بسبب العنف.. الجوال وسيلة البغداديين للتهنئة بالعيد

TT

رغم ارتفاع أسعار بطاقات الاتصال بنسبة 30% بغداد ـ أ.ف.ب: لم يجد عدد كبير من اهالي مدينة بغداد في ايام عيد الاضحى وسيلة لتبادل التهاني افضل من الهواتف الجوالة للاستغناء عن الزيارات العائلية، خوفا من اعمال العنف والمخاطر التي قد يتعرضون لها على الطرقات.

وبسبب مواصلة اعمال العنف من دون انقطاع في بغداد، حيث يسكن اكبر عدد من العراقيين مقارنة بسواها من مدن العراق، ارغم الاهالي على البحث عن وسيلة اخرى غير الزيارات للتواصل مع الاهل والاصدقاء خلال الاعياد والمناسبات.

ولم يكن امام البغداديين خصوصا والعراقيين عموما، وسيلة افضل من الهاتف الجوال الذي تعرفوا عليه بعد اجتياح العراق وسقوط النظام السابق في مارس (اذار) 2003. ويقول امير عماد، 21 عاما، وهو طالب جامعي، يسكن منطقة الكرادة (جنوب بغداد)، «لا يمكنني الخروج والتجوال من دون هاتفي الجوال، كونه اصبح وسيلتي الوحيدة للتواصل مع الاهل والاحباء».

واضاف «حتى في ايام العيد، وفر الجوال لنا الكثير من الامور بحيث استطعنا ان نتبادل التهاني مع اخواننا واقاربنا بهدوء دون التعرض لاي خطر خلال التنقل والذهاب الى حيث يسكنون».

ويقول احمد يوسف، 33 عاما، الذي جاء الى بغداد بحثا عن عمل من بعقوبة في محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد) حيث تقع اعمال عنف طائفي بصورة شبه يومية «امضيت ايام العيد مع احد اصدقائي في بغداد، ولم ازر اهلي في بعقوبة اطلاقا وعوضني الجوال عن ذلك بحيث تبادلنا التهاني بمناسبة العيد من دون عناء». واشار الى انه «حتى في الفترة التي سبقت العيد لم يكن امامي سوى الجوال للاطمئنان على احوال اهلي واخوتي هناك».

من جانبها، تقول ام ابراهيم، 36 عاما، الام لثلاثة اطفال، وقد ابتاعت للتو بطاقة لشحن رصيد جوالها، من احد المحال التجارية في شارع فلسطين (شرق بغداد)، ان «رصيد هاتفي نفد مرتين خلال اليومين الماضيين لأني اتصلت بشقيقاتي واشقائي واقربائي لتهنئتهم بالعيد». واكدت انه على «الرغم من ارتفاع اسعار البطاقات، فهي ساعدتنا كثيرا على تجاوز المخاطر التي قد نتعرض لها على الطريق لزيارة الاهل والاقرباء».

يشار الى ارتفاع واضح سجل في اسعار بطاقات رصيد الاتصال للهواتف الجوالة في مدينة بغداد بلغ حوالى 30% مقارنة مع الاسعار الاعتيادية. وفي الوقت ذاته، تعاني شبكة الاتصالات الهاتفية الارضية مشاكل فنية كثيرة في معظم احياء العاصمة بغداد.

أما عمار اكرم، 27 عاما، وهو شرطي يسكن جنوب بغداد، فقد اكد ان «الرسائل النصية القصيرة (اس ام اس) هي احسن وسيلة لتبادل التهاني بالعيد لانها تختصر الوقت وتقدم التهنئة لجميع الاهل والاقرباء».

وتابع «لكن الجوال يبقى عاملا مهما لتفادي مخاطر الطريق والحصول على معلومات والحديث مع المقربين بأمان ومن دون الحاجة للتنقل وسط الشوارع التي لا تخلو من المخاطر».

وتعمل في العراق ثلاث شركات رئيسية للهواتف الجوالة هي اوراسكوم المصرية المعروفة بـ«عراقنا»، و«اسياسيل» العراقية التي تعمل من مقرها في كردستان (شمال العراق)، وشركة «الاثير» الكويتية ـ العراقية التي تتخذ من الكويت مقرا لها. وبدأت الشركات الثلاث العمل عام 2003 عقب الاحتلال الأميركي للعراق فقد كان عملها محظورا في معظم ارجاء العراق ابان النظام العراقي السابق.