الثروة والشهرة تخطفان بيكام إلى هوليوود

غالاكسي وضعه على رأس قائمة أغلى الرياضيين عالمياً

TT

لأنه يرفض ان يخرج من دائرة الضوء والنجومية، عمل قائد منتخب انجلترا السابق ولاعب ريال مدريد الحالي، ديفيد بيكام، ان تكون محطته الاخيرة مع كرة القدم مخالفة لكل القواعد والمقاييس وضربة اعلامية تتحدث عنها الجرائد والاذاعات لفترات طويلة بتوقيعه عقدا يصل الى ربع مليار دولار مع لوس انجليس غالاكسي الاميركي لمدة 5 اعوام.

وسيكون بيكام ثالث اشهر لاعب في العالم ينضم للدوري الاميركي بعد البرازيلي بيليه والالماني فرانز بيكنباور في بداية السبعينات. كما ان هذا التعاقد وضعه على رأس قائمة اغلى اللاعبين المحترفين في العالم.

وتفوق بيكام ايضا على الاميركي اليكس رودريجيز لاعب البيسبول الذي كان صاحب اعلى تعاقد في الوسط الرياضي العالمي مع تكساس رينجرز مقابل 252 مليون دولار لعشر سنوات. وتفوق ايضا على الالماني مايكل شوماخر بطل سباقات الفورمولا 1 الذي اعتزل بنهاية الموسم الماضي، والذي كان يتقاضي 80 مليون دولار سنويا.

ومهما قيل عن بيكام، 31 عاما، ومستواه الفني الذي لا يقارن بنجوم زمنه مثل الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيليين رونالدو ورونالدينهو، إلا انه لا يختلف اثنان على ان النجم الانجليزي يتمتع بامكانات فنية كبيرة وسرق الاضواء من كل هؤلاء وغيرهم واصبح نجم الدعاية الاول على خريطة لاعبي كرة القدم. وضرب بيكام موعدا مع السعد منذ انضمامه الى ناشئي فريق مانشستر يونايتد قبل ان يصبح نجمه الاول فيما بعد سواء بمهاراته، وخاصة التصويب والتمرير الدقيق او بوسامته وجاذبيته رغم عدم طلاقته في الحديث. وقد يكون بيكام لم يحظ بالتتويج بالكرة الذهبية لافضل لاعب اوروبي، ولا بلقب عالمي مع منتخب بلاده خلال مسيرته لاعبا وقائدا للفريق، إلا انه فرض نفسه نجما تطارده عدسات الكاميرات اينما حل داخل الملعب وخارجه، حتى في أسوأ اللحظات عندما طرد من المباراة امام الارجنتين في نهائيات مونديال 1998 في فرنسا بعد ضربه لسيميوني بعقبه، افردت له الصحف العالمية صفحات وصفحات لأسابيع.

ولا ينسى العالم كيف وقفت إنجلترا بأثرها على قدم وساق، وهي تتابع بقلق اصابة نجمها المدلل في مشط القدم قبل المونديال الياباني. وعلى مدى شهر كامل كانت الجرائد تنشر صورا للاشعة واحاديث للاطباء. ووصفت الحالة بأنها حمى بيكام تجتاح بريطانيا. كانت تسريحة شعر بيكام وتغيير لونه وملبسه والعطر الذي يستخدمه والسيارة التي يقودها محط اهتمام الجميع، من متابعين ورجال اعلام وكل من له شأن في عالم كرة القدم، بل اصبحت شركات الدعاية للمنتجات العالمية تنتظر بداية كل موسم لتتعرف على مفاجآت بيكام المتزوج من فيكتوريا نجمة البوب وعضو فريق «سبايس غيرلز» الغنائية السابقة، ليحددوا بعد ذلك اتجاهات الموضة.

وكثيرا ما تسببت نجومية بيكام في اندلاع مشاكل بينه وبين المديرين الفنيين للفرق التي لعب لها إلا ان مسؤولي هذه الاندية كانوا يغفلون الطرف ويتركونه يتحرك كما يشاء لأنه الولد الذهبي الذي يدر الارباح اينما وضع قدميه.

ويدرك القائمون على كرة القدم في الولايات المتحدة، وبخاصة مجموعة «أنشوتز» للخدمات الترفيهية، وهي الشركة الأم لنادي لوس أنجليس غالاكسي، ان التعاقد مع بيكام سيكون فرصة للترويج للعبة التي تأتي في مرتبة متأخرة من الجماهيرية بعد السلة والبيسبول والرغبي.

وعملا على تحقيق الاستفادة الكبرى للطرفين، سيمتلك لوس أنجليس غالاكسي جميع الحقوق التسويقية للاعب، على ان ينال بيكام مبلغ التعاقد كاملا. وأكد دان كورتيمانشي، المتحدث باسم الدوري الاميركي، ان وجود بيكام سيعيد الاذهان لعهد بيليه وبيكنباور وسيساهم في انتعاش اللعبة التي تتقدم جماهيريتها منذ استضافة مونديال 1994.

واذا كان بيان بيكام للرد على اعلان ريال مدريد بعدم الرغبة في تجديد التعاقد معه قد جاء مهذبا وبه الكثير من عبارات الاشادة بمسؤولي النادي الاسباني، إلا ان سرعة اصدار البيان والإعلان عن الصفقة الجديدة كان بمثابة اثبات انه ما زال النجم الذي تجري وراءه الاندية لضمه لصفوفها. ورغم ان رئيس ريال مدريد، رامون كالديرون، قد خرج امس ليعلن ان رحيل ديفيد بيكام نهاية الموسم يشكل نهاية حقبة في مسيرة النادي الاسباني العريق، إلا انه لم يخف ندمه على فقدان لاعب صاحب جماهيرية واسعة.

ويعتبر بيكام ثالث نجم من العيار الثقيل سيترك النادي الملكي بعد البرتغالي لويس فيغو والفرنسي زين الدين زيدان في السنوات الاخيرة. كما ان النجم البرازيلي الآخر رونالدو قاب قوسين او ادنى من ترك الفريق قبل نهاية الشهر الحالي. وفي هوليوود، سينضم بيكام وزوجته الى مجموعة مشاهير الفن والرياضة، وهي الخطوة التي سعت اليها فيكتوريا منذ وقت طويل حتى انها شوهدت في اكثر من مناسبة خلال الاشهر القليلة الماضية، وهي تتحدث عن شراء منزل جديد في كاليفورنيا.

وترغب فيكتوريا ان تحصل على لقب «لايدي» بعد ان سبق أن توجت ملكة بريطانيا بيكام بوسام الامبراطورية «OBE» وليكون ذلك متماشيا مع الحياة الجديدة لكليهما ووضعهما الاجتماعي بين المشاهير. جدير بالذكر ان بيكام اختيرا عام 2005 سفيراً للنوايا الحسنة لدى الامم المتحدة ضمن برنامج يونيسف «الرياضة من أجل التنمية». كما انه يمتلك ايضا اكاديمية لكرة القدم تحمل اسمه يراها مشروع محطته الاخيرة بعد اعتزال الملاعب. وسيكون ديفيد وفيكتوريا بيكام «ثنائيا من ذهب» للإعلام الاميركي المهووس بقصص الاثرياء والمشاهير، وهما لا يكونان في غربة حيث حولهما الاصدقاء مثل براد بيت وانجلينا جولي وتوم كروز وكايتي هولمز. وكانت فيكتوريا قد اشارت الى انها وزوجها يحبان لوس انجليس ويعشقان نمط العيش فيها والمناخ، وهو امر سينعكس جيدا على اطفالهما الثلاثة. لكن على الثنائي البريطاني الشهير ان يتحمل الضغوط المتزايدة من الاعلاميين وصائدي الصور في شوارع هوليوود وبفرلي هيلز.

* عقد بيكام مع غالاكسي الأميركي 128 مليون استرليني لخمسة أعوام او 25.6 مليون استرليني سنوياً او 2.1 مليون استرليني شهرياً او 500 الف استرليني أسبوعياً او 70 الف جنيه استرليني يومياً او 3 آلاف استرليني في الساعة او 50 جنيها استرلينيا في الدقيقة