باريس تسترجع حقها في الأضواء بعد هدوء ضجة الأوسكار

TT

باريس ومصمموها تنفسوا الصعداء يوم أمس، فأخيرا ستتصدر أخبار الموضة وجديدها لخريف وشتاء 2007، صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون عوض صور النجمات. الأدهى من هذا أنه من الصعب على العقلية الفرنسية عموما، والعقلية النرجسية لأي مصمم مهما كانت جنسيته، أن يتقبل فكرة ان تتراجع إبداعاتهم إلى الصف الثاني. وتزامن أسبوع باريس للملابس الجاهزة مع أهم عرض أزياء عالمي، حفل توزيع جوائز الأوسكار، لم يكن في صالحها في أول يومين، إذ من الطبيعي ان تغطي أخبار النجمات وأزياؤهن على كل ما عداها. اليوم الأول من أسبوع الموضة الباريسي تعود أن يحوز على الكثير من الاهتمام، وتصاحبه ضجة إعلامية لا أول ولا آخر لها، لكنه هذه المرة، مر مرور الكرام. اليوم هناك أمل كبير ان يتغير الوضع وترجع الأمور إلى نصابها. ورغم عدم التغطية الكافية في الأيام الأولى، إلا ان باريس، وكعادتها، عرفت إبداعات رائعة، وليس أدل على ذلك من التشكيلة التي قدمتها دار «بالمان»، وإن كانت نخبوية. الفساتين كانت جد قصيرة، آخذة بعين الاعتبار ان الزبونة التي ستشتريها لا تعرف مشكلة البرد أو المطر، كونها تقضي معظم أوقاتها متنقلة بين جزر الكاريبي وشواطئ الريفييرا. للمساء أسهب كريستوف ديكارنين، مصمم الدار الجديد، إذ التحق بها في فبراير(شباط) 2006 فقط، في استعمال الريش والخرز والتطريزات المعدنية الغنية لتأتي النتيجة رائعة، لكن لا تتقن سوى لغة المال، وإن أكد كريستوف انه لم يخرج عن إرث الدار، كما أرساه بيير بالمان منذ عقود. المثير في هذا الأسبوع إلى حد الآن، عودة بعض الأسماء التي غابت عن سماء باريس لسبب أو لآخر، مثل الفرنسية مارتين سيتبون، التي أسست دارها في عام 1985، ثم اضطرت لإغلاقها في عام 2004، لتعود هذه السنة بتشكيلة قالت انها تحمل بصماته، لكن بروح وأفكار جديدة. هناك أيضا الأميركي جيريمي سكوت، الذي هجر عروض باريس إلى نيويورك ولوس أنجليس منذ حوالي ست سنوات، ويعود مرة أخرى حاملا معه روح الدعابة التي ميزت تصاميمه، مما سيضفي على جدية باريس نكهة خفيفة. سكوت اشتهر بحبه أن يفاجئ الحضور بشيء جديد في كل عرض. في عام 1997، مثلا، قدم مجموعة مكونة من البنطلونات بساق واحدة، ثم قدم مجموعة من الـ«تي ـ شيرتات» بوظائف متعددة، وغيرها من الافكار. لكن ما يحسب له ويجعله من مصاف كبار المصممين انه، رغم جنونه وغرابته، يحرص دائما على تقديم خياطة رفيعة. كيف سيفاجئنا هذه المرة؟ هذا هو السؤال الذي ننتظر الإجابة عليه. ابن بلده، ريك أوين، تألق في «باليه روايال» بتشكيلة ابتعد فيه عن أسلوب القليل كثير، وقدم مجموعة ستشعرك بالبرد لا محالة، نظرا لطبقاتها المتعددة، واستعماله السخي للصوف وما شابه من أقمشة دافئة، والبقية تأتي بعد انتهاء حفل الأوسكار.