الاحتفال باليوبيل الذهبي لبربري مصر «علي الكسار»

مجلدان وطابع بريد وسهرتان تلفزيونيتان وفيلم تسجيلي

TT

احتفلت مصر أمس الاثنين باليوبيل الذهبي لرحيل رائد الكوميديا علي الكسار الذي حمل لقب «بربري مصر» الذي رحل في 15 يناير (كانون الثاني) عام 1957 بعد حياة حافلة بالعطاء للفن قدم خلالها قرابة 250 أوبريتا ومسرحية و30 فيلما سينمائيا .. وقد عكف ابنه ماجد الكسار على إعداد احتفال يليق بالذكرى الخمسين لرحيل والده طوال عام كامل يقول ماجد الكسار: طوال العام الماضي خاطبت عدة جهات للمشاركة في هذه الاحتفالية التي لابد ان تليق باسم وتاريخ علي الكسار؛ وبالفعل استجابت عدة هيئات منها المركز القومي للمسرح وبالفعل قام خلال الأيام القليلة الماضية بإصدار مجلدين عن مسرح علي الكسار يضمان18 مسرحية يتم نشرها لأول مرة بالإضافة الي دراسة للدكتور سيد إسماعيل عن تاريخ علي الكسار بداية من عشرينات القرن الماضي حتى وفاته؛ ثم قام المركز القومي للمسرح بإصدار نتيجة لعام 2007 تحمل صورة علي الكسار ونبذة عن حياته الفنية وابرز أعماله المسرحية.

وأضاف ماجد الكسار لـ«الشرق الأوسط»: «كما قامت الهيئة القومية للبريد بإصدار طابع تذكاري لعلي الكسار بمناسبة اليويبل الذهبي؛ اما الإذاعة المصرية فخصص البرنامج العام يوما كاملا للاحتفال بالذكرى الخمسين لرحيله يتم خلاله تناول السيرة الذاتية له وأعماله المسرحية والسينمائية، وسوف يستضيف البرنامج العام عددا من النقاد والمتخصصين للحديث عن فن علي الكسار». وبالمناسبة تعيد الهيئة العامة للكتاب طبع وتوزيع كتاب بعنوان «علي الكسار في زمن عماد الدين» من تأليف ماجد الكسار؛ يعرض التلفزيون سهرتين خاصتين يوم الاحتفال الأولي بعنوان «علي الكسار في زمن عماد الدين» من انتاج القناة الأولى بالتلفزيون المصري والثانية بعنوان «علي الكسار في الماجستيك» من إنتاج القناة الثانية؛ كما تقوم قناة دريم الفضائية بعمل فيلم تسجيلي عن علي الكسار يتم عرضه من خلال برنامج العاشرة مساء يوم الاحتفال .

ويضيف ماجد الكسار ان البيت الفني للمسرح للأسف الشديد تجاهل الاحتفال بالذكرى الخمسين لأحد رواد المسرح.

ولد علي محمد الكسار في 13 يونيو 1887 بحي البغالة في القاهرة وكان والده سروجيا ولم يتمكن من اتقان حرفة السروجي التي كان يشتغل بها والده وفضل ان يصبح مساعدا لخاله الطاهي فساعده ذلك على الاختلاط بأفراد المجتمع النوبي في العاصمة المصرية، حيث أجاد لغتهم ولهجتهم؛ كما لم يتعلم القراءة والكتابة. وكان علي الكسار عاشقا للتمثيل منذ صغره ونجح عام 1907 في تحقيق حلمه بتكوين فرقة للتمثيل أطلق عليها اسم «دار التمثيل الزينبي»، ثم التحق بعد ذلك بالعمل في فرقة دار السلام بحي الحسين.

وبعد عشر سنوات من احتراف التمثيل استطاع الكسار أن يصبح ندا لعملاق المسرح الفكاهي في مصر نجيب الريحاني صاحب شخصية «كشكش بيه» وذلك بعد أن ابتدع بربري مصر الوحيد عام 1917 شخصية عثمان عبد الباسط الخادم النوبي صاحب البشرة السمراء. ثم انتقل الكسار للعمل على مسرح الماجستيك، وكانت تكتب المسرحيات خصيصاً لهذه الشخصية واشتدت المنافسة بين بربري مصر الوحيد عثمان عبد الباسط وعمدة كفر البلاص كشكش بك. ظل علي الكسار أسير شخصية عثمان عبد الباسط في أكثر من 160 مسرحية حتى عام 1935 ولم يقدم غيرها بأسلوبه الفطري في الأداء والارتجال أحياناً. وفي عام 1935 قام علي الكسار بأول أدواره في السينما في فيلم «بواب العمارة» ثم فيلم 100 ألف جنيه وتلاها أفلام غفير الدرك عام 1936 والتلغراف عام 1938 وعثمان وعلي وسلفني 3 جنيهات عام 1939 ثم علي بابا والأربعين حرامي وكلها من إخراج توجو مزراحي. ثم توالت الأفلام السينمائية بعد ذلك ومنها: ألف ليلة وليلة عام 1940 ومحطة الأنس وممنوع الحب عام 1942 ورصاصة في القلب عام 1944 و لست ملاكاً عام 1946 و ورد شاه عام 1948 وأمير الانتقام عام 1950؛ وقد كان آخر أفلامه على شاشة السينما خليك مع الله عام 1954 فقد شارك على مدى 19 عاماً في حوالي 37 فيلماً سينمائياً لم يقدم خلالها إلا شخصية الخادم البربري الأمين الى أن توفي في15 يناير 1957.