«التايم» الأميركية تعلن شخصية عام 2006: «أنت»

المدونات ومواقع تبادل الملفات خلقت ديمقراطية عالمية

TT

اختارت مجلة تايم الأميركية، شخصية غير نمطية في عددها المخصص لشخصية عام 2006‏، وخيبت بذلك ظن زعماء ومشاهير العالم الطامحين لمشاهدة صورهم في غلاف المجلة في عددها المقرر نزوله إلى الأسواق اليوم الاثنين. وكان يتوقع كثيرون أن يفوز الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بلقب شخصية العام أو الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ إيل أو بابا الفاتيكان أو حتى الرئيس بوش للمرة الثالثة‏، ولكنك عزيزي القارئ هزمت هؤلاء وغيرهم واختارتك «أنت» مجلة تايم فائزا بلقب شخصية عام 2006.

وتحت عنوان «والان جاء دورك» قدمت مجلة التايم اختيارها لأهم شخصية في العام: القارئ المستخدم للانترنت هو شخص العام. رئيس تحرير مجلة تايم ريتشارد ستنجل أشار في مقدمة مقاله للعدد الى انه وضع استبيانا للقراء على موقع «يو تيوب» طالبا منهم ترشيح شخصية العام، وفوجئ ستنجل بعشرات الالف من الردود والاقتراحات مما أوحى اليه بفكرة اختيار شخص العام على نحو مختلف لاول مرة منذ عام 1927 عندما بدات المجلة تقليد اختيار شخصية العام.

يقول ستنجل ان الافراد المستخدمين للانترنت استطاعوا تغيير طبيعة عصر المعلومات. فاصبح هناك ما يشبه الديمقراطية العالمية على الشبكة العنكبوتية حيث يستطيع كل شخص المشاركة برأيه سواء عن طريق المدونات او المواقع الخاصة او مواقع مثل «يو تيوب» لتبادل ملفات الفيديو، والشبكة الاجتماعية «ماي سبيس». وبالنسبة لستنجل فان الاشخاص الذين سجلوا لقطات مصورة لانفجارات في بغداد او مشهد في شارع او نقلوا لغيرهم ما يحدث حولهم، هؤلاء الاشخاص اصبحوا ينافسون الصحافيين في نقل الاخبار بسرعة ومصداقية قد تتعدى احيانا وسائل الاعلام التقليدية.

ويقول ليف غروسمان الكاتب في المجلة ان النظرة الى احداث العام توحي بفكرة ان العام لم يكن منحصرا في الرجال والاحداث الكبيرة ولكن على حد تعبيره في «المجتمعات الالكترونية والتعاون على نحو غير مسبوق .. حيث اصبحت الانترنت وسيلة لالتقاء ملايين الاشخاص». وعبر ملايين المدونات والتسجيلات الصوتية وتسجيلات الفيديو استطاع مستخدم الانترنت ايجاد نوع من التوازن مع وسائل الاعلام التقليدية والتي قد يتسم معظمها بالتحيز. ووضعت المجلة مرآة على غلاف عددها الذي صدر يوم الاثنين الماضي، وهو اضخم عدد للمجلة على الاطلاق، وقال ستنجل «انها (المرآة) تشير بموضوعية الى فكرة أنك أنت وليس نحن من نحدث تغييرا في عصر المعلومات».

وكانت المجلة قد اختارت العام الماضي ثلاثة أشخاص في غلافها وهم بيل غيتس، مؤسس شركة «ميكروسوفت» ورفيقة دربه ميليندا، وهما من أثرى أثرياء العالم، إلى جانب بونو، نجم الغناء العالمي وواجهة الفريق الموسيقي الإيرلنديU2 ، حيث تصدرت صورتهم غلاف تايم كشخصية العام 2005. وسمتهم المجلة الثلاثة الأذكياء الطيبين، لأنهم واظبوا طوال ذلك العام على متابعة الأنشطة الخيرية ويمضون وقتهم في إنفاق المبالغ الطائلة بأسرع مما يفعل أي شخص آخر في المجالات التربوية والصحية والاجتماعية، وبونو قام بإنجاز كبير وسط إنجازاته العديدة، إذ تمكن من خلال إلحاحه على قادة العالم وزعمائه، في قممهم المتعددة، من دفعهم إلى محو ديون عدد من البلدان الأشد فقرا في إفريقيا بالتحديد.. كما ساهم في تنظيم مجموعة حفلات في مختلف أنحاء العالم جمعت خلالها التبرعات لصالح ضحايا المآسي المتعددة التي تعاني منها القارة الافريقية.