استضافت أخيراً صالة «دار البعث» في دمشق معرض الفنانة التشكيلية السورية إلهام جبور الذي جاء تحت عنوان «المرأة الخصب والعطاء» حيث قدمت جبور حوالي 45 عملاً جديداً لها تناولت في معظمها المرأة الشرقية وجمالياتها حيث استخدمت أسلوبها المميز من خلال الزخرفة اللونية وفن المنمنمات وتوظيف الألوان ببريقها وألقها لإظهار جماليات اللوحة ومضمونها، كما استخدمت تقنية الألوان الزيتية في تنفيذ أعمالها.
وجبور، التي ولدت في مدينة حلب، بدأت بممارسة موهبتها الفنية في الرسم منذ المرحلة الابتدائية، وفي المرحلة الإعدادية شاركت في أحد هذه المعارض التي افتتحها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وانتقلت في أوائل ثمانينات القرن الماضي إلى دمشق لتمارس نشاطها الفني. تقول بطاقتها إنها درست الفن دراسة خاصة في فرنسا على يد أستاذ الهندسة المعمارية الفنان الفرنسي كابلان حيث تعلمت منه أصول الفن التشكيلي، ومن ثم عمقت تجربتها الفنية من خلال المعارض الفردية التي وصل عددها إلى 11 معرضاً فردياً أقامتها في العديد من المدن العربية. كما شاركت في معارض جماعية عديدة ومنها معارض نقابة الفنون الجميلة في سورية.
وحول تركيزها على التراث الشرقي والمنمنمات قالت جبور: «تراثنا رائع وغني بالمفردات الجمالية، ومنه استوحيت أعمالي وتأثرت به كثيراً، فهو مصدر إلهامي الفني، وأردت من خلال هذا الأسلوب الزخرفي أن أساهم ولو بشكل متواضع في الحفاظ على التراث العربي وتقديمه للمشاهد من خلال أعمالي الفنية. وحول جديدها القادم قالت جبور لـ«الشرق الأوسط»: «بعد معرضي هذا هناك دعوة لي للمشاركة في تظاهرة نسائية ستقام في دمشق في شهر مارس (آذار) المقبل بمناسبة يوم المرأة العالمي حيث سأعرض عدداً من أعمالي التي تتناول المرأة أيضاً». وحول مراحل إنجاز اللوحة لديها قالت «عندما اختار موضوع العمل وهو غالباً من مخيلتي وأضع الخطوط الأولية له أبدأ بالتفرغ للعمل، وقد يستغرق إنجاز اللوحة عندي أياماً وأحياناً أسابيع حيث يحتاج فن الزخرفة والمنمنمات إلى بال طويل وصبر وتأن، كما أنني أحاول في كل أعمالي أن لا أترك أي فراغ في اللوحة حتى تأتي مكتملة غنية، وهذا أيضاً يحتاج لجهد كبير ووقت حتى أوصل اللوحة إلى مرحلة العرض.
تحدث عنها العديد من النقاد التشكيليين في سورية مشيدين بتجربتها المتميزة في التراث وتجسيدها للمرأة الشرقية حالمة مفعمة بالحيوية والنشاط ومزينة بأجمل ما يظهر أنوثة وجمال المرأة الشرقية.