مشروع سوري لترميم مرفأ اللاذقية القديم واستثماره

دمشق أعلنت عن اكتشاف أثري جديد

TT

تقع مدينة اللاذقية، أولى مدن الساحل وصاحبة أقدم مرفأ بحري سوري، على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وفي شمال غربي سورية. ويعود تاريخ مرفئها إلى النصف الأول من القرن العشرين الماضي، حين بني في جنوب المدينة، في منطقة منها تدعى «الصليبة»، وتقع بجواره حديقة المنشية الشهيرة، والتي كانت تنطلق من أمامها قوارب النزهة لتأخذ زوار اللاذقية في رحلة بحرية إلى عمق المتوسط، حيث يشاهدون من خلالها أرصفة ومنشآت المرفأ القديم. ولكن هذه الظاهرة اختفت في أواخر القرن الماضي، وضاقت حديقة المنشية مع كورنيش اللاذقية المجاور للميناء، الذي يضم أشهر مقاهي ومطاعم اللاذقية، كالعصافيري والكازينو واسبيرو وغيرها، وذلك بعد أن قامت الحكومة السورية بإشادة أحواض جديدة ومرفأ ضخم حديث مجاور للمرفأ القديم من خلال مشروع التوسيع الكبير الذي شهده المرفأ في العشرين سنة الأخيرة.

وفي خطوة جديدة لوزارة النقل السورية المشرفة على المرافئ البحرية، قررت إطلاق مشروع تحويل مرفأ اللاذقية القديم إلى منتجع سياحي ترفيهي، حيث من المتوقع ـ وحسب مصادر وزارة النقل ـ الإعلان عن مسابقة للمهندسين المعماريين خلال الأسابيع القادمة لتنفيذ المشروع من دراسة للواقع الراهن للمشروع وتقدير قيمة منشآته وتوصيف البنى التحتية في منطقة الدراسة. ومن المتوقع أيضا أن يتم استخدام الحوض القديم بعد ترميمه واستثماره سياحيا إلى حوض لرسو الزوارق الشراعية واليخوت وبناء عدد من المقاهي والمطاعم على أرصفة المرفأ القديم، التي يبلغ أبعادها 1500 متر، في حين أم مساحة المشروع تبلغ حوالي 278 ألف متر مربع.

من جانب آخر عثرت «مديرية آثار ريف دمشق» على تمثال من الحجر الكلسي القاسي في منطقة سهل الزبداني يبلغ ارتفاعه قرابة المتر، وعرضه حوالي 60 سنتيمترا. ويعود التمثال إلى العصر الروماني (نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادي)، وهو يمثل امرأة جميلة تبدو على وجهها معالم الحزن وترتدي زياً مزخرفاً بحراشف السمك المتدرجة.

ونقل أول من أمس عن محمود حمود مدير آثار ريف دمشق قوله، حسب «د.ب.ا»، إن التمثال يكتسب أهميته من كونه أحد التماثيل القليلة التي اكتشفت في محافظة ريف دمشق الغنية بمواقعها الاثرية. وأضاف أن التمثال يعود لإحدى الإلهات التي كانت تعبد في المنطقة، وربما تكون الالهة «تيكه» التي ارتبط اسمها بنهر بردى خلال العصر الروماني وقد نحت ليوضع في أحد المعابد القريبة من المنطقة التي تم اكتشافه فيها أو في أحد المعابد الصغيرة المخصصة لممارسة الطقوس الجنائزية. وأوضح حمود أن المرأة تحمل على صدرها صورة صغيرة لوجه واضح المعالم يمثل قلادة تضعها صاحبة التمثال ويعلو رأسها جبهة مثلثة الشكل شبيهة بواجهات المعابد الرومانية.

ويبدو أن التمثال محلي الطراز، ولا يمثل مدرسة فنية شائعة في المناطق السورية القديمة، رغم أن هذا النوع من زخارف اللباس (حراشف السمك)، عرف في العديد من التماثيل سواء العائدة لنفس العصر كتلك المصنوعة من البازلت والتي وجدت في جنوب سورية أو العائدة إلى فترات أقدم مثل تمثال «كابان» الذي اكتشف في ماري والذي يعود للنصف الاول من الألف الثاني قبل الميلاد. وقال حمود إن الاستعدادات جارية حالياً لعرض التمثال في حديقة المتحف الوطني في دمشق.