«ثنائية الوطن والغربة» في أعمال المهاجرين إلى أوروبا

لقاء تستضيفه الإسكندرية ويهدف لخلق حركة مسرحية بديلة

TT

للمرة الرابعة على التوالي تقيم المؤسسة الدولية للإبداع والتدريب في الاسكندرية ملتقاها الإبداعي السنوي للفرق المسرحية المستقلة في أوروبا والبحر الأبيض المتوسط. وتكرس الفعالية هذا العام (1 ـ 10 فبراير) جزءا هاما من برنامجها لموضوع «ثنائية الوطن والغربة» الذي يمس مبدعي المسرح المهاجرين.

ويود الملتقى، حسب البرنامج الذي وزعه مدير الملتقى محمود أبو دومة، تقديم محور خاص حول المسرحيين العرب المهاجرين إلى أوروبا والذين يحملون تلك الثنائية «الوطن والغربة» معهم أينما حلوا. كما ستكون أروقة الملتقى ورشا لمناقشة تأثير الاغتراب على المبدعين وسبر غور تجاربهم الفنية والإبداعية في المنفى. فازدواجية الوطن والمنفى، ازدواجية الثقافة الأوروبية والمحلية، ازدواجية النظرة في الرؤية إلى الثقافة والاندماج والإرهاب، تترك بصماتها على المبدع، سلبا وإيجابا، وتراكم تجربة خاصة يمكن أن نطلق عليها تجربة «المسرح المهاجر».

ولهذا، وفي إطار برنامج الإصدار الذي يتم بالتعاون مع مكتبة الاسكندرية، سيجري نشر النصوص المشاركة في الملتقى في كتاب يحمل اسم «المسرح المهاجر». وتشير المعلومات الأولية الى أن الكتاب سيضم خمسة نصوص كتبها مبدعون عرب في المنافي. وهذه النصوص هي «تمارين في التسامح» للمغربي عبد اللطيف اللعبي (فرنسا)، «مقتل الحلم الثالث» وهو نص مشترك لعوني كرومي (ألمانيا) وزميله ياسين النصير (هولندا)،» المصعد «للسوداني طارق الطيب (النمسا) «اللجنة التأديبية» للجزائري سليمان بن عيسى (فرنسا) و«عاشق الظلام» للعراقي ماجد الخطيب (ألمانيا).

وستجري يوم 7 فبراير (شباط) مناقشة النصوص المذكورة مع مبدعيها في المعهد الثقافي السويدي بحضور عدد من الكتاب والنقاد. وفي مجال الكتب المترجمة، سيكون الملتقى منطلقا لنشر ترجمات ثلاث مسرحيات ألمانية معاصرة هي: «القطاع الثالث» من تأليف ديا لور (ترجمة فوزية حسن)، «يوميا خبز» من تأليف جيزينة دانكفارت و«تقارير ملفقة» من تأليف كاترين روجلا (ترجمة وسام إبراهيم).

وطبيعي لا يمكن لملتقى مسرحي (يرفض مقيمو الفعالية إطلاق اسم مهرجان عليها) أن يخلو من عروض مسرحية عربية ودولية تحتل الأمسيات. وسيتم عرض 14 عملا مسرحيا تم اختيارها من بين 42 عملا تم اقتراحها على لجنة الملتقى. وسيتم عرض المسرحيات بمعدل عملين في اليوم في «الغاليري ثياتر» و»الميدل هول».

وتشارك هذا العام فرق من ألمانيا (مسرحية رسائل من تينتلاند/ فرقة اكتوبيا دانس برودكشن)، تونس (الحجر/ مسرح اينيس)، هولندا (دعنا نلتقي/ مسرح فيلشتوف)، كرواتيا (ايغومانيا أو جنون الذات/ مسرح ايكسيت)، مصر(الأحمر الإرجواني/مسرح المحروسة)، تركيا (رحلة بلد في الذاكرة/موفمنت اتيلير)، رومانيا (مظلة للدموع/مسرح كراج اويليو كورتيارد)، اليونان (بوثينا/ مسرح ديليكا دانس)، بولندا (الحاجة الأساسية/ مؤسسة أبارت للمسرح) سلوفينيا( بورتريت ذاتي/ مسلرح العالم الداخلي)، فلسطين(مولود في بيت لحم/ مسرح الحارة)، إيطاليا( سيوربي بارك/ مسرح فابريكيو ديل فينتو)، السويد (احتماع مغلق لماريكا هيدماير انسيمب )، إضافة إلى عمل مصري سويدي مشترك بعنوان» شبكة شمسية/ ستوديو اوسكورو).

وينتظر المنظمون مشاركة واسعة في الندوتين اللتين ستقامان يومي الخامس والسادس من فبراير حول المسرح. الندوة الأولى ستكون بشكل طاولة مستديرة للنقاش حول المسرح «فهم متبادل أم سوء فهم متبادل؟». أما الندوة الأخرى فستكون بعنوان «صورة النفس والآخرين: نحو عالم متعدد الثقافات». بدأت سلسلة الملتقيات الإبداعية للفرق المسرحية المستقلة (أوروبا ـ البحر المتوسط) عام 2003 بمبادرة من المؤسسة الدولية للإبداع والتدريب بمثابة نقطة لقاء للمبدعين في محيط البحر المتوسط. والملتقى يميز نفسه عن المهرجانات الأخرى باعتماده اسلوب تقديم الفرص للفرق المسرحية المستقلة وعدم تخصيصه الجوائز المهرجانية والمسابقات. فهو، كما تنص الدعوة، برنامج للحوار بين الفنانين والمبدعين خارج أطر المسارح الرسمية والمسارح «المؤدلجة». ويهدف الملتقى إلى تنشيط حركة مسرح «بديلة»، وخصوصا نشاط وحركة الفرق المستقلة، وتنشيط حركة ترجمة الأعمال المسرحية العالمية إلى اللغة العربية.