أزاحت دار كريستيز للمزادات الستار في لندن أمس عن زوج من الأسود البيضاء، أسد ولبوءة، صنعا في القرن الثامن عشر من الخزف الصيني، المسمى خزف الماسين التي تشتهر به منطقة شمال دريزدان في ألمانيا، وذلك من اجل بيعهما في مزاد بصالتها في لندن يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي الى جانب العديد من القطع الخزفية والتحف الزجاجية. وحسب الدار فإن المبلغ المتوقع تحصيله من المزاد هو ما بين 3 الى 5 ملايين جنيه استرليني (4.5 الى 7.5 مليون يورو).
الأسد واللبوءة، اللذان يعرضان لأول مرة للبيع، كانا قد صنعا في القرن الثامن عشر ليمثلا أسدا ولبوءة كان يملكهما احد ملوك سكسونيا، التي حكمت اجزاء كبيرة من أوروبا في القرن التاسع.
وكانت هذه الأسود قد صنعت بناء على طلب «بيت فتين»، احدى العائلات الملكية الأوروبية التي استمدت نفوذها واسمها من ملوك سكسونيا. وهذه الأعمال ما زالت في ملكية احفاد «بيت فتين» المتناثرين في العديد من الدول الأوروبية. وكان أوغوسطوس احد ابناء هذه العائلة، التي تربعت على العرش في دريزدان وبولندا في القرن الثامن عشر قد انبهر بما رآه من اعمال خزفية عند زيارته فرساي بفرنسا. وكان معروفا عنه انه يحب الترف والتنافس مع العائلات الأوروبية الأخرى بما هو ثمين وصارخ، وهذا ما اشتهرت حقبة الباروك من التاريخ الأوروبي الفني. ولكن اكثر ما شده أوغوسطوس اعمال الخزف (البورسلين الصيني)، التي جمع منها الكثير كما ان منطقة في شمال دريزدان اصبح اسمها مقرونا بصناعة البورسلين (ماسين). وطلب من النحات جيه جي كيرشنر صناعة هذه الأسود التي تمثل القوة والجمال والترف بالنسبة له.