فاروق شحاتة يجسد مآسي الفلسطينيين في مكتبة الإسكندرية

أقام 46 معرضا خاصا وحصل على جائزة الدولة التقديرية

TT

تحتفي مكتبة الاسكندرية بالفنان التشكيلي المصري فاروق شحاتة صاحب البصمة المتميزة في حركة الفن المصري المعاصر منذ الستينيات. وبمناسبة حصوله على جائزة الدولة التقديرية للفنون هذا العام ينظم مركز الفنون بالمكتبة معرضا تكريميا له يستمر حتى نهاية الأسبوع المقبل. ومن خلال 120 لوحة تشكيلية يضمها المعرض نتأمل رحلته، ومراحل تطوره ونضجه، ومن بينها تلك التي جسد فيها مآسي الفلسطينيين، حيث تبرز فيها قوة التعبير ودراميته في نظرة لاجئة إلى الوطن السليب من خلال الأسلاك، أو في ملامح وجه «أم الشهيد»، التي تنتظر ابنها على الحدود.

تتنوع أعمال فاروق شحاته في مراحله الأولى ما بين الحفر الناتئ الأملس «الليثوغراف» والغائر على ألواح المعدن، وهو ما يظهر بقوة من خلال سلسلة لوحات «الخيول الجامحة» و«المناظر الخلوية عند الأقصر» و «السد العالي» مركزا على التقنية وجماليات وحيل التشكيل البصري للعناصر. وفي الوقت نفسه على قوة وخشونة التعبير التشخيصي والنزعة الدرامية واللعب بتباين الظل والضوء وكأنهما يشعان من الداخل. وتبدو أعماله وكأنها صرخة احتجاج وشهادة للضمير الإنساني ضد القهر والقمع، وكل ما يعوق الإنسان عن امتلاك الأمل في المستقبل. وفي أعماله الحديثة نرى تراكم طبقات الألوان التي تسطع في مواقع وتخبو في مناطق أخرى مختزلة أصولها الفوتوغرافية في تدرجات تجريدية من الأبيض والأسود، لكنها مع ذلك تتجلى بإيقاعات لونية متجددة.

فاروق شحاتة من مواليد عام 1938، وقد أقام منذ تخرجه في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية وحتى الآن ستة وأربعين معرضا خاصا في مصر وخارجها.