«نانسي متولي.. الخطيرة.. لاقيني ولا تغديني».. مشاركون في منتدى جدة الاقتصادي

«البلوتوث» يكشف الجوانب الخفية للحضور

TT

(دلوعة الماما، النسر، عناق في أحضان القمر، قمر المنتدى، الباحث عن الحب، دكتور الطبيعة، لاقيني ولاتغديني، نانسي متولي، الخطيرة) إن هي إلا أسماء موجودة في أحدث الوسائل التقنية ارتباطا بالناس (البلوتوث) والذي كان حاضرا بقوة من خلال طنين الرسائل التواصلية عبر مسافة العشرة أمتار بين الاشخاص في مختلف المرافق المخصصة لجلسات منتدى جدة الاقتصادي الذي اختتم أعماله أمس.

وفي الوقت الذي كانت لوحات بارزة بضرورة إطفاء الهاتف المتحرك داخل القاعات الرسمية فإن وميض الأجهزة الصامتة في أكثر من مكان كان ينبئ عن ماراثون من الرسائل «البلوتوثية» الهجومية والدفاعية بين فريقين وأكثر من الرجال والسيدات على حسب الأسماء الافتراضية التي تظهرها شاشة البحث في الجوال عن متواجدين في نفس المكان.

واللافت للنظر أنك بمجرد أن تقوم بفتح الخدمة التقنية للاستفادة منها في مجال عملك داخل المنتدى كنقل ملفات أو صور من جهاز إلى آخر قريب، تجد نفسك في بحر من أمواج الأسماء المتلاطمة التي لا تعبر عن القيمة النوعية المفترضة لحضور المنتدى الأهم اقتصاديا.

ويقول إيهاب، وهو شاب لم يتجاوز عقده الثاني، واختار إسم «كوول على طوول» وبجواره رقمه الهاتفي» كل ما في الأمر أني نسيت إغلاق خدمة البلوتوث قبل دخولي للمنتدى والمشاركة في التنظيم» غير أنه أصر على حقه الطبيعي في وضع الاسم الافتراضي الذي يعبر عنه في حياته العامة.

غير أن المضحك في الأمر أن أشخاصا تتجاوز أعمارهم العقد الرابع اختاروا لأنفسهم أسماء شبابية للغاية مستغلين الحشد الكبير من الأسماء، إلا أن تصرفاتهم الدائمة بالالتفات للجوال وتشغيل الخدمة بشكل ظاهر والتجول داخل الردهات المخصصة لاستراحة المشاركين، كلها تعبر عن حالة من «الهوس البلوتوثي».

وكان لافتا أن شخصيات رسمية تحمل درجات أكاديمية اختارت إظهار وجودها عبر «البلوتوث» من خلال أسمائهم الحقيقية، وهو ما عللته الدكتورة عزيزة الأحمدي، وهي احدى المشاركات في المنتدى وأكاديمية سابقة بأنها محاولة «للفت الانتباه ولكن بطريقة أكثر ذكاء».

وتضيف الأحمدي أن حضور البلوتوث بهذا الشكل قد تكون تعبيرا للخروج من سطوة التقاليد على حساب القيمة للمنتدى وأهدافه، وهو ما ترى أنه بات أمرا ملاحظا في مختلف التجمعات التي تشهد حضورا لافتا من الجنسين. وبتفعيل خدمة البحث عن متواجدين تظهر أسماء بدا واضحا أنها كتبت خصيصا للمنتدى ولأهداف تخرج عن حدود الآداب العامة مثل «جربني مرة.. بانتظارك»، «البطل يمشي ورايا» وغيرها من الاسماء التي وصفها مجموعة من الأشخاص بأنها اضطرتهم لإغلاق الخدمة نهائيا وتشغيلها فقط عند الحاجة. بينما قال آخر إن هاتفه الجوال قام بتخزين قائمة فرضية وهو ما سبب له مشكلة عائلية كادت تنتهي بالطلاق.