المشاركون حملوا الإعلام المسؤولية الكاملة عن حاضر ومستقبل المجتمع السعودي

في ختام فعاليات منتدى «دور الإعلام في التنمية البشرية».. وبحضور إعلامي كثيف

TT

اتفق المشاركون في منتدى «دور الإعلام والتنمية البشرية»، الذي اختتم مساء أمس في مقر الأمم المتحدة بالعاصمة، على أن للإعلام دورا كبيرا جدا في تغيير واقع المجتمع السعودي، بل ذهب بعض المشاركين إلى احتلال الإعلام دور الوالدين والأصدقاء والمعلم، وناشد المشاركون العاملين في قطاع الإعلام الإسهام بشكل ايجابي في المجتمع السعودي.

وطرح أحمد الشقيري، مقدم البرامج في جلسة «دور الإعلام في تنمية الأطفال والشباب»، أن الإنسان يقضي 11.5 عام يشاهد التلفزيون، ما يمثل 19 في المائة من كامل العمر، مضيفا أن «الإعلامي يوازي ألف رجل»، في تأكيد منه على أن الإعلام يغير ويصنع واقعا جديدا، مستدلا بأن الإنسان يقضي أكثر من 2100 ساعة سنويا أمام التلفزيون فقط.

أعقب ذلك، عرضا مرئيا للمنتج عمرو قورة، رئيس مجلس إدارة الكرمة للإنتاج التعليمي والترفيهي، والذي قدم فيه قصة إنتاج برنامج «شارع سمسم»، الموجه للأطفال من خلال أكثر من 200 حلقة، وذلك كنموذج للإعلام المتخصص والايجابي.

وكانت أكثر الجلسات إثارة منذ اليوم الأول هي جلسة دور الإعلام في تنمية المرأة وتمكينها لينصب بعد انتهاء المتحدثين سيل من التساؤلات والمداخلات التي خرج بعضها عن محور الجلسة الرئيسي لتتحول إلى هموم سعودية بحتة تتشارك مناصفة فيها الرجال مع النساء.

وتساءلت الدكتورة وفاء الرشيد: هل الصحافة تطرح الحقيقة بجرأة وموضوعية في القضايا الأكثر حساسية وجرأة في المجتمع مثل قضايا العنف ضد المرأة والاستغلال الجنسي والبطالة المؤنثة، خاصة بعد ارتفاع نسبها داخل المجتمع وحول قضايا الفقر والأمية؟

وقالت إن صورة المرأة في الإعلام تأخذ أشكالا سلبية لا تعالج مشاكلها بعمق، فإما ان تكون صورة المرأة عبر موضوعات سريعة أو داخل الصفحات الداخلية أو تناقش قضاياها تحت عناوين مع التركيز على الدور النمطي للمرأة وتهميش كبير لنساء الريف.

وأشارت دلع الرحبي، المحامية وكاتبة المسلسلات الاجتماعية، الى رفض بعض فئات المجتمع لتصحيح وإصلاح أوضاع المرأة بدعوى الدين، وأكدت أهمية الرجوع إلى السيرة النبوية التي كانت تحمل في طياتها أعلى أمثلة في احترام المرأة والتوصية بإعطائها حقوقها وفتح الفرص لها في التعليم وإبداء الرأى.

واستعرضت دلع الرحبي خلال ورقتها بعض الرسوم الكاريكاتورية التي تنشر في الصحف والتي توظف لخدمة رأي فئة من المجتمع في وضع المرأة ودورها المحدود والذي في الغالب يروج له الإعلام.

وعرض بعدها مقطع من مسلسل «عصي الدمع» للمخرج حاتم علي الذي تحدث فيه عن دمج الدين بالعرف داخل المجتمع وتحدث بعد انتهاء المسلسل عن العقبات التي واجهها قبل وبعد انتهاء المسلسل، حيث ذكر انه واجه معوقات كبيرة على الموافقة على النص وتدخلت البيروقراطية بدور كبير حتى عرض المسلسل، ناهيك من المقاومة الشرسة والهجوم الكبير الذي واجهه بعد عرضه على الشاشة.

وقال أحمد عبد الله، مقدم برنامج «العين الثالثة» على قناة «العربية»، «إن الصورة النمطية التي يروج لها الإعلام هي التي جعلت العالم يعتقد أن سيطرة المجتمع الذكوري العربي تجعله يتسيد وان المرأة في الغالب تسير خلف الرجل». وعرض بعدها إحدى الحلقات الجديدة لبرنامجه «العين الثالثة» حول وضع المرأة في تونس وكيف أن النظام السياسي ساوى بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات، وحول القرارات التي أصدرها الرئيس بورقيبة عن حقوق المرأة مناصفة مع الرجل، وعن الجدل القائم داخل المجتمع التونسي حول مخالفة بعض نصوص القرار ما جاء في النصوص الشرعية، خاصة في ما يتعلق بالميراث والحقوق الزوجية والعمل وغيرها من القضايا.