«يور غاليري» موقع إلكتروني يمنح الفنانين فرصة الانتشار

تاجر تحف يوفر فرصة العرض الأول بالمجان للفنانين المبتدئين

TT

بادرت جولي آن ترافيس، 23 سنة، بوضع بعض من رسوم البورتريت الشخصي، التي نفذتها على موقع الويب Saatchi-gallery.co.uk/stuart، المخصص لغاليري ساتشي في لندن. وكان دافع هذه الفنانة، التي تقيم في سان فرانسيسكو، أن تشارك بعضا من زملائها، الذين سبق لهم أن وضعوا بعضا من أعمالهم الفنية على الموقع الالكتروني نفسه.

وأصبح الموقع الجديد، الذي كان وراءه صاحب النفوذ الكبير في مجال الإعلانات، تشارلس ساتشي، والذي يمتلك مجموعة فنية واسعة خاصة برواقه الفني في لندن، موضع إثارة كبيرة حيث راح يستقطب يوميا أكثر من 3 ملايين عمل فني.

وكان ساتشي قد أسس هذا الموقع في مايو (ايار) الماضي، وهو معروف باكتشافه لفنانين مجهولين، ثم تحويلهم إلى نجوم عالميين. واسم هذا الموقع هو «Your Gallery»، ويضم مساهمات فنية لحوالي 20700 فنان، بما فيها 2000 فيلم فيديو فني.

وكل ما يُعرض على هذا الموقع هو للبيع، حيث لا يدفع المشتري أو البائع أي قرش لأي وسيط أو تاجر. وراح ما يقرب من 800 فنان جديد يوقعون كل أسبوع للمشاركة في هذا المعرض الالكتروني.

ترمز كلمة ««Stuart إلى student art»» (فن الطلبة) ودخل الانترنت منذ الشهر الماضي، وهناك ما يقرب من 1300 طالب (بمن فيهم 450 من الولايات المتحدة) قد أسسوا لهم صفحات على هذا الموقع. ولم يكن هناك أي طرف قام بتفحص هذه الأعمال الفنية أو تقييمها قبل وضعها على موقع الويب. ومع ما يقوم به عدد كبير من تجار الفن وجامعو الأعمال الفنية من جهود في متابعة معارض الطلبة، بحثا عن مواهب جديدة تبحث عن وكلاء فنيين كي يتبنوا أعمالهم، قام ساتشي بفتح ينبوع لا يمكنه أن ينضب يوما. وإذا تمكن هذا الموقع من الاستفادة من شعاره، مثل الحال مع موقع MySpace، فإنه يمتلك قدرة كامنة للتحول من مشروع غير ربحي إلى منجم ذهب لساتشي.

وحتى الآن، فإنه يستمتع بدور المشاهد فقط. وقال ضمن هذا السياق: «حينما أطلقت هذا الموقع، تبنيت فكرة أن أتركه بدون أي تدخل مني لمدة سنة، وعدم شراء أي شيء منه، وهذا لأنني لا أريد أن اسيء للموقع، الذي من المفترض أن يكون عنصر جذب لعدد واسع من الطلبة».

لكن بالنسبة للطلبة الذين يزورون الموقع، يتحدد الهم الأساسي بالنسبة لهم بالمشاركة مع زملائهم في عرض أعمالهم على الموقع.

أما طالبة الفن جولي ترافيس فهي من جانبها وضعت اسم صديق جديد لها على صفحتها في الموقع مع قائمة بأسماء الفنانين والكتب والأفلام وعروض التلفزيون المفضلة بالنسبة لها. واسم الصديق هو ارهان اوزتورك وهو طالب تصوري في جامعة تي سي مالتيب في اسطنبول، وسبق لها أن شاهدت أعماله على الموقع نفسه قبل فترة قصيرة.

قالت ترافيس: «أنا لا أعرفه. لكنني أظن أن اعماله طريفة».

وقال الفنان ديفيد هالسل، 39 سنة، الذي يعمل في مجالات الفيديو والفن الأدائي، إن اسم ساتشي يعطي لموقع الويب «وزنا ومشروعية». وهو نفسه كان طالبا في جامعة كارنيجي ميلون ببتسبره.

ومن جانبه، قال ساتشي إنه تمسك بالفكرة لصنع موقعه الانترنتي الخاص www.saatchi-gallery.co.uk ، «لأنني لا أمتلك غاليري يُسمح لي باللعب معه». وبدأ المشروع أولا في مايو (ايار) الماضي بمجلة انترنتية معنية بالفن مع مدونة الكترونية تقدم أخبار الفن والمراجعات للأعمال الفنية، وهي أشبه بندوة للتفاعل المتبادل، حيث يتمكن الزوار من مناقشة قضايا تخص الفن، مع غرفة دردشة لمحبي الفن وصفحة يستطيع الأطفال عبرها أن يبدعوا أعمالهم وان يعرضوها في آن واحد.

وقال إنه «يفكر بشكل جدي الآن لتدوير بعض الأعمال الفنية من الموقع الخاص بالطلبة إلى غاليريه الجديد». وقال «إن هناك قدرا من الإثارة حول مشاهدة أعمال فنانين شباب للمرة الأولى، حتى قبل أن يشاركوا في معارض جامعاتهم».

وإضافة إلى ربط الفنانين بعضهم ببعض ومع أصدقاء جدد وتجار، فن فإن الموقع يمكن الفنانين من الارتباط بكلياتهم القديمة. فتوري مورفي، 26 سنة، المتخرجة من جامعة كينسغتون في منطقة سري بلندن، اتصلت برفيق الدراسة السابق ربتون واشترت منه عملا فنيا بمبلغ 1400 دولار. وقالت: «قبل ذلك كانت العلاقة محدودة جدا. وهذه هي المرة الأولى التي تتوفر فرصة من هذا النوع في العالم كله».

* خدمة «نيويورك تايمز»