الرسام الإسباني ماريانو بيرتوتشي يعود إلى الرباط

بلوحات عبرت عن عشق عميق للمغرب

TT

يعود الرسام الإسباني الشهير ماريانو بيرتوتشي إلى الرباط بلوحاته التي تعبر عن غرام عميق جمعه بالمغرب منذ زاره أول مرة إلى أن فارق الحياة قبل أزيد من نصف قرن. ويعبر معرض بيرتوتشي، الذي افتتح في معرض باب الرواح هذا الاسبوع بإشراف المركز الثقافي الإسباني بالرباط، عن قيمة استثنائية تحظى بها أعماله في المغرب، والتي تعكس واقع الحياة في البلاد قبل أزيد من خمسين عاما، حين كانت إسبانيا موجودة بكل ثقلها في شمال المغرب، وهي المنطقة التي فرضت عليها حمايتها أوائل القرن الماضي قبل أن تغادرها سنة 1956.

وجالت لوحات بيرتوتشي طوال الأسابيع الماضية كل مراكز سيرفانتيس في المغرب، وهي المراكز الإسبانية المختصة في تعليم اللغة والثقافة الإسبانيتين في عدد من مناطق العالم، وذلك بتنسيق بين المركز ووزارة الثقافة المغربية والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي وبلدية مدينة مالقة الإسبانية.

ووصف ميغيل أنخيل موراتينوس وزير الخارجية الإسباني لوحات بيرتوتشي عن المغرب بانها «تعبر عن نظرة ديناميكية وثاقبة ومضيئة اتجاه المغرب». وأضاف أن لوحات بيرتوتشي تقرّب المغاربة كلهم من عشق هذا الرسام للمغرب، وأنها تعكس حضوره الدائم في أذهان الجميع بعد 50 سنة من وفاته.

ويقول سالفادور لوبيث بيثيرا، منسق معرض بيرتوتشي، إن الرسام الغرناطي دافع دائما في أعماله عن التفتح الثقافي بين الضفتين، ودعا إلى تفهم التقاليد والأعراف المغربية في كل المجالات. وترسم أغلب لوحات بيرتوتشي تفاصيل الملامح الإنسانية، خصوصا ملامح منطقة شمال المغرب، وبالضبط مدينة تطوان التي كانت عاصمة الحماية الإسبانية في المنطقة لحوالي 50 عاما من القرن الماضي.

وعاش بيرتوتشي فترة طويلة بين المغاربة في شمال البلاد، حيث يعتبر من الرسامين الأيبيريين الأوائل الذين توقفوا عن تخيل الملامح المغربية في أعمالهم وانتقلوا إلى عين المكان، لا لكي يرسموا الوجوه والأزياء والديكورات فقط، بل ليعبروا في لوحاتهم عن فهم عميق للإنسان المغربي ونفسيته التي ظلت تثير الكثير من الجدل والقلق في نفوس وريشات الرسامين الإسبان.

وكان لهذا الرسام الغرناطي، الذي ولد سنة 1884، ومات في تطوان سنة 1955، وهي المدينة التي احبها حتى الموت، تأثير ملحوظ على مدرسة الرسم التشكيلي في شمال المغرب على الخصوص، حيث تأثر به جيل كامل من الرسامين المغاربة.

ويعتبر بيرتوتشي مؤسس مدرسة الفنون الجميلة بمدينة تطوان، وهي المدرسة التي تخرج منها فنانون مغاربة كثيرون، تشبعوا كثيرا بمدرسة بيرتوتشي في الرسم ونقلوها نحو مناطق أخرى من البلاد.