ضابطة مسلمة ترفض مصافحة رئيس الشرطة أثناء حفل التخرج

جدل جديد في بريطانيا حول الالتزام بالمعتقدات الدينية في أماكن العمل

TT

في اضافة جديدة الى الجدل الدائر في بريطانيا حول مدى حرية الالتزام بالمعتقدات الدينية في مكان العمل أثار رفض شرطية مسلمة مصافحة قائد شرطة لندن لأسباب دينية المزيد من التعليقات حول اندماج المسلمين في المجتمع البريطاني.

وكانت الشرطية التي رفضت المتحدثة باسم الشرطة البريطانية إعلان اسمها، قد رفضت مصافحة قائد الشرطة البريطانية سير إيان بيلر خلال حفل تسليم شهادات لخريجين جدد، حسب تقرير لوكالة (أ.ف.ب).

وقالت الشرطية إنه التزاما منها بالتعاليم الاسلامية لا يمكنها مصافحة رجل غريب وكذلك رفضت التقاط صور لها مع رئيس الشرطة حتى لا تستخدم تلك الصور لاغراض دعائية.

وأوضحت المتحدثة، ان الاستجابة لطلبها جاءت فقط رغبة في عدم الاخلال بسير هذا الحدث الهام، مؤكدة مع ذلك ان الشرطة لا تسمح عادة بمثل هذه المطالب وانه يمكن صرف اي عنصر لا يؤدي واجباته.

وذكرت اسبوعية «ميل اون صنداي» نقلا عن مصادر في الشرطة، ان «سير ايان بلير ابلغ بهذا الطلب لدى وصوله» الى حفل تسليم الشهادات في 21 ديسمبر (كانون الاول) الماضي، مضيفة انه «غضب بشدة لهذا الموقف الذي لم يسبق ان تعرض له».

واوضحت «لكنه وافق على ذلك لعدم اثارة مشكلة»، مضيفة ان القضية اصبحت موضع نقاش بين عناصر الشرطة في سكوتلانديارد الذين تساءل الكثير منهم عن قدرة هذه الشابة على اعتقال اي شخص بسبب «رفضها لمس الرجال». غير ان المتحدثة عقبت بان طلب الضابطة والذي مرر فقط لرغبة المسؤولين لتفادي الحرج يمكن النظر اليه على انه حدث في مناسبة شخصية وان الامر قد يختلف عند ممارسة الضابطة لمهامها الوظيفية.

واضافت الصحيفة ان تحقيقا قد بدأ في الواقعة وان الضابطة التي وصفت بانها ليست من اصول آسيوية قد تتعرض للفصل اذا ظهر ان معتقداتها الدينية قد تؤثر على ادائها المهني. ولكن بعض المراقبين أبدوا قلقهم من أن يثير فصلها، اذا وقع، المزيد من التوتر بين الجالية المسلمة والبوليس البريطاني.

وكانت سكوتلانديارد قد سمحت للضابطات المسلمات بارتداء الحجاب في عام 2001 ويبلع عدد الضباط المسلمين في الجهاز 300 ضابط وضابطة.

وقد حصلت الشرطية على شهادتها بعد ان اجتازت بنجاح جميع الاختبارات المطلوبة خلال دورة تدريبية من 18 اسبوعا شملت تدريبات على الامن تتطلب اتصالا جسديا بشخص اخر.

وفي تطور آخر سمحت شركة بريتيش إيروايز للطيران لموظفيها بتعليق الصليب والشعارات الدينية الأخرى أثناء وجودهم في وظائفهم. وجاء القرار على خلفية النزاع الذي نشب مع إحدى موظفات مكاتب الشركة في مطار هيثرو الدولي في لندن والتي أمرت بعدم وضع الصليب الذهبي فوق الزي الرسمي للشركة أثناء العمل حسب تقرير يو.بي.آي. وعقب رئيس مجلس إدارة شركة بريتيش إيروايز ويلي والش «لقد وجدنا أنفسنا عن غير قصد وسط واحدة من أكثر القضايا الاجتماعية إثارة للجدل في الوقت الحالي».

وأضاف «لقد تمت المقارنة بين ارتداء الصليب حول العنق أو حمل الحجاب ووضع العمائم أو أساور السيخ. ولهذا السبب! قررنا اعتماد بعض المرونة بالنسبة للموظفين والسماح لهم بوضع رمز إيمانهم حول العنق بواسطة سلسلة».

وكانت قضية مماثلة قد أثارت ضجة في بريطانيا العام الماضي عندما رفضت معلمة مسلمة في الرابعة والعشرين خلع النقاب الذي يغطي وجهها. وفي حالة اخرى رفضت محامية مسلمة خلع نقابها اثناء انعقاد المحكمة رغم طلب رئيس المحكمة بان تخلع نقابها حتى يستطيع سماعها وتم تاجيل الجلسة واستبدلت المحامية من قبل شركة المحاماة.

وقد اصبحت قضية اندماج المسلمين في المجتمع البريطاني من اولويات سياسة البلاد منذ تفجيرات تموز/يوليو 2005 التي قتل فيها 52 شخصا في سلسلة هجمات انتحارية قام بها اربعة اسلاميين بريطانيين.