ضجة كبيرة تسبق عرض جوليان ماكدونالد

النجم الحقيقي هو كريستوفر كاين

TT

يمكن مقارنة المصمم الويلزي جوليان ماكدونالد بالإيطالي روبرتو كافالي، من حيث حبه لكل ما هو مترف، وخاصة الفرو وبريق الذهب وكشف الجسد، الأمر الذي يبدو غريبا على جو لندن، الذي يغلب عليه الابتكار والحس الفني أكثر. لكن ماكدونالد، الذي كان مصمم دار شانيل، كارل لاغرفيلد أول من انتبه إلى مواهبه ووكل له مهمة تصميم مجموعة صغيرة لدار شانيل بعد تخرجه مباشرة، وقبل أن يعمل كمصمم فني لدار جيفنشي، قرر العودة إلى لندن منذ بضع سنوات، وجلب معه حب البريق ولفت الانتباه.

فهو يحب ان يربط اسمه بنجمات من مثيلات باريس هيلتون، التي شاركت في عرضه العام الماضي، والمذيعة البريطانية كيلي بروك، التي صمم لها فستان منذ حوالي خمس سنوات أراده أن يكون مثل «ذلك الفستان» الذي صممه فرساتشي لليز هيرلي وفتح لها ابواب العالمية من أوسع الأبواب. فستان جوليان ماكدونالد أثار الانتباه، صحيح، لكنه لم يرق إلى مستوى فستان فرساتشي، لأنه كان يفتقد إلى أي فكرة سوى إثارة الانتباه بكشف مفاتن الجسد بشكل فج. لكن ربما أكثر ما يرتبط باسمه حاليا استعماله للفرو بشكل يثير حفيظة جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوانات في كل العالم، بل يقال ان باميلا أندرسون، رفضت دعوته حضور عرضه هذا الأسبوع لهذا السبب. هذا الأمر لم يمنع السمراء ناعومي كامبل من المشاركة في عرضه، بل الظهور في معطف من الفرو الفخم، مع العلم ان علاقتها بالفرو ليست جديدة ولا ودية. فقد أعلنت منذ سنوات مناهضتها لاستعماله ورفضها ارتدائه تماما عندما حصلت على عقد مع «بيتا» عام 1990 للظهور في إعلاناتها، وهي تقول «أفضل ان أبقى عارية على أن البس الفرو». ولم يمر وقت طويل قبل ان تلتقط لها صورا وهي متلبسة بالجرم، أي وهي تلبس معطفا من الفرو، الأمر الذي أثار عليها لعنة «بيتا» وسخط كل المناهضين لاستعمالات الجلود الطبيعية للحيوانات في العالم. إلى جانب الفرو، الذي كان جوليان أكثر من استعمله هذا الموسم في عروض لندن، كان هناك أيضا الكثير من بريق المعادن، الفضي والذهبي، وإن كانت تشكيلته تغلب عليها الالوان الداكنة أكثر، كما كانت اكثر عملية من حيث انها تناسب المرأة المحافظة ايضا. فقد ابتعد فيها المصمم عن إبراز مفاتن الجسد بتنسيقه معظم القطع مع جوارب سميكة أو سراويل الليكرا المطاطية وقفازات وغيرها، ونجح في تقديم قطع مفصلة بشكل حرفي يستدعي اسلوب الباريسيين المخضرمين، وهذا بالذات ما يشفع له الكثير من الجوانب الأخرى، ويجعله مصمما تتسابق وسائل الإعلام على حضور عروضه. لكن رغم كل الضجة الإعلامية التي سبقت عرض ماكدونالد، فإن النجم الحقيقي كان لحد الآن المبتدئ كريستوفر كاين، 24 سنة، الذي كانت كل الأعين تترقب ما سيقدمه. فلندن التي فرخت أمثال جون غاليانو، ألكسندر ماكوين، حسين تشالاين وغيرهم، لا يمكن ان تتخلى عن دورها أو سمعتها كعاصمة المواهب، وكريستوفر لم يخيب الآمال. فهذا الشاب الذي رفض عقدا مع دار فيرساتشي ليتفرغ لطرح ماركة تحمل اسمه، أكد أول من امس أنه سيكون النجم القادم. المرأة التي جسدت رؤيته في هذه التشكيلة، امرأة محاربة قوية تتصيد فريستها لتنقض عليها، فالألوان جاءت داكنة فيها غموض، والأحزمة مصممة بشكل تبدو فيه وكأنها خاصة بالذخيرة، بينما جاءت بعض فساتين السهرة ضيقة من المخمل وباللون الأحمر الدامي ومطرزة بأحجار الكريستال.

اللافت خلال هذا الأسبوع ان حجم صفر، الذي أثار جدلا عالميا كان غائبا في كل العروض إلى حد الآن، واستعاض عنه المصممون بمقاسات رشيقة تتباين بين 8 و10، حيث ظهرت الأزياء بشكل انثوي اكثر يحدد الخصر ويستدعي صور سيندي كروفورد وكلوديا شيفر في الثمانينات من القرن الماضي. العرض الوحيد الذي غاب فيه هذا المظهر الأنثوي المحدد، كان عرض بول سميث الذي عاد فيه إلى العشرينات، واحتفل فيه بالمرأة العصرية التي تحررت من قيود الكورسيهات وما تتطلبه من خصر نحيل، من خلال فساتين هفهافة بخصور منخفضة جدا، ربما اراد من خلالها ان يحيي الآنسة كوكو شانيل، المرأة التي كانت وراء هذا التحرر في تلك الحقبة، وكان ارتداء التايور أمرا مقبولا اجتماعيا. وطبعا عند ما يذكر بول سميث، فإننا لا يمكن ان لا نذكر التايورات المفصلة، التي جاءت هنا أكثر رجولة مع اكسسوارات لم يحاول تنعيمها أو تأنيثها، بدءا من الاحذية ذات التصاميم الرجالية بالأشرطة والكعوب المنخفضة تماما، إلى الحقائب التي استوحاها من حقائب رجال الأعمال، وبالتالي تناسب اماكن العمل وليس المساء والسهرة. تجدر الإشارة إلى ان هذا التلاعب على مفهومي الانوثة والرجولة رأيناه في المواسم الماضية في العديد من التشكيلات، شانيل، جون بول غوتييه، الكسندر ماكوين وهلم جرا، لكن بول سميث هذه المرة نقله إلى مرحلة جديدة لم يحاول فيها إخفاء انها رجالية، سواء بالتخفيف من صرامة تصميمها أو من حدة ألوانها. أما إذا كنت تريدين الأنوثة في أجمل حالاتها، فعليك بأماندا وايكلي التي قدمت تشكيلة كلاسيكية تتميز باسلوبها الذي يخاطب المرأة التي تريد ان تتألق في المساء لكن ليس بأي شكل، فهي لها أسلوب يميل إلى الأرستقراطية تحافظ عليه دائما، وللنهار عليك بإبداعات الثنائي غاراني ستروك، اللتان قدمتا قطعا عملية تناسب المرأة التي تتوخى العملية والاناقة في الوقت ذاته.