فوزي بنسعيدي يطلق الرصاص في فيلمه الجديد «يا له من عالم رائع»

TT

قال المخرج المغربي فوزي بنسعيدي صاحب فيلم «يا له من عالم رائع»، انه لا يعتبر نفسه مسؤولا عن هوية السينما المغربية، وانه لا ينطلق في عمله الآن إلا من الوازع الذاتي، ومن الاشتغال على ذاكرته الشخصية، قبل ان يضيف «لي انتماء واحد هو طفولتي ونفسيتي. وأتمنى ألا أخون طفولتي في كل إبداعاتي». ويعتبر هذا الموقف تحولا في مسار بنسعيدي الذي تناول في فيلمه الأول موضوع الاعتقال السياسي، وخروجا من المواضيع المكررة التي دأبت السينما المغربية على اجترارها خلال السنوات العشر الأخيرة، والتي تتلخص في قضايا المرأة والهجرة.

ويتميز الفيلم بلعب المخرج بنسعيدي دور البطل الرئيسي، (المجرم الحالم كمال)، فيما تلعب زوجته الممثلة نزهة رحيل دور حبيبته (الشرطية كنزة). وهما الدوران الأساسيان في كل العمل. مما يجعل منه فيلما عائليا بامتياز. ورغم ذلك فقد نوّه النقاد الذين شاهدوا الشريط بمستوى الأداء المتميز، الذي لعب به كل من بنسعيدي وزوجته دور عاشقين وهميين في الفيلم.

إلا أن فيلم «يا له من عالم رائع» لا يحكي فقط عن قصة الحب المذكورة، بل يحفل بالرموز والإحالات السياسية. وهكذا نشاهد في إحدى اللقطات طفلا يصوب طائرة ورقية الى برجي المركز التجاري الواقع بشارع الزرقطوني في الدار البيضاء، في إشارة إلى أحداث 11 سبتمبر. ويلقي الطفل طائرته الورقية على البرجين، بينما يقف قبالتهما بانبهار وتصاغر، وبنوع من العدوانية الطفولية. حول هذه اللقطة يقول بنسعيدي: «فيلمي يتحدث لا عن المغرب، بل عن العالم كله، عن العالم الجديد الذي وعدنا به ووجدنا أنفسنا أمام نقيضه، عن العالم الجديد المحبط لأحلامنا».

وتسرد الحبكة الرئيسية لشريط بنسعيدي في «ياله من عام رائع» قصة حب بين شرطية تنظم المرور وقاتل محترف يحبها لأنه سمعها على هاتف امرأة أخرى. ولكي يلتقي القاتل مع الشرطية يوظف المخرج كثيرا من الغرائبية حين يجمع بين مصائر لا يربط بينها رابط، في عمل يوظف في طياته لقطات من افلام الكرتون، وأخرى من السينما المصرية والهندية، ولقطات تتشبه بأفلام العنف الشعبية، خاصة عندما يشرع البطل في اطلاق الرصاص في الشارع قبل أن يقتل من طرف عصابة منافسة هو وحبيبته الشرطية، بينما هو يعانقها تحت زخات الرصاص الكثيفة.

وحول هذه الدرجة من العنف الموظف في عمله، يقول بنسعيدي: «بكل بساطة، طالما حلمت في طفولتي بأن أملك مسدسا وأن أطلق الرصاص في الشوارع، مثلما يفعل أبطال أفلام الحركة عادة. وها أنا أحقّق حلمي في هذا العمل. انه فيلم مشاكس يداعب السينما ولغتها بشكل مختلف». إلا أن العديدين رؤوا في الفيلم إشارة إلى أن المجتمع المغربي قد بدأ يعاني، مثل مجموعة من الدول العربية الأخرى، من العنف الذي يطول مجموعة من مجالاته. وهو العنف الذي بدأت السينما المغربية تعكسه. وكان الفيلم الروائي الأول لبنسعيدي «ألف شهر» قد حصل على جائزة أفلام النظرة الأخرى في دورة 2003 من مهرجان كان الفرنسي.