استمر أمس الضباب الكثيف في عرقلة الحركة المواصلات الجوية في مطار هيثرو، بوابة بريطانيا الى العالم الخارجي وواحد من أكثر مطارات العالم ازدحاما، اذ الغيت لحد الآن اكثر من 380 رحلة داخلية، وأخرى قصيرة الى وجهات مختلفة من أوروبا. وفي الأمس، اضطرت شركة «بريتيش إيرويز» للطيران وحدها إلى الغاء 180 رحلة داخل أوروبا على الاقل، مما أحدث حالة من الفوضى بالنسبة للمسافرين خلال موسم أعياد الميلاد ورأس السنة. واتخذ هذا الاجراء مع توقع زيادة انعدام الرؤية بمطار هيثرو في لندن.
وكان عدد الرحلات التي ألغيت أول من أمس، أكثر من 200 رحلة، بما فيها جميع الرحلات القادمة لمطار هيثرو وخدمات السفر للخارج داخل بريطانيا نفسها، مما أدى إلى تقطع السبل بآلاف المسافرين في المطار.
وطلبت شركة الطيران من ركابها الحصول على معلومات بشأن رحلاتهم قبل مغادرتهم متوجهين لمطار هيثرو. واضطرت شركات طيران أخرى بسبب انعدام الرؤية لعدم تسيير طائراتها، مما أثر بشدة على السفر لاماكن أوروبية أخرى. اذ قررت شركة الخطوط الجوية الألمانية «لوفتهانزا» وكذلك الشركة الإيطالية «اليتاليا» الغاء رحلاتها من المطار. كما الغيت 18 رحلة من المطارات المحيطة لمدينة للعاصمة لندن، مثل مطار «غاتويك» في الجنوب. وتراقب سلطات الطيران التقارير الخاصة بالطقس، حيث يحذر خبراء الارصاد الجوية من أن انعدام الرؤية، يمكن أن يستمر حتى ليلة عيد الميلاد، 24 ديسمبر (كانون الأول) على الاقل.
ويعتبر جنوب اسبانيا وشمال أفريقيا من الوجهات الأكثر شعبية بالنسبة للمسافرين خلال هذه الفترة، اضافة الى باريس وامستردام ودبلن ونيويورك. وحسب التوقعات فإن تدفق الناس على المطارات من اجل مغادرته الى وجهاتهم المختلفة لقضاء فترة الإجازة سيكون اليوم وغدا. وبسبب نقص في سقوط الثلج في اماكن التزلج في أوروبا قرر العديد من محبي الهواية التوجه الى شمال القارة الأميركية وكندا. وحسب التوقعات، فإن اكثر من ملوني مسافر سيغادرون من مطارات انجلترا خلال العطلة.
وبسبب الغاء الرحلات الداخلية فستزداد الحركة على الطرقات خلال عطلة نهاية الأسبوع وسيكون (ابتداء من أمس) اكثر منة 18 مليون سيارة على الطرقات. كما ان الضباب سيعيق من حركة السيارات، ويسبب ازدحاما على معظم الطرق الرئيسية. وذكرت بعض شركات تأجير السيارات ان الطلب زاد عليها ولم يعد لديهم أية سيارات اضافية. وقال سادس رحيم من شركة «ايفيز»: لم يعد عندنا أية سيارات للتأجير، لقد أجرت جميع السيارات». وحتى القطارات ايضا اصبحت مزدحمة بالمسافرين، وبيعت معظم التذاكر على قطارات شركة فيرجن، كما ذكرت مصادر الشركة.