انتصار شيلبا «الضحية» و«الرجل الصالح» جيرمين

بريطانيا غسلت أخطاء «الأخ الأكبر» بـ63 في المائة من الأصوات لصالح المشاركة الهندية

TT

توج البريطانيون مساء الاحد الماضي، الممثلة الهندية، شيلبا شيتي، «ملكة» على برنامجهم «ذي بيغ براذر»، او «الاخ الاكبر»، بعد ثلاثة اسابيع من جدل لم يسبق ان عرفته أي من حلقات البرنامج الذي تبثه القناة الرابعة.

فوز شيتي بالموقع الاول في «الاخ الاكبر»، اعفى البريطانيين من مسؤولية المعاملة السيئة التي لقيتها الممثلة الهندية في الاسبوع الثاني من عروض البرنامج، على يد عصابة «الساحرات الثلاث»، جايد غودي، التي سبق وفازت في البرنامج عام 2001، وفتح لها فوزها الطريق لتكوين ثروة قدرت بثمانية ملايين جنيه استرليني، وجو اوميرا المغنية السابقة في فريق «س ـ كلب سيفن»، والعارضة الشابة دانيال لويد، وما استتبع ذلك من اتهام للفتيات الثلاث ولجودي التي تزعمت الحملة ضد شيلبا، بالعنصرية والمعاملة السيئة وغير اللائقة.

موقف شيتي الذي تميز بالهدوء والعقلانية خلال اكثر حلقات الجدل عنفا وإساءة، وترفعها عن الردود، ورفعها درجة مشاركتها في البرنامج الى مستوى «السفيرة» الممثلة لبلادها، حقق لها اوسع التفاف من قبل المشاهدين، فبالإضافة الى تعاطفهم الكبير معها، قرروا الاحتفاء بالضيفة الهندية ورد الاعتبار لها بالتأكيد ان لا مكان للعنصرية في بريطانيا.

بعد انتصارها الصاخب وسط احتفاء المستقبلين، وتحت قبة من سماء غطتها الالعاب النارية، رفضت الممثلة الهندية الدخول في جدل حول ممارسة زميلاتها البريطانيات الثلاث ضدها. وقالت في المقابلة التقليدية التي تجريها مقدمة البرنامج عادة، دافينا ماك كول، مع الخارجين من «البيت»، وبالطبع مع الفائز في البرنامج الشهير: «اشياء كثيرة تحدث بين الناس، وأنا متأكدة من ان جايد غودي لم تقصد ان تكون عنصرية، هي فقط عدوانية صغيرة، سريعة الانفعال، ولكنها ليست عنصرية. اريد ان اترك بريطانيا دون ان اسبب متاعب لأي كان». وقدمت شيلبا الشكر لبريطانيا «التي منحتني هذه الفرصة وجعلت بلدي فخورة» على حد قولها.

وجاء في المرتبة الثانية جيرمين جاكسون (52) الشقيق الأكبر للمغني العالمي مايكل جاكسون وعضو فرقة «جاكسون فايف». جاكسون المسلم الذي احضر معه الى «البيت» سجادة الصلاة، وشاهده ملايين البريطانيين يؤدي الصلوات امام الكاميرا، تميز بالنضوج والهدوء المثير للاعجاب، والذي ربما لم تتميز به أي من الشخصيات التي شاركت في حلقات البرنامج السابقة على الاطلاق. لعب جيرمين خلال فترة اقامته التي امتدت حتى النهاية، بجدارة دور «الحكيم العادل» ووسيط المنازعات القادر على معالجة القضايا والخلافات الطارئة بين نزلاء «البيت» الواحد، وقدم شخصية «الرجل الصالح» التي تستحق الاحترام العميق فاستحق المرتبة التي نالها. وجاء ديرك بنيديكت العضو السابق في فريق «أي ـ تيم»، الذي عرفه المشاهدون في الشرق الاوسط بمسلسل «مسترـ تي»، في المرتبة الثالثة ـ تعرف اليه مشاهدو «الأخ الأكبر» بسيجاره الطويل الذي لا يفارق اصابعه وشفتيه، ولم يفارقه منذ كان عضوا في الفريق. يان واتكينز احتل المرتبة الرابعة، وجاءت دانيال لويد (23) في المرتبة الخامسة ثم جاك تويد (19)، صديق جايد غودي، في المرتبة الاخيرة.

دانيال وجاك كانا اول من اخرج من «البيت» ضمن الحلقة الأخيرة للبرنامج، وقد صدم كلاهما حين عرضت امامهما مشاهد من ردود الفعل على ممارسات غودي، والتي شاركت فيها دانيال نفسها، ضد شيلبا شيتي. وكانت ضحكاتها وتعبيراتها الساخرة وسط الجدل الصاخب قد عكست «تشفيا» بغيضا، والتمتع الكريه بمشاهد الاساءة التي تعرضت لها المشاركة الهندية. قالت دانيال (23) تعقيبا على ذلك «كنت اعتقد ان الجدل لم يكن اكثر من ثرثرة بنات، لا اظن ابدا اننا كنا عنصريين». يذكر ان القناة الرابعة كانت قد تلقت 40 الف شكوى ضد ما تخلل برنامجها من ممارسات وصف اغلبها بالعنصري. وقد أثار البرنامج جدلا كبيرا في انجلترا والهند وتصدر اخبار وسائل الاعلام على مدى ايام. وفي اوج الفضيحة، تمت مساءلة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مجلس العموم حول هذه القضية التي اثرت ايضا على زيارة وزير المالية غوردون براون الى الهند.

وذكرت وسائل الاعلام البريطانية ان احدى المشاركات في البرنامج جايد غودي التي قرر المشاهدون اخراجها من البرنامج الاسبوع الماضي لأنها كانت عدائية بشكل خاص تجاه شيتي، تلقت اتصالا من الشرطة في اطار التحقيق الذي فتح بتهمة توجيه اقوال عنصرية.

وقد زاد عدد مشاهدي البرنامج بشكل كبير بسبب هذا الجدل ووصل الجمعة الماضي الى 8.8 مليون مشاهد، في رقم قياسي في تاريخ البرنامج. وفي الهند اشاد اقرباء وجيران الممثلة الهندية امس الاثنين بفوزها حسب تقرير وكالة أ.ف.ب.

وقال فيرن شاه الذي يقيم قرب منزل عائلة شيتي في ضاحية بومباي (غرب) «انه امر جايد ان تفوز ممثلة هندية ببرنامج بريطاني». وقال اخر «لم اكن اتوقع ان تفوز شيلبا لانه برنامج بريطاني يبث على التلفزيون البريطاني». وفي اوج الجدل، دافع قراء هنود في الصحف عن شيتي معتبرين ان «الاقوال العنصرية ضدها لم تكن اهانة لها فحسب وإنما إهانة لكل الهنود».

نزلاء بيت الأخ الكبير

* شيلبا شيتي: حين دخلت بيت «الأخ الأكبر»، لم تكن شيلبا معروفة لأي من المشاركين، وربما لغالبية المشاهدين، لكن أداء نجمة «بوليود» الهندية خلال حلقات البرنامج، أكسبها مكانة خاصة في قلوب المشاهدين.

* كين راسل: تقلب في مهن متعددة حتى استقر مخرجا سينمائيا، وكان وما يزال مصورا أيضا. أكبر المتسابقين سنا، 79 عاما، خرج بقرار شخصي من بيت «الأخ الأكبر» محتجا على انضمام عائلة جايد غودي الى البرنامج.

* جيرمين جاكسون: الأخ الأكبر لمايكل جاكسون، وقد أعلن إسلامه منذ فترة، واتخذ من محمد عبد العزيز اسما له. جيرمين أو محمد، عضو سابق في فرقة «جاكسون فايف»، وهو عازف غيتار. بدا خجولا عند دخوله «البيت»، لكنه قدم لاحقا أداء مميزا، واحتفظ بعلاقات جيدة مع جميع المشاركين الآخرين.

* جايد غودي: بدت مشاركة جايد غودي في البرنامج كارثية بقدر ما كانت مشاركتها الاولى فيه عام 2001، مفتاح سعادتها وسلم تسلقها عالم المشاهير في بريطانيا؛ فالسمعة السيئة التي اكتسبتها نتيجة خلافاتها ذات الطابع العنصري مع شيلبا، أفقدتها الكثير. جايد كانت الخاسر الأكبر ربما على مستوى جميع حلقات البرنامج منذ بدأ بثه.

* دانيال لويد: ملكة جمال بريطانيا السابقة، التي لم تتمكن من الاحتفاظ باللقب طويلا، فقد تم سحبه منها إثر نشر صور شبه عارية لها. دانيال تحولت سريعا، وبسذاجة لافتة، الى عضو في «عصابة الساحرات الثلاث» الى جانب غودي وأوميرا، واكتسبت سمعة سيئة إضافية.

* جو أوميرا: مغنية فريق «اس ـ كلب ـ سفن»، لم تحتفظ ببقايا ماضيها، ودخلت شريكا في «عصابة» التحرش بشيلبا. الوجه الآخر لحضورها لم يكن أكثر من ممارسة النميمة والتحول الى «منفضة سجاير» متنقلة في أرجاء «البيت».