تشكيلات تجمع بين الجد والمرح والبريطانيون لم يتخلصوا من «جنون» لندن

TT

اصابت تشكيلة المصممة بهناز سارابور الحضور بالحيرة، فرؤيتها لم تكن واضحة، الأمر الذي تجلى في تصاميم من الصعب القول ما إذا كانت تتوخى الأسلوب القوطي أو العصري أو الحداثي. أكبر مثال على ذلك فستان قصير باللون الرمادي زينته سحابات باللون الأصفر الفاقع، وفستان اسود من المخمل بأسلوب قوطي تم تنسيقه مع معطف من الكشمير، باستثناء بعض القطع التي يمكن ان تروق للنجمات الشابات من أمثال ليندسي لوهان، فإن العرض ككل جاء غامضا ومحيرا، عكس عرض نارسيسو رودريغيز، الذي حرص ان يكون عرضه خفيف الظل وخفيفا على النفس. وهذا ما صرح به خلف الكواليس بقوله إن «الحياة ثقيلة بما فيه الكفاية». كل شيء في تشكيلته كان مهندسا بشكل رائع، لا يمكن إلا ان يروق للمعجبات باسلوبه من مثيلات سارة جيسيكا باركر وميشا بارتون. فكل قطعة مفصلة بالقلم والمسطرة لتليق بأجمل المناسبات، ولا تستثنى القطع الخاصة بالنهار من ذلك. مرة اخرى الاسود والرمادي كانا الغالبين على تشكيلته لكنه نجح في إضفاء لمسة عصرية عليهما من خلال فساتين وبنطلونات تبدو من بعيد كأنها منحوتة على مقاس الجسم. لكن ليس كل شيء في نيويورك كان جديا، فقد قدمت نانيت لوبور تشكيلتها الخاصة بماركة هيذيريت بأسلوب مرح وبماكياج يستحضر صور البهلوانات، وكأنها تريد ان تقول انه لا يجب اخذ الموضة محمل الجد، وانها متعة أكثر منها أي شيء آخر. الألوان جاءت فاتحة ومتضاربة والتصاميم شابة للغاية، أي انها قد لا تناسب الخمسينات وما فوق، هذا إذا اعتبرنا ان الأربعين حاليا هي الثلاثون قديما.

من جهة ثانية، قد يكون البريطانيون قد أداروا ظهورهم للندن، لكنهم لم يستطيعوا ان يتخلصوا من الأسلوب اللندني المميز. لويلا بارتلي قدمت تشكيلة قريبة من أسلوب «البانكس» لكن بترجمة تتناسب وتطور الزمن، قد تجد لها سوقا في بريطانيا، لكن من الصعب أن تهضمها النخبة، التي تحضر عروض نيويورك، بسهولة، فيما ظلت المصممة اليس تامبرلي وفية لأسلوبها الذي يتميز باستعمال الكشمير والنقوشات الكبيرة، وإن ابتعدت في هذه التشكيلة عن التطريزات الكثيرة التي عودتنا عليها سابقا. ابن بلدها، ماثيو ويليامسون، أيضا ابتعد عن التطريزات التي ميزته وجعلت المرأة تتقبلها منه. فهو، على ما يبدو، يحاول ان يخلق خطا جديدا حتى لا يتهم بتشابه تصاميمه الخاصة مع التصاميم التي يقدمها لدار إيميليو بوتشي الإيطالية، التي التحق بها منذ حوالي عام ونصف العام. فحبه للالوان معروف ولم يحاول يوما إخفاءه، لكنه في هذه التشكيلة اختار الوانا غامقة وبدرجات داكنة تفتقد لألوان الطاووس التي لم يكن يضاهي بريقها سوى بريق النجمات اللواتي كن يلبسنها، وبهذا يلتقي مع المصممة بهناز سارابور في إصابتنا ببعض الحيرة.