صحافي أسترالي يصدر سيرة ذاتية عن حياة الأميرة ماساكو تصفها بـ«أسيرة القصر»

TT

طوكيو ـ ا.ف.ب: منذ زواجها بولي عهد اليابان تصدرت اخبار الاميرة ماساكو الصحف وازدادت التكهنات حول حياتها الخاصة واصابتها بالاحباط واخيرا محاولاتها لانجاب وريث للعرش.

وهي ثاني امرأة من عامة الشعب يتزوجها وريث لعرش اليابان بعد حماتها الامبراطورة ميتشيكو التي قيل انها اوشكت على الاصابة بانهيار عصبي وهي تحاول التعامل مع متطلبات القصر الامبراطوري. وتغيرت ماساكو كذلك منذ زواجها. فبدلا من ان تتمكن من تحرير البلاط المكبل بالتقاليد تحولت هذه السيدة العاملة الى ظل رقيق خجول يسير على مسافة ثلاث خطوات وراء زوجها وهو تغير كثيرا ما انتقدته وسائل الاعلام المحلية والاجنبية مع أسلوب الحياة المحافظ لواحدة من أقدم العائلات. واخيرا قرر الصحافي الاسترالي بن هيلز كتابه السيرة الشخصية للاميرة ماساكو ونشرها شخصيا تحت عنوان «الاميرة ماساكو، اسيرة عرش الاقحوان» واصفا كتابه بانه «القصة الحقيقية» للاميرة.

وبعد اشهر طويلة من التحقيقات، نشر كتابه في نوفمبر (تشرين الثاني) في استراليا على ان يصدر قريبا في الولايات المتحدة وهدفه ان يروي «القصة الحقيقية والمأساوية» للاميرة التي شبهها بالاميرة الراحلة ديانا.

ورفض القصر الامبراطوري الادلاء بأي تعليق على هذا الكتاب الذي ينتظر ان تصدر النسخة اليابانية منه في فبراير (شباط) او في مارس (آذار) المقبلين.

وقال بن هيلز الذي كان انذاك مراسلا في طوكيو لعدة صحف استرالية، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، «في تلك الفترة لم اتمكن ان افهم لماذا امرأة لامعة بهذا الشكل توافق على الانزواء في هذا، الدير من القرون الوسطى».

وتابع الصحافي مسيرة ماساكو في اليابان لكن ايضا في جامعتي هارفرد واكسفورد حيث تلقت دروسها.

واستجوب الصحافي حوالى 60 شخصا من المتخصصين في شؤون العائلة الامبراطورية والصحافيين لكن ايضا من «المقربين» من ماساكو والعائلة الامبراطورية ولم يستطع الحصول على مقابلات شخصية مع الاميرة بسبب رفض القصر.

ويصف هيلز شخصية ماساكو المعقدة بانها «لامعة وضعيفة في الوقت نفسه».

ولاحق اخبار طفولتها المتارجحة بين اليابان وروسيا والولايات المتحدة حيث اوفد والدها هيساهي اوادا الذي وصف بانه «دبلوماسي طموح وصارم»، وصولا الى دراساتها اللامعة وزواجها من الامير ناروهيتو والضغوط التي تعرضت لها لكي تنجب وريثا ذكرا للعرش وفي نهاية المطاف الانهيار العصبي الذي اصيبت به.

ويكشف الصحافي خصوصا ان ماساكو اضطرت للخضوع لعلاج بالهرمونات لكي تنجب ابنتها ايكو عبر تلقيح اصطناعي بعد تسع سنوات من الزواج في 2001. ولكي يدعم اقواله غير المؤكدة فانه يشير الى تعيين اخصائي كبير في مجال التلقيح الاصطناعي الدكتور اوسامو تسوتسومي على رأس الفريق الطبي المعتمد للقصر الامبراطوري عام 2000.

ومنذ ولادة وريث ذكر للعرش الامير هيساهيتو نجل الاميرة كيكو زوجة اكيشينو الابن الاصغر للامبراطور، خفت الضغوط عن كاهل الاميرة ماساكو بعض الشيء.

لكن السيرة الذاتية التي كتبها الصحافي تشير الى انها لم تتماثل الى الشفاء بشكل كامل وهو ما يؤكده القصر.

وماساكو التي احتفلت لتوها بعيد ميلادها الثالث والاربعين لم تعاود بعد بشكل طبيعي واجباتها الرسمية ولا تزال تخضع لعلاج طبي.

ويقول بن هيلز ان «ماساكو لا تزال غير قادرة على رؤية من تشاء او ان تذهب اينما يحلو لها، ورغم ان طبيبها النفسي يخفف عنها بعض الشيء الا انها لا تزال تشعر بانها اسيرة القصر».

ويضيف ان وحده الطلاق او تخلي ناروهيتو عن تراتبيته لتولي العرش يمكن ان يعيد لها حريتها لكن هذين الخيارين «غير مطروحين».

ويؤكد ان «ناروهيتو لا يزال مغرما بماساكو».

وخلص الصحافي الى القول «اما في ما يتعلق بتخلي الامير عن وراثة العرش ... فان ولي العهد مدرك تماما لواجبه. وسيتملكه الشعور، في حال قام بذلك، بانه تنصل من واجباته وسيلقي حينئذ بكل اللوم على عائلة ماساكو».