الموسيقار الفرنسي جان ميشال جار يقدم حفلا استثنائيا بمرزوكة المغربية

قال: لو أدرك بوش أهمية المياه لاحتل كندا بدل العراق

TT

لم تمنع برودة الطقس وانخفاض درجة الحرارة الى 3 درجات مئوية، آلاف الاشخاص من متابعة الحفل الكبير الذي اقامه الفنان الفرنسي جان ميشال جار، عراب الموسيقى الالكترونية، وسفير النوايا الحسنة لمنظمة اليونيسكو، الليلة قبل الماضية (السبت) بين الكثبان الرملية الساحرة لمنطقة مرزوكة بإقليم الراشيدية (جنوب شرقي المغرب). وعاش الجمهور على مدى ساعتين لحظات فنية وموسيقية خاصة لحفل «استثنائي» كما اريد له منظموه ان يكون، تعبيرا عن رسالة «انسانية» و«عاطفية» لإثارة الانتباه حول ظاهرة التصحر وشح المياه التي تهدد عددا من دول العالم في افريقيا على الخصوص.

شباب واطفال، نساء من بينهن من يحملن اطفالا رضع، كثيرون لم يسمعوا باسم هذا الفنان من قبل جاءوا لمتابعة الحفل من المناطق المجاورة، ومن مدن مغربية عديدة مثل فاس ومراكش والدار البيضاء، بعضهم تسلح بمعاطف شتوية، وقبعات صوفية لتقيهم من البرد، بينما آخرون لم يعبأوا بالطقس البارد، ربما بسبب التعود عليه. وتم توفير حافلات لنقلهم بالمجان الى مرزوكة، الى جانب مئات من عشاق جار من مختلف دول العالم الذين نظمت لفائدتهم رحلات جوية خاصة، حتى لا تضيع عليهم فرصة حضور حفل جار في المغرب، بعد ان تابعوا حفلاته في عدد من العواصم العالمية.

لكن حفل جار بمرزوكة كان «استثنائيا» بالفعل، وبنكهة الفن المغربي، حيث قدم قطعا موسيقية على مستوى عال من الابداع والحرفية، تمثلت في مزج نغمات الطرب العربي ورنات العود والناي، وايقاع موسيقى «كناوة» الشعبية، بآلات الموسيقى الالكترونية «الثورية».

«لا شيء يمنع من دمج الثقافات والفنون العالمية، وأجمل ما في المغرب هو هذا الغنى والتنوع الثقافي» يقول جار، الذي بدا منسجما جدا وهو يدافع عن قدرة الفن والموسيقى على ايقاظ ضمير الدول الغنية التي تبدر المياه ببدخ، بينما 6 آلاف طفل يموتون كل يوم بسبب شح المياه في افريقيا عشرات الكيلومترات لجلب مياه صالحة للشرب.

ويقول جارساخرا: «لو أدرك بوش أهمية المياه، لاحتل كندا بدل العراق ، فالماء اغلى بكثير من البترول، وعدد الذين يموتون جراء ندرة المياه، اكبر من ضحايا الحروب».

نصبت على منصة الحفل سبع شاشات ضخمة، تعكس صورا متحركة معبرة عن شعار «الماء من اجل الحياة». وعند اطلاق الشهب الصناعية وأعمدة النار من بين الكثبان الرملية، كان الجميع يقف مندهشا لهذا الاندماج السحري بين الضوء والموسيقى والدخان، وقد ساعد هدوء الطقس في مرزوكة تلك الليلة، على ان يمر الحفل الذي نقل مباشرة على التلفزيون المغربي وعدد من القنوات التلفزيونية الأجنبية، بنجاح خصوصا بعد ان عانى فريق العمل من الزوابع الرملية والامطار التي سقطت على مرزوكة، اثناء التحضير للحفل قبل 10 ايام. وخلال مؤتمر صحافي عقده جار قبيل انطلاق الحفل، ناشد الصحافيين ووسائل الاعلام بمساندة المشاريع الانسانية لمنظمة اليونيسكو، على رأسها مشكلة ندرة المياه والتصحر، وقال جار ان حفل مرزوكة في المغرب كان مقررا ان يقيمه قبل سنوات في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يولي اهتماما بالغا لظاهرة التصحر والخطر، الذي يتهدد عددا من الدول بسبب ذلك.

وتشير الاحصائيات الى ان ظاهرة التصحر تهدد حياة 1.2 مليار شخص في 110 دول، ويتوقع ان 60 مليون شخص ممن يواجهون هذه المشكلة في افريقيا جنوب الصحراء، سيضطرون للهجرة نحو دول افريقيا الشمالية واوروبا في افق 2020. يذكر ان 60 فنانا مغربيا شاركوا في حفل جار الليلة قبل الماضية بمرزوكة، من بينهم عازف العود الحاج يونس، وعازف الكمان عبد الله الميري، والفرقة الفلهرومنية المغربية، والفرقة المعاصرة للموسيقى العربية، وفرقة حميد القصري لموسقى كناوة، والمغنية سعيدة شرف، وعازف الناي احمد العلوي.

وقدر عدد الذين حضورا الحفل باكثر من 5 آلاف شخص.