معرض لسيراميك وجرار غرناطة الإسلامية

جُمعت قطعه من مناطق مختلفة من العالم

TT

بعد سقوط الحكم العربي في آخر دولة اسلامية في اسبانيا ـ مملكة غرناطة ـ تبعثرت كنوزها بين فئات عديدة، حمل جزءا منها ابو عبد الله الصغير واتباعه عند تسليم المدينة للإسبان عام 1942، ومنها ما استولى عليه الجيش الاسباني، ومنها ما نهب او تحطم او تبعثر ليباع في اماكن اخرى، ولم يسلم من تراث غرناطة في فن السيراميك والجرار غير نماذج قليلة مقارنة مع ما كانت عليه ايام ازدهار الحضارة العربية الاسلامية في الاندلس. وفي محاولة لتقديم صورة عن فن الجرار والسيراميك في غرناطة الاسلامية افتتح أخيرا في قاعة قصر الملك كارلوس الخامس في مدينة غرناطة معرض «جرار الحمراء» الذي يجمع لاول مرة، منذ سقوط غرناطة الاسلامية قبل خمسمائة عام، اكثر من مائة قطعة فنية غرناطية، أغلبها من الجرار، تم جمعها من حوالي سبعين مركزا ومتحفا من مختلف انحاء العالم، مثل متحف الارميتاج في سان بطرسبرغ والمتحف الوطني للفنون في مقاطعة كاتالونيا والمتحف الاركيولوجي الوطني في مدريد، ومراكز ومتحاف اخرى في برلين واستوكهولم ونيويورك واشبيلية وميورقة والمرية وكذا من مجموعات خاصة بجامعي التحف. ويحتوي المعرض ايضا على ببليوغرافيا ورسوم لتحف يعرف الباحثون أنها لا تزال موجودة حتى الآن، ولكن لا يُعرف مكانها بالضبط، يقول منظمو المعرض «ان هذه المحاولة فريدة في نوعها، ذلك ان المعرض استطاع ان يحصل على اكثر من مائة تحفة فنية، وبذلك جمع اكبر قدر ممكن من المعلومات المهمة، وقد يكون بعضها مجهولا قبل ذلك، خاصة فيما يتعلق بفن الجرار الاسلامي، ومن الممكن لهذه المعلومات الجديدة ان تضيف اضافات مهمة الى تاريخ وحضارة بني نصر في غرناطة».

احتوى المعرض ايضا على لوحات لرسامين صوروا الجرار العربية ومنها لوحة الفنان الاسباني فدريكو مادارثو الذي رسم في احدى اللوحات جرة غرناطية تعود الى مملكة بني نصر. ولم يستطع المعرض الحصول على موافقة متحف استوكهولم بإعارة جرة غرناطية كبيرة وذلك بسبب حالتها الحرجة والرقيقة، وقد علل مسؤولو متحف استوكهولم رفضهم اعارة الجرة بان نقلها من مكانها سيعرضها لأضرار لا يمكن تفاديها. وجرة استوكهولم هذه هي بالاصل هدية ارسلها احد ملوك غرناطة الاسلامية الى احد الامراء وتعرضت للسرقة ثم ظهرت في قبرص، وسرقت مرة اخرى من هناك، وتداولتها الايدي حتى حلت في النهاية في متحف استوكهولم.