أسبوع ميلانو للرجال يحلق بين روحانية فيرساتشي وفضاء دولتشي اند غابانا

TT

افتتح اسبوع الموضة الميلاني للرجال بعروض شيقة للثنائي دولتشي اند غابانا، جيل ساندر، فيفيان ويستوود، فيرساتشي، سلفاتور فيراغامو وبيربيري، فيما يمكن وصفه بأكثر ما تم تقديمه للرجل إلى الآن من تنوع وإثارة، فبينما أخذه البعض إلى الماضي من خلال القبعات العالية التي تستحضر صورة «الجنتلمان» في القرن الثامن عشر مثل فيراغامو، ارتأى البعض ان يعيش الحاضر مثل فيرساتشي، بينما حمله دولتشي اند غابانا إلى المستقبل البعيد، وبالضبط إلى عصر الفضاء، من خلال تشكيلة اقل ما يمكن ان يقال عنها انها تحتاج إلى نظارات شمسية غامقة للإمعان فيها ووقاية العين من بريقها. فقد قدما بسخاء شديد قطعا من الذهب والفضة على شكل بذلات وسترات ومعاطف، بل حتى بنطلونات. ما يشفع لها انها بتصاميم «سبور» وبالتالي تخاطب شريحة معينة، ويمكن التعامل معها كقطع منفردة. ولا شك ان هذه التشكيلة جعلت تشكيلة جيل ساندر قاتمة وعادية جدا، رغم تفصيلها الرائع الذي تميز به مصمم الدار، راف سينمونز، وميز هذه الدار منذ تأسيسها. هذه المرة حاولت هذه الاخيرة الخروج عن المألوف بالنسبة لها بتقديم اكسسوارات جريئة من حقائب يد وغيرها، لكنها رغم كل جرأتها وألوانها المعدنية بدت عادية جدا مقارنة بتشكيلة دولتشي أند غابانا. من جهته، عاد سلفاتور فيرغامو إلى الماضي، وقدم قبعات عالية مع بنطلونات من الجينز وأحذية فروسية، لأن هذا المظهر، حسب رأي المصمم الفني للدار، ماسيميليانو جيورنيتي: «رائع ويضيف إلى الرجل الكثير من الجاذبية خصوصا إذا كان بنطلون جينز بتصميم ضيق»، لكنه لم ينس ان ماركته المسجلة في السوق هي الأزياء المترفة، فقدم قطعا من المخمل والفرو على شكل شالات وإيشاربات تزين بذلات بزر واحد، أو معاطف من الكشمير مبطنة بالفرو، إلى جانب اكسسوارات أخرى جد مبتكرة بالنسبة للدار فـ«المرأة لا تحتكر حق الاستمتاع بالموضة» حسب رأي جيورنيتي. وإذا كانت المصممة فيفيان ويستوود قد احتفلت بالرجل الذي يعانق جانبه «اللطيف والناعم» وقدمت تشكيلة تجمع بين ازياء الجنس اللطيف والبانكس، فإن فيرغامو، من جهته، اقتبس طريقة المرأة في ارتدائها البنطلون الضيق داخل أحذية بسيقان عالية (بوت) لكنه وقف عند هذا الحد فقط. الطريف في هذا الأسبوع ما قدمته دار فيرساتشي، التي ارتبطت طويلا بالملابس المثيرة والألوان الزاهية، والتي كانت في الثمانينات المضاد الحيوي للموضة الكلاسيكية الهادئة التي كان يرفع شعارها امثال جيورجيو ارماني وهيلموت لانغ وغيرهما. مما لا شك فيه ان الدار تعرضت لعدة مشاكل فنية ومادية بعد مصرع مؤسسها، جياني، لكن اخته دوناتيلا، التي عانت من الإدمان، قررت في السنوات الأخيرة ان تأخذ زمام الأمور بيدها، فدخلت مصحة للعلاج والتخلص من الرؤيا الضبابية التي كادت ان تودي بمصير امبراطوريتها، وكانت النتيجة أنها في المواسم الأخيرة فاجأتنا بتشكيلات رائعة نفضت عنها غبار الماضي لتعيش الحاضر وتستمتع به. بالنسبة للرجل، لم تخرج عن هذا القرار، فقد استلهمت تشكيلتها له لخريف وشتاء 2007ـ2008 من الأب غيورغ غانزفاين، السكرتير الخاص للبابا بشعره الأشقر وطلته المهيبة. فقد أرسلت عارضا طبق الأصل في بذلة وقميص باللون الأسود والأبيض بياقة القساوسة العالية بتصميم شاب يجمع بين الرزانة والشقاوة. تجدر الإشارة إلى ان الصحف الإيطالية كانت قد رشحت السكرتير الخاص للبابا كواحد من أكثر الرجال وسامة في القرن الواحد والعشرين، لذلك فإن الإيطاليين لم يستغربوا ان تبني دوناتيلا تشكيلتها على طلته «البهية»، فهي كما صرحت تريد منح الرجل مظهرا روحانيا وليس مثيرا، كما صرحت لمحطة «سكاي» الإيطالية: «يتميز رجل فيرساتشي بالرزانة، فهو يريد ان يكون انيقا لكن بطريقة راقية وليست فجة».