عمود السواري .. أنشأه الإمبراطور  اليوناني «دقلد يانوس» قبل ألفي عام

TT

على بعد 300 متر من مقبرة كوم الشقافة الأثرية بمدينة الاسكندرية ـ 250 كيلومترا شمال القاهرة تقع منطقة كرموز الاثرية والتي تعد واحدة من إحدى ستة عشر قرية مصرية وسميت بأكرو بوليس الإسكندرية. وفي تلك المنطقة يقف عمود السواري، أحد أهم الآثار التي تركها حكام الاسكندرية في العصور اليونانية والبطلمية والذي كاد يتعرض للاندثار لولا يد الترميم التي امتدت اليه من قبل الاثريين في المجلس الأعلى للآثار  ليبدو العمود فى حلة جديدة يجذب اليه الزائرين. و يتضمن المشروع إقامة أسوار تتناسب مع المنطقة الأثرية وتتلاءم مع عمارتها ولا تعوق الرؤية، وكذلك إعداد دليل سياحي عن آثار وتاريخ المنطقة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

ويعتبر عمود السوارى من أشهر المعالم الأثرية فى المنطقة وهو الأثر الذي أقامه الإمبراطور «دقلديانوس» في العام 284 عندما شيده بطول يصل الى 27 مترا من حجر الغرانيت الأحمر وسط منطقة مدافن المسلمين الحالية المعروفة باسم هضبة كوم الشقافه. وكانت حالة العمود قبل عام تقريبا سيئة للغاية، الأمر الذي كان يصعب معه زيارته وفتحه للمجموعات السياحية التي تحرص على زيارته من وقت للآخر ضمن زياراتها لمدينة الاسكندرية. لذلك كان مشروع الترميم الذي تم مع بداية العام الجاري بأيد مصرية وهو ما تكلف عشرة ملايين جنيه، حسبما افاد الدكتور محمد عبد المقصود رئيس الإدارة المركزية للآثار المصرية. ويتوقع الانتهاء من المشروع في أواخر شهر يناير المقبل.

ويقول عبد المقصود لـ«الشرق الاوسط»: المشروع يتضمن أعمال الترميم المعماري والدقيق للمعالم الأثرية الثابتة في العمود وتحديد الحدود الأثرية للمنطقة وتسجيلها وتوثيقها أثريا خاصة أن المشروع يستهدف تسهيل عملية الزيارة السياحية بالمنطقة وتعديل مسار الزيارة من خلال إقامة مدخل واحد للمنطقة، ثم المرور من خلال بقايا أساسات المعبد والصهاريج والمقبرة.