كوب ساخن من القهوة الأمريكية الفاخرة».