في مزادها العربي الثاني.. «كريستيز» تعرض أعمال نخبة من الفنانين المعاصرين

تتنوع معروضاته من اللوحات الزيتية إلى لوحات الخط العربي والأعمال الفوتوغرافية

TT

تقيم دار كريستيز في مساء الأول من فبراير (شباط) مزاد الأعمال الفنية العالمية الحديثة والمعاصرة الذي سيُقام في فندق أبراج الإمارات، وسيضُم المزاد مجموعة واسعة من أعمال نخبة من الرسامين المبدعين من الدول العربية وإيران والهند بالإضافة إلى فنانين غربيين معروفين.

ويؤكد المزاد الطبيعة الثقافية المتنوعة للمنطقة ويشمل مجموعةً واسعةً ومميزة من الأعمال الفنية العربية والهندية والإيرانية والغربية، وستكون الانطلاقة مع نخبة من الأعمال الفنية العربية الفريدة والخالدة، حيث يشهد المزاد المقبل مشاركة عربية واسعة تضم أعمالا لفنانين مرموقين من كل من الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وتونس، والجزائر، والسعودية، والسودان، وسورية، والمغرب، والعراق، ولبنان، وليبيا، ومصر.

ويقول مايكل جحا، المدير التنفيذي لدار كريستيز في دبي: «مزادنا المقبل في فبراير القادم سيضمُّ مجموعة أكثر شمولية من سابقتها والتي ستتمحور حولَ الأعمال الفنية الشرق أوسطية والهندية، وهذا يجعلنا نتوقع إقبالا يفوق الإقبال الذي شهده المزاد الأول».

ومن الاعمال البارزة في مزاد كريستيز لوحتين مختلفتين للفنان الإماراتي العريق عبد القادر الريّس، هما لوحة «العام الماضي» (1995) (تقدر قيمتها بنحو 40000 ـ 00065 دولار أميركي) وقد استلهمها من الطبيعة الهندسية الخليجية ذات النزعة الخاصة، فيما تمثل اللوحة الثانية وهي لوحة تجريدية ضخمة (تقدر قيمتها بنحو 25000 ـ 35000 دولار أميركي) معلماً لافتاً واستثنائياً في جمالية الخط العربيِّ، وذلك على حدِّ تعبير وليام لوري، أحد أهم خبراء كريستيز في الأعمال الفنية الإسلامية والعربية والإيرانية المعاصرة.

ومن لبنان يقدم المزاد لوحتين شهيرتين للرسام التشكيلي اللبناني العالمي شفيق عبود هما Project de Tapisserie (1966) (تقدر قيمتها بنحو 25000 ـ 35000 دولار أميركي) واللوحة الزرقاء (1961) (تقدر قيمتها بنحو 18000 ـ 22000 دولار أميركي). كما يضمُّ المزاد ايضا لوحتين للفنان اللبناني بول غيراغوسيان وهماLes Fiancailles و Autour l’Enfant (تقدر قيمة اللوحة منهما بنحو 35000 ـ 45000 دولار أميركي) بالإضافة إلى لوحات للرسامين اللبنانيين المعروفين حسين ماضي، وأمين الباشا، وهاكيت كالاند، وأزادور بزدكيا، بالاضافة إلى أعمال لفنانين آخرين مثل هنيبعل سروجي، ونبيل نحاس.

ومن أعمال الفنان التونسي نجا مهدوي الذي اشتهر بلوحات الخط العربي الساحرة والآسرة، يضمُّ المزاد ثلاث لوحات شهيرة له منها لوحة Calligraphic Abstraction التي يبلغ طولها أكثر من مترين (تقدر قيمتها بنحو40000 ـ 60000 دولار أميركي)، بالإضافة إلى لوحات أخرى لفنانين تونسيين مثل حاتم المكي وأحمد الهاجري، ولوحات للفنانين رفيق الكامل وقيدر تريكي، وقطعة خزفية إبداعية للفنان خالد بن سليمان والتي من المتوقع أن تثير اهتماماً واسعاً بين الحضور.

وحيث ان لوحات الخط العربي تلقى اهتماما واسعا من المهتمين بالفن الاسلامي يقدم المزاد لوحتين شهيرتين للفنان الليبي العالمي علي عمر الرميص الذي يُعدُّ أشهر الرسامين الليبيين على الإطلاق، وهما لوحة: ألف سكون (تقدر قيمتها بنحو 55000 ـ 75000 دولار أميركي) واللوحة الرائعة والضخمة: ميم ثاء ألف (تقدر قيمتها بنحو 85000 ـ 100000 دولار أميركي). ومن المعروف أن الفنان الليبي العالمي علي عمر الرميص يستلهمُ لوحاته الإبداعية الخلاقة من الشعر الجاهلي وشعر صدر الإسلام، حيث يستخدم الأحرفَ الأحادية أو الجماعية لينقل مغزى وفحوى القصيدة الجاهلية أو الإسلامية.

أما من مصر، فيضمُّ المزاد لوحات أخاذة تظهر جمالية وإبداعية الخط العربي، ومنها لوحة الفنان المصري أحمد مصطفى «التوسع باسم الله» (تقدر قيمتها بنحو 100000ـ 120000 دولار أميركي)، علماً بأن لوحات الرسام المصري العالمي أحمد مصطفى المشاركة في المزاد السابق قد حققت أسعاراً غير مسبوقة في عالم أعمال الفنانين العرب. كما يضمُّ المزاد لوحات لنخبة من رواد الفن المصري المعاصر بما في ذلك أعمال رائعة للفنان راغب عياد، واللوحة الشهيرة والمؤثرة «غرق النوبة» (1960) للفنانة المصرية العالمية عفت ناجي (تقدر قيمتها بنحو 25000 ـ 35000 دولار أميركي). كما يضمُّ المزاد أعمالا إبداعية رائعة لنخبة من الفنانين الأحياء من أمثال فرغلي عبد الحافظ وعمر النجدي وفاروق حسني.

ومن أبرز الأعمال الفنية المصرية المشاركة في المزاد لوحةٌ تجريدية أخاذةٌ للفنان المصري فاروق حسني (تقدر قيمتها بنحو 0000 ـ50000 دولار أميركي)، وهو فنان مصري من مدينة الإسكندرية شغل منصبَ مدير قصر ثقافة الأنفوشي الشهير ويشغل حالياً منصب وزير الثقافة. وتبرز لوحات فاروق حسني التي تعودُ إلى ستينيات القرن العشرين الطبيعة ومناظر ساحل البحر في مصر. غير أن رحلة قام بها فاروق حسني لاحقاً إلى فرنسا أحدث نقلة نوعية في أسلوبه حيث بدأ بإبداع سلسلة من اللوحات التجريدية التي حققت له صيتا عربيا ودوليا. ويُعرف فاروق حسني باستخدامه للألوان الجريئة والتعبيرات التجريدية القوية المفعمة بالرمزية المبهرة التي تبدو فرعونية وآلية في الوقت نفسه. ومن أبرز الأعمال المعروضة في المزاد المقبل في شهر فبراير 2007 لوحة باللون الأزرق العبق والتي يقول النقاد إنها واحدة من أكثر لوحاته شاعرية.

كما تشارك في المزاد المقبل أعمالٌ شهيرةٌ لنخبة من الفنانين العراقيين، ومنها أربع لوحات للفنان ضياء العزاوي، اثنتان تعودان إلى تسعينيات القرن العشرين واثنتان إلى سبعينيات القرن نفسه. كما يشمل المزاد لوحة أخاذة للفنانة العراقية سعاد العطار تدور حول أختها الراحلة الفنانة ليلى العطار، وكذلك لوحات للفنانين العراقيين المعروفين إسماعيل فتاح الترك وخالد رحال.

كما يشهد المزاد المرتقب مشاركة قوية للأعمال الفنية الإبداعية الإيرانية الحديثة والمعاصرة وهذا ما يتجلى بمشاركة اللوحتين الخطيتين الشهيرتين لوحة: الأسماء المقدسة Divine Names (1990) (تقدر قيمتها بنحو 50000 ـ 70000 دولار أميركي) واللوحة التي تحمل نفس الاسم (الأسماء المقدسة: 1996، تقدر قيمتها بنحو 20000 ـ 25000 دولار أميركي). ومن ناحية الاعمال الفوتوغرافية يشير وليام لوري المتخصص في الأعمال الفنية الإسلامية والأعمال الفنية العربية والإيرانية المعاصرة «من المثير أن نلاحظ أن من بين أفضل الفنانين الفوتوغرافيين في المنطقة فنانات وضعنَ لأنفسهن رسالة وغاية تتمثل في استكشاف موضوعات مثيرة مثل دور المرأة في الشرق الأوسط المعاصر». يشهد المزاد مشاركة واسعة للأعمال الفوتوغرافية المعاصرة ، إذ يتضمن هذا القسم لوحة ضخمة على القماش للفنان الإيراني العالمي عباس كياروستامي ولوحة أخرى للفنان بهمن جلالي بالإضافة إلى لوحات مميزة للفنان المصري يوسف نبيل، بما في ذلك آخر لوحة ضمن سلسلة من ثلاث لوحات وهي Natacha Atlas (تقدر قيمتها بنحو 20000 ـ 25000 دولار أميركي). وفي هذا السياق، تبرزُ الفنانة الفوتوغرافية المصرية سوزان حيفونة التي أبدعت في الاستعارة الرمزية في لوحة «المشربية» ولوحة «نساء وراء المشربية» (تقدر قيمتها بنحو 15000 ـ 20000 دولار أميركي). ومن أبرز الفنانات الفوتوغرافيات الأخريات الإيرانية شيرين نشأت وشادي غاردريان، حيث استقطبت أعمالهما المشاركة في مزاد شهر مايو (ايار) المنصرم اهتماماً واسعاً.