انعزلت مدينة دنفر، عاصمة كولورادو، في الغرب الأميركي تماماً، بعد ان ضربتها عاصفة ثلجية لليوم الثاني للتوالي، مما أدى الى اغلاق الطرقات والمحال التجارية، وكذا اغلاق مطار المدينة. وقال شهود عيان تم الاتصال بهم، إن علو الثلوج في الطرقات زاد عن المتر، وان معظم السكان بقوا في منازلهم. وتحولت المدينة كما قال هؤلاء السكان الى «مدينة اشباح»، ذلك ان الناس الذين عادوا ادراجهم من أمكنة عملهم صباح الاربعاء الماضي، مكثوا في منازلهم ولم يستطيعوا الخروج.
ولم تعد تسمع في الشوارع الباردة سواء ابواق سيارات الاسعاف والشرطة. واعلن بيل اوينز حاكم الولاية حالة الطوارئ، وطلب من الحرس الوطني النزول الى الشوارع للتدخل في الحالات الطارئة. والزمت السلطات جميع السيارات السير في الطرق السريعة خشية الحوادث.
ونقل حوالي 270 شخصاً الى معسكر اقيم في مقر الصليب الاحمر في دنفر، بعد ان اعتبروا في عداد اللاجئين. كما انتشل حوالي 350 آخرين حاصرتهم العاصفة الثلجية في انحاء متفرقة من المدينة.
واعتبرت هذه العاصفة الثلجية الأسوأ من نوعها التي تضرب ولاية كولورادو منذ العاصفة التي ضربت الولاية في مارس (آذار) 2003.
وعلق عدد كبير من المسافرين في المطار، خاصة ركاب طائرة كانت متجهة الى المانيا. وقالت سلطات المطار إن حوالي 4700 مسافر يوجودون حالياً في قاعات الانتظار، بعد ان الغيت رحلاتهم. وقال متحدث باسم المطار ان المدرجات لن تكون صالحة لهبوط او اقلاع الطائرات الا صباح اليوم (الجمعة). ونسب قنوات التلفزيون المحلية الى سيدة مسنة تقيم وحدها في المدينة قولها «أكثر ما يؤلمني أنني لن أتلقى رسائل وبطاقات التهنئة بعيد الميلاد خاصة من حفيدي الذي يوجد ضمن القوات الاميركية في العراق.. لقد ذكرت إذاعة محلية ان رجال البريد لن يعودوا للعمل، الا بعد اربعة ايام، وهذه شيء مؤسف للغاية». وتتحرك العاصفة التي ضربت كولورادو الآن شرقاً باتجاه شيكاغو. وعلى الرغم من ان الاميركيين الذين تبدأ احتفالاتهم بأعياد عطلات الميلاد من السبت، وتستمر حتى الثلاثاء، يحبذون ان تكون عطلة الكريسماس بيضاء، اي ان تعرف تهاطلاً للثلوج، فإن عاصفة كولورادو جعلتهم يخشون ان يتحول «بياض الكريسماس» الى معضلة اذا كان تهاطل الثلوج وهبوب العواصف، سيكون على غرار ما حدث في دينفر. يشار الى ان توقعات حالة الطقس في شرق الولايات المتحدة (واشنطن ونيويورك) تشير الى احتمال تساقط أمطار، لكن من دون ثلوج خلال عطلات الميلاد.