المطبخ يزحف على غرفة الاستقبال في المعرض الدولي للأثاث في كولون

تصاميم مستقبلية من زُها حديد وناوكو فوكوساوا تستعرض العلاقة بين التصميمين المعماري والداخلي للبيوت

TT

يأكل الإنسان اليوم مع ضيفه وينادمه في المطبخ بدلا من إرساله إلى غرفة الاستقبال، ولهذا فقد شهد المعرض الدولي للأثاث هذا العام في كولون بألمانيا، ولأول مرة، نزعة زحف المطبخ إلى غرفة الاستقبال. وقدمت معظم الشركات الكبيرة المشاركة في المعرض، وهي 1200 شركة من 60 دولة، عروضا تجمع بين عناصر المطبخ وغرفة الاستقبال.

وطبيعي فإن تحويل المطبخ إلى غرفة استقبال يتطلب الكثير من اللمسات التي تطيب للنظر ولا تقلق بال الضيف بروائح الطبخ. فدواليب المطبخ خشبية تختفي الإضاءة داخلها، الطباخ يغوص في المنضدة بلمسة زر، تنفتح أرضية الدولاب بلمسة أخرى لتظهر منها مدفأة غازية جميلة، يمكن خفض منضدة الطعام بواسطة لوالب لتناسب المقاعد «المتحولة»، التلفزيون مفلطح ومعلق على دواليب المطبخ والستيريو مخبأ داخل دولاب مضيء.

وقطع «الأثاث الذكية»، والقطع «المتحولة»، والأثاث «الموروث» هي من أهم نزعات المعرض هذا العام. ويعبر مفهوم الأثاث الموروث عن العودة إلى القديم عن طريق قطع الاثاث الحديثة التي تحاكي القديم في صناعتها وخشبها ومتانتها. اما قطع الاثاث الذكية فهي عبارة عن منضدة كومبيوتر يغوص الجهاز وملحقاته داخلها لتتحول إلى منضدة طعام، أو عبارة عن ثلاجة تخبر عن النواقص المحتملة في محتوياتها من الأطعمة أو أضوية لا تحتاج إلى كهرباء وتضيء في المساء بفعل مخزون خلاياها الضوئية من نور شمس النهار.

كما واصلت الشركات عرض قطع أثاثها «المتعددة الوظائف» والمتحركة، وهي نزعات المعرض منذ اكثر من عشر سنوات. فقطع الاثاث الحديثة يمكن استخدامها ككنبة أو كمنضدة بحركة أو اثنين، والفراش يتحول إلى كنبة بلمسة إصبع والكرسي ملون ووضاء يعوض عن المصابيح والثريات. والقطع المتحولة عبارة عن تشكيلات من موبيليا غرف الجلوس يمكن تكوينها بمستطيلات ودوائر وأشكال هندسية غير معهودة يوميا.

وحسب تعبير ديرك اوفة-كلاوس، من ادارة المعرض، فقد تحولت شركات الموبيليا إلى ساحرات تحيل غرفة النوم إلى غرفة جلوس وتحول المطبخ إلى عربة جميلة وخيول تقود سندريلا إلى حفلة. فهناك لأول مرة كنبة ـ منضدة يضطجع عليها الإنسان للكتابة على الكومبيوتر بدلا من الجلوس عليها، ويمكن تحويلها بعد العمل إلى سرير. السرير مصنوع بأكمله من مواد مضيئة تستخدم تقنية LCD لتوفير النوم الهادئ والأجواء الشاعرية لمن يرغب. كما عمدت شركات السجاد إلى انتاج سجاد مضيء، سجاد من مواد صناعية تحاكي زهرة للوتس ولا تنتشر عليها السوائل المنسكبة ولا تثبت عليها الأوساخ، سجاد داخله أقنية لتمرير الأسلاك الكهربائية التي قد تسيء إلى اناقة الغرف، وسجاد يضمن عدم انتقال فطريات القدم من خلاله.

وفي جناح «عبقرية التصميم» عرض عباقرة الهندسة المعمارية رؤياهم المستقبلية للعلاقة بين التصميم الداخلي للأبنية وطرازها المعماري. وقدمت البريطانية (من أصل عراقي) زُها حديد والياباني ناوكو فوكوساوا، تصوراتهما عن التصاميم الخارجية المستقبلة في نماذج اجتذبت الكثير من الزوار.

وللبيت المستقبلي نفسه، في القاعة التي تحمل اسم «صافي»، عرضت «فولكة» الألمانية مطبخا دوارا بشكل اسطوانة تختفي كافة الدواليب والأجهزة داخله. ويتيح المطبخ، بعد فتحه مساحة 3 أمتار مربعة ويحتوي على طباخ وثلاجة ومجمدة وميكروويف وغسالة إضافة إلى دواليب المطبخ الأرضية والمعلقة. يبلغ قطر المطبخ الذكي المدور (1,8 متر) ومصنوع من الخشب والألمنيوم ومن تصميم الفريد الفربيك.

وعرضت شركة «تانديم» الألمانية كنبة أنيقة من الخشب والالمنيوم للشواطئ يمكن دفعها على الرمل بدلا من حملها. وهي عبارة عن دولابين بعرض 100 سم تدور عليهما «سجادة» من ألواح خشبية رقيقة كما يدور الجنزير على دواليب الدبابة.

واجتذبت كراسي رامبولي، من شركة فيترا الإيطالية، العديد من الأطفال بسبب أشكالها الحيوانية، وألوانها وإضاءتها. وهي كراس أمينة وثابتة لغرف الأطفال. وعرضت شركة MDF الايطالية رفوفا دوارة للكتب بمختلف الألوان والأحجام يمكن أن تختصر المساحات التي تحتلها الرفوف الجدارية إلى حد كبير.

السرير الوضاء بتقنية LCD كان من تصميم المهندس الكسندر هامكة من شركة الألمانية ABB التي يتخصص أساسا بالصناعة الإلكترونية. والسرير وملحقاته يضيء ويوفر أجواء شاعرية وهادئة لمن يرغب.

وابتكرت شركة شتايهوف السويسرية سجادا يتمتع بحماية طبيعية ضد الأصباغ والزيوت والاتساخ عموما. والسجاد مصنوع من مادة خاصة تم فيه تقليد سطح زهرة اللوتس التي لا يقف عليها المطر. استخدمت الشركة أنابيب بالغة الصغر في صناعة نسيج سجادة Living Test وهي دخول جديد للتقنية النانوية في صناعة الأثاث.

وعدا عن المطبخ وغرفة الاستقابل فقد استأثر السرير باهتمام المعرض هذا العام حيث تم تخصيص قاعة كاملة له. وتستجيب الوسائد الحديثة التي عرضت للمواصفات الطبية العلمية التي صاغها البروفيسور يورغن زوللي في مؤتمر علماء النوم في ميونخ العام المضي. فهي مصنوعة من مواد تدعم وضع الرأس اثناء النوم بمستوى الكتف. اللحاف كبير وخفيف من مادة مسامية للتهوية وتمرير الرطوبة، لأن 80% من الرطوبة المنطلقة من جسم الانسان تصعد إلى اللحاف. علما بأن الإنسان يعرق كمية نصف لتر من الماء كل ليلة. المرتبة المثالية من حجم 100X 200 سم ومصنعة من مواد تختلف بصلابتها حسب ثقل أجزاء الجسم. ثم أنها تمرر الهواء وتمنع الرطوبة والعث، لكن ينبغي تبديلها بعد 6 سنوات بعد أن تكون قد امتلأت بالعث. إما الخشب الذي يوضع عليه السرير فمصنوع من خشب ومواد صناعية تتيح حركة جسم الإنسان في كافة الاتجاهات، ثم إن مقاومتها للوزن المسلط عليها يختلف في الوسط عن الجانبين.

وأخيرا، كشفت إحصائية المعرض أن الألمان ما يزالون أبطال العالم في شراء الأثاث. ويخصص الألماني 500 يورو سنويا كمعدل لتجديد بيته منها 380 يورو لشراء قطع الأثاث الجديدة.