حرب مزادات فنية بين سوذبيز وكريستيز

بدأ بعض المراقبين التحدث عن دخل جديد لبريطانيا، لم يقصدوا بذلك ما ستدره الكازينوهات على خزانة الدولة، بعد ان وافقت الحكومة هذا الأسبوع على السماح لبعض المدن، التي كانت مانشستر في شمال انجلترا اولها، بافتتاح صالات للمقامرة. الدخل الجديد هو ما ستجلبه الضرائب من مبيعات للأعمال الفنية في دور مزادات كريستيز وسوذبيز. اذ سيحضر الأثرياء جدا جدا من اجل «المقامرة»، كما وصفها احد النقاد، لشراء اللوحات الفنية المفضلة لديهم، التي قد تجلب لهم الملايين في السنين القادمة. وفي الأسبوع المقبل ستعرض دار كريستيز اعمالا فنية قدرت قيمتها بـ200 مليون جنيه استرليني، ومنافستها دار سوذبيز ستعرض هي الأخرى اعمالا شبيهة قدرت هي الأخرى بأكثر من 207 ملايين جنيه. أي ان كلا الدارين ستقدم اعمالا انطباعية وحديثة وعصرية، اعتبرت الأكبر في عددها وقيمتها خارج الولايات المتحدة الأميركية، بقيمة تزيد عن 400 مليون جنيه استرليني (800 مليون دولار). ولكن شدة المنافسة قد تزيد القيمة وتدفعها قريبا الى المليار دولار، وتكسر السجل بالنسبة للعديد من الأعمال الفنية. اما صالات المزاد فسيكون نصيبها من العمولة اكثر من 50 مليون جنيه استرليني. وحسب التوقعات، فان صالات المزاد ستكون مزدحمة ليس فقط بالأوروبيين الغربيين، اكبر مستثمرين في الأعمال الفنية، ولكن ايضا بأصحاب الملايين، ممن ينتمون الى الأسواق الواعدة في روسيا ودول أوروبا الشرقية، الشيوعية السابقة، وكذلك الأثرياء العرب والصينيين واليابانيين. وقال مصدر قريب من المزادات، كما ذكرت صحيفة «الديلي تلغراف»: «نأمل في ان نحصل ايضا على جزء من العشرة مليارات جنيه، التي دفعت كحافز اضافي للعاملين في الحي المالي اللندني خلال فترة اعياد الكريسماس، أي ان يستثمر هؤلاء بعض اموالهم في الأعمال الفنية».

ومع ان المزاد لن يفتتح رسميا بعد، الا ان المداولات الخفية قد بدأت، حسب المصدر. وبدأت السيارات المصفحة بنقل بعض الأعمال الفنية من الصالات الى بيوت الأثرياء من اجل مشاهدة هؤلاء للأعمال معلقة في بيوتهم قبل شرائها. كما ستقيم دور المزادات خلال هذه الأيام الحفلات الخاصة للأثرياء «حتى تضعهم في الصورة». وستكون هناك اعمال تناسب معظم الأذواق. واذا لم تكن من المعجبين باعمال رينوار او مدلياني او فرانسيس بيكن او ورهول او بيكاسو او سيزان، فهناك ايضا مانيه وغوغين ومتيس وليتشستاين.