تحويل بيت أبوخليل القباني إلى متحف للتراث المسرحي

مؤسس المسرح السوري اتهم بإثارة الفتنة والفساد والفسق الناجم عن اختلاط النساء بالرجال

TT

قالت مصادر وزارة السياحة السورية إن بيت مؤسس المسرح السوري أبوخليل القباني، الذي يقع في منطقة المزة (كيوان) في منطقة جبلية تطل على دمشق، سيتم ترميمه وتحويله إلى متحف يحتضن تراث القباني، وكذلك تحويل باحة الدار إلى مسرح مكشوف. وأضافت المهندسة ربا صاصيلا، مديرة التخطيط في مديرية المشاريع السياحية التابعة لوزارة السياحة، أن البيت وضع ضمن خطة الوزارة لعام 2007 لعرضه على المستثمرين، حيث سيطلب من الجهة التي ستتعهد بترميمه والقيام بالرفع الأثري والدراسة التوظيفية والترميمية للبيت واستثماره سياحيا التزام عدد من الشروط والأهداف منها توظيف الفراغ الداخلي للمنزل كمتحف للتراث المسرحي مع كافتريا وإدارة ودورات مياه وتوظيف المساحة المتبقية بما يتلاءم مع المساحات الخالية من البناء في البيت الدمشقي بشكل عام مع الأخذ بالاعتبار نظام البناء في مدينة دمشق القديمة.

ونظراً للقيمة الجمالية والفنية والتاريخية لهذا المنزل يجب إعادة البناء بنفس المواد الأصلية، فالجدران الخارجية من الحجر الطبيعي غير المقصوص تربط بينها مونة طبيعية تقليدية، أما الجدران الداخلية فهي من هيكل خشبي ومونة من الطين والقش، والأسقف عبارة عن مورينات خشبية محمولة على الهيكل الخشبي الداخلي وعلى الجدران الخارجية الحجرية، وهي نموذج للأسقف التقليدية لمنازل تلك الفترة. وفي حال توظيف الفناء الخارجي كمسرح ستكون هناك حاجة إلى سور للحماية وستتم العودة للوثائق التاريخية لمعرفة وضع السور الأصلي للتقيد بنموذج عمارته أو بناء سور يتناسب معمارياً وجمالياً مع البيت. كما سيؤخذ بعين الاعتبار عند توظيف الفناء كمسرح وجود منصة متحركة بحيث لا تصبح جزءاً من التكوين العام للمنزل.

الدكتور المهندس موفق دغمان، مدير مكتب لجنة حماية دمشق القديمة، ورئيس اللجنة المكلفة من مديرية الآثار لدراسة واقع وتأهيل بيت أبوخليل القباني قال: «البيت مستملك لصالح وزارة السياحة ولم يبق من البناء سوى بقايا قواعد جدران الغرف التي تحدد ملامح مخطط البناء وهو منشأ من جدران من الطين وأسقف خشبية وتمر بالقرب منه قناة مياه من أحد أفرع نهر بردى. ونظراً للأهمية التاريخية والثقافية والسياحية وضرورة إحيائه كمركز تراثي هام اقترحنا في لجنة حماية دمشق القديمة أن يوضع برنامج توظيفي له يتضمن صالة متعددة الاستعمال للنشاطات المسرحية والمحاضرات والعرض والاحتفالات وعروض سمعية بصرية وغير ذلك وقاعة متحفية ومكتبة منوعة رقمية وتقليدية وخدمات إدارية وتقنية وغير ذلك بحيث تتم المحافظة على عمارة البيت وتراثه». يذكر أن أبوخليل القباني من مواليد دمشق 1833 في باب سريجة وقد كان والده يريد منه أن يصبح عالماً دينياً إلا أنه اختار المسرح، وبتشجيع من والي دمشق العثماني صبحي باشا شكل فرقة مسرحية في دمشق قدمت عروضها في البيوت وفي خانات البزورية وقد لاقت عروضه شهرة وإقبالا جماهيريين. ولكن بعد ذلك عاش ظروفاً عصيبة واتهم ظلماً بإثارة الفتنة والفساد والفسق الناجم عن اختلاط النساء بالرجال. كما يذكر الباحث السوري عبد الفتاح قلعجي في كتاب أصدره قبل ست سنوات بتكليف من وزارة الاعلام السورية أن التهم ادت لصدور فرمان عثماني بإغلاق مسرحه، الأمر الذي دفعه إلى السفر إلى مصر حيث أقام في الاسكندرية في أوائل عام 1884 وواصل مشروعه المسرحي هناك وأسس مسرحا فيما بعد في القاهرة. ولكن تعرض المسرح للحرق من قبل الحاسدين والرافضين للفنون، فوقف القباني مذهولاً أمام مسرحه الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى رماد. وقد توفي القباني عام 1903. وللقباني مقولة مشهورة حول التمثيل وهي: التمثيل جلاء البصائر، ومرآة الغابر، ظاهره ترجمة أحوال وسير وباطنه مواعظ وعبر.