«صنع في ألمانيا» معرض في الرباط يجسد فن العمارة الألمانية

يهدف إلى تبادل الخبرات في مجال البناء والعمران بين الشعوب

TT

احتضنت المدرسة المغربية للهندسة المعمارية في الرباط معرض «صنع في ألمانيا» لمجسمات وملصقات، تصور أنواعا مختلفة من فن العمارة في ألمانيا الاتحادية، وشملت العديد من الحقب التاريخية، خاصة العمارة التي شيدت بعد الحرب العالمية الثانية، من كنائس ومدارس ومنشآت عامة. وعن الهدف من تنظيم هذا المعرض، قال المهندس منتصر بن سعيد، مدير المدرسة الوطنية للهندسة في الرباط لـ«الشرق الأوسط»: قد تبدو العمارة الألمانية بعيدة عن طراز نظيرتها المغربية والعربية والإسلامية، ولكن في إطار الانفتاح، الذي يعرفه العالم في عدة ميادين، لا بد من الاستفادة من خبرات وإمكانيات الدول الأخرى في مجال البناء والهندسة، وعلى مستوى كليات الهندسة في المغرب، تساهم مثل هذه المعارض في تقريب الصورة عن هندسة وعمارة الغير للطالب والمختص، خاصة أن معظم الطلاب لا تساعدهم ظروفهم المادية على السفر لرؤية تصاميم وأشكال أخرى في البناء خارج بلادهم.

وحول ملاحظاته عن العمارة الألمانية، يقول بن سعيد، إن أول ما لفت انتباهه، هو وجود رابط وخيط مستمر بين العمارة القديمة والحديثة في المانيا، «وهذا ما لمسناه في العديد من المباني، التي شيدت حديثا، حيث يلاحظ كل بصمات الماضي مجسدة عليها. وهذا درس مفيد للجيل الحالي من المهندسين المغاربة والعرب، حيث يظن البعض منهم خطأ أن العمارة العربية والإسلامية القديمة أصبحت شيئا من الماضي، ولا علاقة لها بالتصاميم الهندسية الحديثة، وبالتالي يجب الاستفادة من الذخيرة الضخمة من العمارة الإسلامية القديمة في كل ما يشيد من بنيات حديثة». ومن جانبه أكد، ديتر استراوس، مدير المعهد الثقافي الألماني بالرباط لـ«الشرق الأوسط»، أن أهمية إقامة مثل هذه المعرض، هو تبادل الخبرات في مجال البناء والعمران بين الشعوب، والأهم هو خلق تقارب وجداني وروحي بين الشعوب، فعندما يأتي المهندس، وطالب كلية الهندسة الألماني، لرؤية تصاميم المساجد والمدارس والبنايات التاريخية في المغرب، وكذلك عندما يطلع الطالب والمهندس والمختص المغربي، على تصاميم الكنيسة والمتاحف وغيرها في ألمانيا، يكتشف الجانبان من خلال هذه الرؤية، البعد الحضاري والثقافي الذي يمكن أن يجمع بين الدولتين والشعبين. ويستمر المعرض الذي نظم بالتعاون مع معهد غوته بالرباط تحت عنوان «صنع في المانيا»، في تقديم عروضه للجمهور إلى غاية 22 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.