ملابس وهمية لشخصيات افتراضية.. تجارة رقمية ناجحة تكتسح الأسواق

TT

تعيش مصممة الأزياء فيرونيكا براون على صنع الملابس الداخلية والأزياء الرسمية «الافتراضية» التي تبيعها عبر موقع الويب Second Life. وتتوقع أن تكسب حوالي 60 ألف دولار هذه السنة من أناس يشترون ملابسها الرقمية التي يستعملونها مع صورهم الحيوية في هذا الوسط الذي يزداد اهتمامه بالسلع الافتراضية.

لكن براون حصلت على تذكير مزعج في الشهر الماضي بهشاشة عالمها الذي تكسب عيشها منه حينما تمكن برنامج مارق من استنساخ الصور المعروضة لملابسها في ذلك الموقع الالكتروني. وتحت وطأة الخوف من استنساخ أعمالهم اليدوية وشرائها من قبل الآخرين، شنت براون والعاملون في المخازن إضرابا عاما وأغلقوا واجهات المخازن الالكترونية حيث يُعرض الاثاث الافتراضي والسيارات وسلع افتراضية أخرى.

وقالت براون، 44 سنة، التي تتبنى اسم سيمون ستيرن عبر الانترنت، «إنه الخوف، الخوف من أن جهودك سُرقت». وأعادت براون فتح بوتيكها الافتراضي لكنها ظلت تشعر بعدم الراحة من فكرة التشكك بأن ما تمتلكه هو حقا ما تصنعه.

فمع انتشار العالم الافتراض عبر مواقع الويب راح المصممون والمحامون يجهدون أنفسهم كي يحددوا حقوق الملكية في هذا العالم الرقمي الجديد. ويتسع النقاش حاليا حول الحقوق ليشمل حتى ألعاب الكومبيوتر الأولى التي افتتحت عالم الحقيقة الافتراضية وأدخلته إلى المجال التجاري.

وقال غريغ لاستوكا، الاستاذ في كلية روتغيرز للحقوق بنيوجرسي: «تحاول المحاكم أن تحدد كيفية تطبيق القوانين الموضوعة للعالم الحقيقي الذي ترعرعنا فيه. القانون يجاهد حاليا كي يتكيف مع الوضع الجديد».

وأصبح النقاش أكثر قوة مع تسارع الحقل التجاري في الواقع الافتراضي. وعبر موقع Second Life حيث وقّع أكثر من مليوني شخص لخلق شخصياتهم ويبنون أواصر اجتماعية مع مخلوقات رقمية أخرى، راح الاقتصاد يزدهر في هذا الحقل، حيث بلغت المعاملات التجارية في هذا المجال وخلال شهر نوفمبر الماضي ما يعادل 20 مليون دولار. ويسمح مؤسس موقع Second Life ليندن لاب للأعضاء بتبادل العملات الالكترونية التي يجمعونها عبر الانترنت مع دولارات حقيقية. وفي الشهر الماضي تمكن الناس من تحويل ما يقرب من 3 ملايين دولار في سوق العملة ليندكس.

وتصاعد الدخل الذي يحققه موقع Second Life منذ أن اتخذ ليندن لاب قرارا غير عادي قبل ثلاث سنوات بمنح مستخدمي موقعه حقوق الملكية الفكرية لما يبدعونه بمساعدة أدوات برنامج الموقع الخاص به. وتمكن آلاف من الأشخاص من وضع صفحات وأعمال على الأرض الافتراضية الخاصة بموقع Second Life وهم يعرضون سلعا افتراضية ابتداء من الآيس كريم وحتى اليخوت.

وانتبه الكونغرس لهذا الظاهرة وهو في طور الانتهاء من اعداد دراسة حول ما إذا كان يجب وضع ضرائب على الاقتصاد الافتراضي. ومن المتوقع أن تقوم اللجنة الاقتصادية المشتركة في الكونغرس بإصدار نتائج بحثها خلال السنة المقبلة.

وقال كريستوفر فرينز مدير اللجنة التنفيذية «يبدو أن هناك نقصا في الضوابط في مجال يتوقع له أن يعرف توسعا هائلا خلال عقد أو عقدين».

وعلى الرغم من أنها ترعرعت وهي تراقب امها تستخدم ماكنة الخياطة لتتعلم الحرفة مع كل ابرة تغرز في ملابس العائلة، فإن براون لم تفكر بجعل هذا العمل حرفة لها حتى إلى عامين، حينما دخلت إلى موقع Second Life. وخلال أيام قليلة درست قواعد البرنامج واكتسبت المهارات اللازمة لتبدأ في وضع تصميماتها لنساء افتراضيات من بيتها في انديانا. وقالت «حينما أصمم أفكر بالكيفية التي ستهبط الملابس الحقيقية وحيث تتم المقارنة بين بريق الحرير مقارنة بالساتان». وأضافت أنها تقضي 70 ساعة في الأسبوع على حرفتها. وبدأت مع 4 قطع من الملابس الأصلية على موقع Second Life لكنها الآن تمتلك 1200 تصميم وانتقلت إلى موضة الملابس الرجالية.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»