صحافيون سعوديون يشاركون في مسابقة الكبسة

بعيدا عن مطبخ الصحافة

TT

ظهرت موهبة الطبخ عند صحافيين سعوديين أمس الأول وهم يشاركون في تنافس أقامته إحدى شركات الارز الكبرى في السعودية في أول مسابقة من نوعها يشارك فيها صحافيون بعيدا عن مطبخ «الصحافة» الذي تعودوا يوميا على صنع وجباتهم فيه. وبدت الشركة الراعية ذكية في اختيار «الكبسة» موضوعا لمنافستها وهي التي تحظى بشعبية كبيرة في الاوساط السعودية، حيث استبدل الصحافيون القادمون من صحف مختلفة وقنوات تلفزيونية، الأدوات التقليدية (المسجل، الكاميرا، الاوراق) بأدوات جديدة تمثلت في (السكاكين، الصحون، أواني الطهي) ليشكلوا في المطبخ المجهز للمسابقة في الدور الثالث عشر من فندق هيلتون، صورة مغرية لفلاشات المصورين غير أن رفضهم للتصوير كان سمة بارزة رغم حرصهم في يومياتهم الصحافية على التقاط الصور للاحداث التي يقومون بتغطيتها.

يقول بدر الربيعان وهو إعلامي في إحدى القنوات الفضائية «الفكرة في حد ذاتها رائعة لكن غياب الصحافيين أنفسهم عن الحدث قلل من إثارة المشهد، لقد استمتعت كثيرا بالتعرف على جوانب أخرى في حياة زملائي» وليضيف مداعبا «بعضهم بارع في الصحافة لكن علاقته بالمطبخ لابد أن لا تزيد على هذه المشاركة».

من جهتها أرجعت الجهة الراعية للفكرة غياب الاعلاميين عن الحضور رغم تأكيداتهم السابقة أن تزامن يوم عاشوراء وصيام الاكثرية قلل من نسبة الحضور الاعلامي، مؤكدين جديتهم في إعادة التجربة مرة أخرى في الرياض والدمام وبتغطية إعلامية أكبر. وقال أحد الحضور معلقا على طعم تلك «الكبسات» التي صنعها الصحافيون «الطعم كان متشابها لكن حرارة الفلفل والبهارات اختلفت بين المشاركين» فيما علق آخر بالقول «بعض الصحافيين حاول نقل مهارته في الاثارة والحرفنة في العمل الصحافي بإثارة وحرارة عالية على مستوى البهارات في طريقة الطهي، كانت تجربة لذيذة». الطهاة في المطعم المخصص للصحافيين اكتفوا بالمشاهدة وهم يتندرون على طريقة بعض المشاركين في تقطيع «البصل» وتحضير المقادير خاصة أن لهم طريقتهم المعتادة وفق أنظمتهم الصارمة، فيما حوّل الصحافيون الاربعة المكان إلى ساحة من الفوضى العارمة. يقول أحد الطهاة معلقا «المكان بات أشبه بساحة معركة كانت الصحون هي الخاسر الاكبر نتيجة التكسير» ويكمل ضاحكا حول طريقة أحد الاعلاميين في الطهي من دون ماء «أول مرة أعرف أن الأرز يمكن طهيه من دون قطرة ماء واحدة» ليشاركه صديقه الضحك «ربما كان الصحافي مع ترشيد المياه في مدينة جدة التي تعاني من أزمة خانقة تحولت إلى قضية صحافية من الدرجة الاولى طوال الاشهر الماضية».

والطريف في الأمر أن الاعلاميين الاربعة المشاركين في المسابقة رفضوا التصريح والتصوير من دون تقديم أعذار مقنعة رغم تذمر الوسط الاعلامي السعودي الدائم من صعوبة الوصول للمعلومات المناسبة في الوقت المناسب نتيجة رفض بعض المسؤولين للتصريح، مكتفين بتوجيه الدعوة وبدعابة واضحة للعدد القليل من الحضور بأخذ الاحتياطات الطبية اللازمة قبل الشروع في تناول ما صنعته أيديهم وأيهم يستحق «السبق» في صراع «الكبسة».