باريس تغازل مهرجان الأوسكار

علاقة تناغمية بين منصات العرض الفرنسية وبساط هوليوود الأحمر

TT

توقيت موسم الـ«هوت كوتير» الذي يسبق حفل توزيع جوائز الأوسكار، يجعله بمثابة محل راق ومفتوح للنجمات وخبيرات أزيائهن، اللواتي حططن الرحال في باريس هذا الاسبوع لمتابعته، لذلك ليس غريبا ان يغازلهن المصممون بتصاميم تستهدف إغواءهن للظهور بها. إيلي صعب، واحد من المصممين المفضلين في هوليوود، إلى جانب جيورجيو أرماني، لكن على ما يبدو فإن المنافسة هذا العام على أشدها وسنرى حضورا لإبداعات جون غاليانو ولاغرفيلد وفالنتينو ولاكروا على السجاد الأحمر، خصوصا ان هؤلاء مستعدون لإعارتهن كل ما يطلبنه، رافعين شعار «غالي والطلب رخيص». بطلة فيلم «تروي» النجمة دايان كروغر، التي حضرت عرضي شانيل وديور قالت بعد عرض هذا الأخير: «اتمتع بعلاقة جيدة مع كل من ديور وشانيل، لذلك فأنا أتصل بهم مباشرة لأطلب ما أريد، خصوصا وانا اعرف تماما مقاييسي بحكم عملي سابقا كعارضة أزياء» لكنها ايضا اعترفت بدبلوماسية انه ليس كل ما يسمى خياطة رفيعة يعني انه أنيقا «لقد ارتديت مرة فستانا، لكنه لم يكن متماشيا مع المناسبة». وإذا كان اي شيء لافت في هذه العروض فهو المنافسة بين بيوت الأزياء على التباهي بعدد النجوم الذي يحلون صفوفها الأمامية. عرض شانيل كان من اكثر العروض الذي ضم العديد من الأجيال، فقد كانت هناك كل من السيدتين بومبيدو وبرناديت شيراك، إلى جانب النجمة سيجورني ويفر والمغنية الفرنسية فانيسا بارادي، والنجمة الشابة كايت بوسوورث وفكتوريا بيكهام وشارلوت كاسيراجي، ابنة الأميرة كارولين أوف موناكو سابقا وأوف هانوفر حاليا، التي تعتبر من زبونات الدار الوفيات. لكن إلى جانب إيلي صعب وشانيل، سنرى بلا شك فستانا من ابداع جون غاليانو الشهر المقبل، إذا كانت شهقات الإعجاب الصادرة عن الراقصة المعروفة ديتا فون تيس صادقة، مع العلم ان غاليانو يستهدف مغازلة السوق الياباني وليس الهوليوودي، لكن لم لا؟ فزيادة الخير خيرين. الأمر لم ينته لحد الآن، فباريس ما زالت تنبض بقوة، فبعد دراما ديور ورومانسية إيلي صعب وعصرية شانيل، قدم كريستيان لاكروا في «باليه دو طوكيو» عرضا شاعريا بكل معنى الكلمة، احتفل من خلاله بمرور عشرين سنة على دخوله مجال الخياطة الرفيعة وبأربعين تشكيلة قدمها لحد الآن. امرأته لربيع وصيف 2007 تبدو موزعة بين القصير والطويل، وحائرة بين الفساتين المستديرة والمستقيمة، وبين جاكيتات البوليرو بأكمامها المنفوخة بل وحتى بين ألوانها. عكس المخضرم فالنتينو الذي ارتبط اسمه تقريبا باللون الأحمر لكنه استغنى عنه تماما هذه المرة لصالح درجات الأبيض والبيج الخفيفة وغيرها من الالوان الهادئة، كان الأحمر حاضرا بقوة في تشكيلة لاكروا إلى جانب الأزرق النيلي والابيض، في قطع استعمل فيها اقمشة خفيفة وناعمة تعانق الجسم وتنسدل عليه برشاقة. تفسيره كان بسيطا: «نحن بحاجة إلى الشعر في حياتنا، وإلى بعض الحنان في هذا الزمن الصعب».

المصمم إيمريك فرانسوا يتمتع بشعبية كبيرة في السوق الآسيوي، أو هذا على الأقل ما تشير إليه النسبة العالية من الحضور في عرضه المبتكر الذي شهده فندق «الغراند هوتيل». إيمريك اكتفى بثماني عارضات ارسلهن مرة واحدة إلى منصة العرض ليبدأ في إضافة قطع جديدة ومتناسقة على ما يلبسنه، ليخلق بذلك مفهوما جديدا لموضة «الطبقات المتعددة» التي سادت في المواسم الماضية، وكأنه ساحر يحرك عصاه ليتغير المظهر في لمحة عين.