ابن الوز.. سيكون عواما بالتأكيد

دراسة ألمانية تؤكد دور الوراثة في تكوين صفات التحدي والثقة بالناس

TT

سواء كنت من الناس الذين يقبلون التحدي إلى حد التهور أو من الذين يتجنبون ذلك، فإن الأمر برمته يعتمد بدرجة عالية على ما كان يتصف به آباؤك وأجدادك في هذا الشأن. هذا ما يقوله الباحثون الألمان في جامعة بون.

فوفقاً لدراسة، نشرت هذا الأسبوع فإن الآباء الذين يُقدمون على قرارات تتطلب المخاطرة عادة ما يُرزقون بأبناء يتحلون بنفس الصفات، بل ومهيأون للقيام بذلك. كما أن صفة الثقة في الناس الآخرين مرتبطة أيضاً بما تم استيداعه فيهم من صفات وراثية. وتعد النتائج هذه تعليلاً علمياً لسبب نجاح الأبناء في حياتهم أسوة بما حققه آباؤهم من نجاح، خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار أن أية قرارات حياتية مهمة كالقرارات التجارية أو المالية أو غيرها تتطلب عنصر الإقدام على المخاطرة كما تتطلب درجات متفاوتة من عنصر الثقة في الغير. ولذا رأى الباحثون الألمان أن العوامل الوراثية لها دور مهم في النجاحات الاقتصادية أو غيرها. وقام الباحثون بتحليل معلومات وردت فيما يُسمى باللجنة الاجتماعية الاقتصادية عن 3600 عائلة، وكان معدل عمر الأبناء 25 سنة، 40% منهم لا يعيشون مع والديهم. وطلب من كل أفراد العائلات تقدير مدى تقبلهم لمخاطرة متنوعة. مثل أثناء قيادة السيارة أو القرارات المالية، أو أثناء منافسات الألعاب الرياضية، أو قرارات المستقبل الوظيفي والتعليمي، أو العناية بالصحة والمحافظة عليها.

وعلق البروفسور أرمن فالك، الباحث الاقتصادي في جامعة بون ورئيس فريق البحث في الدراسة، بالقول انه في ما يتعلق بتقبل الإقدام على المخاطرة لدى الأبناء، فإنه يتشابه بما هو لدى والديهم. وإن هذه الصفة ليست في كل القرارات، بل يتشابه الأبناء الذين لا يخاطرون أثناء التزلج على الثلج ولكن يُخاطرون في القرارات المالية الاستثمارية، بما يفعله والداهم سواء بسواء. كما ولاحظ الباحثون الألمان نفس الشيء عند تحليل صفة الثقة ومدى الإقدام عليها أثناء التعامل مع الغير، تأكيداً للمثل القائل لا تسقط التفاحة من الشجرة بعيداً عنها! لكن هذا ليس كل شيء، حيث لاحظ الباحثون تأكيداً للقول بأن الأضداد لا تجتمع، بل يجتمع المتوافقون. ووفقاً للنتائج فإن المرأة المخاطرة تختار غالباً زوجها ممن يتصفون بذلك. وفيما يتعلق بالثقة في الآخرين، فإن المتزوجين لديهم لهم الطبائع حتى لو أنهم تزوجوا منذ مدة وجيزة.

وهذا في محصلته، كما يقول الباحثون، يُحدد النجاح في الأمور المالية والاقتصادية، فكل قرار اقتصادي مالي هو مخاطرة، سواء في شراء الأسهم أو بناء منزل كما قال البروفسور فالك.

وقد تُجيب الدراسة هذه على تساؤلات مثل: لماذا تنجح عائلات دون غيرها في الأعمال التجارية المالية، ولعقود متعاقبة. أو كما قال البروفسور فالك بالطبع من يأتون من عائلات غنية لديهم فرص أفضل في الحياة.