قانون جديد يلزم مصممي الأزياء بالمحافظة على صحة العارضات

بعد ازياد نسبة النحافة إلى حد المرض والموت

TT

تبيع صناعة الأزياء بدلات ترابيز عصرية وأحذية بوت بقيمة 800 دولار. ولكنها أيضا تبيع النساء مثالا للجمال تجسده عارضات الأزياء اللواتي يسرن على ممرات العروض ويظهرن في مجلات الأزياء.

ومنذ الخريف يواجه المصممون الأميركيون ضغطا متزايدا للاستجابة الى موجة من العارضات النحيفات على نحو خطر ممن حددن المعايير الجمالية للموضة في العالم.

وقد قررت الصناعة، في الوقت الحالي، اصدار ارشادات للمصممين تهدف الى تعزيز سلوك اكثر سلامة بين العارضات اللواتي يتلقين أجورا عالية.

والارشادات، التي لم ترق الى تقييدات العرض التي اعلنت في الأشهر الخيرة من جانب منظمي عروض الأزياء في مدريد وميلانو، طرحت يوم الجمعة الماضي في اجتماع لمجلس مصممي الأزياء في أميركا بمانهاتن. ولكن يبدو من غير المحتمل أن تقنع توصيات المنظمة، التي ترسل الاسبوع الحالي الى المصممين، وهم يستعدون لعروض أزياء الخريف التي تبدأ في نيويورك يوم الثاني من فبراير(شباط) المقبل، أن تقنع الكثير من نقاد تبني عالم الأزياء للنحافة المفرطة.

ووفقا للمشاركين في الاجتماع من المحتمل أن تشتمل التوصيات تحديد مواعيد عرض الأزياء مع العارضات الأصغر خلال ساعات النهار، بدلا من ساعات الليل للمساعدة على توفير فرص اكبر لتمتعهن بقسط كاف من النوم، فضلا عن حث المصممين على تشخيص العارضات اللواتي يعانين من اضطرابات في نظام تناول الطعام، وتقديم مزيد من الأغذية خلف الكواليس حيث المعيار هو غذاء حمية يشتمل على الشراب والسجائر.

وليست هناك خطط للطلب من العارضات ان يحققن معيارا موضوعيا للصحة، مثل التناسب بين الطول والوزن، الذي فرض من جانب مدريد في سبتمبر (أيلول) الماضي، وهي خطوة جذبت كثيرا من الاهتمام العام بالقضية. وقد القيت أضواء أكثر لاحقا عبر وفاة أنا كارولينا ريستون، عارضة الأزياء البرازيلية البالغة 21 عاما بسبب تعقيدات فقدان الشهية في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي.

وقال أكثر من ثلثي المشاركين في استطلاع على موقع مجلة «إيل» على الانترنت الشهر الماضي، إنهم يتمنون لو أن المصممين الأميركيين يتبعون الأمثلة الأخيرة لمنظمي عروض الأزياء في ميلانو ومدريد في حظر العارضات المفرطات في النحافة.

ولكن المصممين الأميركيين رفضوا ذلك الخيار باعتباره غير عملي.

وقالت دياني فون فورستنبيرغ رئيسة مجلس المصممين، إنه «من المهم بالنسبة لنا كصناعة أزياء، ان نظهر اهتمامنا ونرى ما يمكن ان نفعله، لأننا في بزنس صورة. ولكنني اشعر بأن علينا ان نعزز الصحة كجزء من الجمال، بدلا من وضع قواعد».

ويتشكك المصممون ومحررو المجلات، ممن يكلفون العارضات، ومديرو وكالات العروض، بأن المهنة يمكن أن تخضع للضوابط والمراقبة.

وقال ديفيد بونوفريه المدير التنفيذي لوكالة «دي.أن.أي» موديل مانيجمنت، متحدثا عن الارشادات «آمل ان يتحقق النجاح في هذا المجال. إنها قضية جدية بحيث أن الناس سيولون اهتماما، ولكننا لا نستطيع ان نفرض شيئا على خيارات المصممين. سيكون هناك جهد واع لفترة معينة لمعالجة هذا الوضع، أما مسألة استمرار ذلك فقضية أخرى».

ولم يحصل حظر مدريد للعارضات اللواتي يقل مؤشر كتلة الجسم لديهن عن 18، وهو المعيار المألوف للجسم وفقا لقواعد منظمة الصحة العالمية، على كثير من الدعم في أوساط منظمي العروض في عواصم الأزياء الكبرى حتى الشهر الماضي، عندما اصدرت المجموعة الايطالية ما وصفته بالمانيفيستو.

ومن المفروض تطبيق الاجراءات الجديدة في روما هذا الشهر، بالرغم من انها غير ملزمة وفي حالات كثيرة غير مفهومة.

وقد طالبت غرفة الازياء الايطالية ومقرها ميلانو، بحصول عارضات الازياء على تراخيص تصدرها لجنة من المسؤولين في المدينة، ومن الاطباء وخبراء التغذية وعلم النفس. ولكن عندما جرى اقتراح ان تحقق العارضات، اللاتي يجب ألا تقل أعمارهن عن 16 سنة، مؤشر كتلة الجسم بـ18.5، طالب المنظمون بضرورة وضع الاعتبارات الجغرافية والعرقية في الاعتبار، وهو ما أدى الى ارتباك.

وتساءلت روبرتا مايرز رئيسة تحرير مجلة «ايل» النسائية عن المهنة الاخرى، التي يتطلب ممارستها الحصول على ترخيص من طبيب نفسي ومن طبيب وخبير تغذية. وقالت «ربما وكالة الاستخبارات الأميركية». وقد حضرت مايرز اجتماع المجلس الاميركي، ولكنها قالت إنها أيدت فكرة وضع لوائح وبرنامج تعليمي لأنه سيرفع مستوى الاهتمام بالموضوع.

واكدت ابيغال والش محررة الشؤون الصحية في مجلة فوغ، التي حضرت اجتماع المجلس، ان المجموعة توصلت الى توصياتها مستقلة عما حدث في ميلانو ومدريد.

وقد حددت مجلة فوغ اسماء عدة خبراء للمساعدة في توجيه العارضات فيما يتعلق بالقضية الصحية واللياقة. واوضحت والش «لا يمكنك القول إن واحدا من العوامل يساهم في اضطرابات تناول الطعام أو أن عاملا واحدا يحلها. لقد تبين لنا وجود مشاكل ونريد القيام بكل شيء ممكن لتوفير الموارد لتلك الفتيات الصغيرات».

وقالت والش، إن تقييد العارضات لأن مقاييسهن لا تتماشى مع متطلبات الوزن والطول في مدريد، التي تتطلب ان يزيد مؤشر كتلة الجسم اكثر عن 18، لن يحل المشكلة.

وذكرت جوي باور مدربة اللياقة الاميركية، ان «هناك عارضات نحيفات ويزددن نحافة». وبعض العارضات اللاتي يذهبن إلى مركزها نحيفات وراثيا، والبعض منهن يزرنها للبحث عن وسيلة صحية لتقليل أوزانهن عدة ارطال، بينما البعض الآخر لديهن مشاكل تتعلق بظاهرة فقدان الشهية للطعام. وقالت باور، إن هدف توصيات قطاع الازياء هو تشجيعه السلوك الصحي بين العارضات، ولكن ايضا يهدف الى تعليم المصممين كيفية اكتشاف الاضطرابات. غير انها اوضحت ان مؤشر كتلة الجسم ليس مقياسا عادلا لصحة العارضات بسبب طولهن وعمرهن.

* خدمة «نيويورك تايمز»