موسم الفقع يبدأ بأسعار مرتفعة وشكوك حول موطن المعروض منه

تعتبر رائحته دليلا على وقت جمعه

TT

يرتبط موسم سقوط الأمطار في فصل الشتاء، أو الوسم، في عقول أبناء المناطق الشمالية من السعودية، بموسم الفقع، كما يسمى محلياً، أو الكمأة (الأسم العلمي له) حيث بدأت منذ ما يقارب الـ 20 يوماً، طرح كميات منه في الأسواق، يتراوح سعر الكيلو منها في الفترة الحالية ما بين 120 ريالا للجبا، أحد نوعي الفقع، إلى 200 ريال للزبيدي، النوع المفضل لمحبي الفقع، وهذه الاسعار تزيد وتنقص بحسب الوفرة وجودة المعروض، بينما يتراوح سعر السلة من الفقع ما بين 1000 إلى 1500 ريال.

يقول أحمد الغنيمي، وهو من أبناء مدينة حائل (شمال السعودية)، إن العائلات كانت في أوقات سابقة تخرج في رحلات برية لجمع (الفقع)، حيث تخيم هذه العائلات لمدة يومين أو ثلاثة أيام في المناطق الصحراوية، لجمعه. ويشبه الغنيمي، الذي شارك في أوقات سابقة في جمعه، شعور من يكتشف درنات الفقع بشعور الصياد عندما يوقع بطريدته.

وبحسب الغنيمي فان العائلات عندما تجد مواقع مناسبة لجمعه فإنها تجمع كمية كبيرة منه ليس للبيع كما يحدث الآن، ولكن لتقوم بتخزينه ومن ثم تقديمه للضيوف كوجبات تدل على المحبة والكرم، كما يعتبره البدو من أفضل الطعام الذي يقدم للمرأة بعد الولادة، فيما يتعبر البعض ماء الفقع، بعد طبخه علاجاً ناجعاً لأمراض العين.

يبدأ جمع درنات الفقع في الصباح الباكر، كما يقول الغنيمي، أو عند غروب الشمس، حيث تتشقق الأرض عن درنات الفقع، مما ينبئ محبيها عن أماكن وجودها، بينما في فترة الظهيرة تنكمش الدرنات، فلا يعرف موقعها.

ينقسم الفقع إلى قسمين رئيسيين، الجبا وهو درنات داكنة اللون، والزبيدي وهو ذو لون فاتح، ويقدم الفقع على الموائد بعد أن يطبخ مع اللحم، أو يسلق في الماء العادي ويقدم مع السمن البلدي، كما تعتبر رائحة الفقع دليلا على وقت جمعه، فكلما تخف رائحته يكون ذلك دليلا على قدمه أو على تبريده. الأخوان، أحمد وفهاد الشمري، يستثمران في كل موسم ما لديهما من نقود في هذه البضاعة، يقول فهاد الشمري «نشتري كمية من الفقع بمبلغ 10 آلاف ريال من مدينة عرعر (شمال السعودية)، وهي كمية تكفي بالكاد ليوم واحد» ويضيف أحمد الشمري «نشتري من التجار هناك، ولو قمنا بجمع هذه الكمية بأنفسنا من الصحراء، لاستغرق الأمر منا 3 إلى 4 أيام».

مشرف الشمري، أحد باعة الفقع في سوق الخضار بالدمام، يعمل في هذا المجال منذ سبع سنوات، يقول «اسعار هذا العام مرتفعة ولكن أعلى الأسعار كانت في العام 2004 حيث وصل سعر الكيلو إلى 250 ريالا». الشمري بدأ يفاوض عبد اللطيف المبيض (أحد الزبائن) ويخفض له في السعر عله يشتري بينما المبيض يرى أن أسعار هذه السنة مبالغ فيها، وان السعر الحقيقي للكيلو بين 70 و75 ريالا.

يقول خالد العبيد (أخصائي حماية المستهلك في الهيئة الملكية للجبيل وينبع) بعد أن تجول على بسطات الفقع «كل الفقع الموجود في السوق مستورد من المغرب والجزائر، ويصل إلى السوق عن طريق الكويت»، فيما لم تسجل حالة جمع فقع واحدة في الصحارى الشمالية من السعودية، والسبب ـ كما يقول العبيد ـ هو شدة البرد وتأخر سقوط الأمطار.

وأشار العبيد إلى أن ارتفاع الأسعار ناشئ عن قلة المعروض منه، حيث أن دخول الفقع إلى الأسواق يتم بطريقة غير نظامية، وقال «إن الهيئة الملكية في الجبيل منعت بيع الفقع، لأنه خزن بطريقة غير صحية».

أما هاتف محمد محسن، أحد باعة الفقع، فيقول إنه خسر ما يقارب 5000 ريال في مدينة الجبيل، حيث تمت مصادرة ما قام بعرضه من الفقع، بدعوى أنه غير صحي، ويضيف «قمت بشراء هذه الكمية من تجار في مدينة عرعر، ولم يقل أحد إن الفقع الذي في السوق مستورد من المغرب أو من الجزائر» مشيراً إلى أن «المستورد لا يسمح بدخوله من المنافذ البرية السعودية».